كنت اليوم مكتئبه
تفر الدموع مني
ففكرت قليلا ثم قلت
كتبت عشرات القصائد
ولم اكتب كلمه عنى
اريد ان اتكلم
ان اصرخ..ان اغني
اشعر برغبه جامحه
ان افرغ ما بذهني
في اعماقي
صراخ الاف النساء
وصحراء تحترق عطشا
وتبيع قلبها..بقطرة ماء
وغابات استوائيه
كثيفة الشجر
مُرة الثمر
سماؤها سوداء
وقرى مظلمه مهجوره
اباد سكانها الوباء
فغدت اطلالا خربه
بعدما كانت جنات فيحاء
بالداخل شمس لم تشرق
لتحارب الليالي السمراء
بالداخل ليل ودموع
ودعوات لم تجبها السماء...
تشتعل في جسدي
الاف الثورات
فالقلب مل الدقات
والعين ملت العبرات
والشفاه ملت الكلمات
اود لو اعلم اسباب ثورتي
ولكن..هيهات
فانا غامضه مظلمه
موحشه مثل الغابات
اخاف دوما
من حبي
ومن بغضي
من كلي
ومن بعضي
من كلامي
ومن صمتي
اخاف اذا مر وقتي
واذا ما مر وقتي
انا اكتب ما اريد
واقول ما اريد
فيقال عني مجنونه
واذبح حتى الوريد
وما فكر احد يوما
انني فكر جديد
كلما ناقشني الناس يوما
انتهوا الى التهديد والوعيد
بلادي..اليس فيكم من يفهمني
أليس منكم رجل رشيد
اه يا بلادي
لو ان لي فيكم قوة
او اوى الى ركن شديد
لما كنت هنا الان
مسجونه
في مقامع من حديد
في رأيي
نحن في زمن اللامنطقيه
في زمن الافكار الغبيه
المسماه"تقليديه"
قضيتنا في هذا الزمان انّا
ليس لنا قضيه
علمونا في البيوت
كيف نحفظ مناهجنا الدراسيه
ولم يعلمونا
كيف نواجه مشاكلنا بواقعيه
قرؤا لنا قصص الاميره صغارا
وكبرنا فقطعوا لنا قصائدنا الرومانسيه
علمونا كيف نصمت
ونبتلع اسئلتنا الهاجسية
مهما كانت بريئه..استطلاعية
وقالوا ان تلك هي التربيه الحقيقيه
علمونا ان الحب حرام
وفي ادراجهم..رسائل سريه
علمونا ان المبادئ ثنائيه
فالكبار خطاياهم مغفوره
وللصغار سوط ومديه
فلا عجب بعد انّا
جيل مجهول الهويه
فاقد الاحساس
بالوجود والاهميه
جيل غرسوا فيه
مرض انفصام الشخصيه
انها ثورتي
فلا تنتظروا حلو الكلام
او قصة حب
وغرام
او نهايه سعيده لقصيدتي
كنهايات الافلام
فالنار المشتعله في جسدي
قد اذابت الاقلام
والدمع المنهمر من عيني
فرض عليها الظلام
واصدر احكامه العرفيه
وحرمها من الاحلام
انا غاضبه
على نفسي
على شكلي
على شخصي
على صوتي
على همسي
على كل معنوي
وعلى كل حسي
واليوم
قررت ان اغير شكل القصيده
ان استبدل اثوابها الباليه
بأخرى انيقه جديده
وفشلت ..كما فشلت من قبل
مرات عديدة
انا لم اكتب شيئا
مهما او ذا قيمه
ولذا فلا احد مطالب
ان يمتدح قصيدتي العقيمه
فأنها فقط بعض شظاياى الداخلية
المفضلات