مضار الحسد و أسبابه
** إن الحسد أصل كل عداوة و أساس كل بلية و رأس كل خطية و سبب كل ملامة , و جالب كل الندامة , بل هو نداء دوى و عرض خبيث دنى , يدل على فساد الدين و قلة اليقين , و مازال صاحبه كدر النفس , نكد العيش قليل الأنس , قد فارق القناعة , و خزل الطاعة ’ فهو حليف هموم و غموم , ظالم في زي ظالم – قال تعالى " و من شر حاسد إذا حسد " و قال عليه الصلاة و السلام " إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " و قال الشعر
كل العداوة قد ترجى إزالتها
إلا عداوة من عاداك بالحسد
فالحسد هو تمني زوال نعمة المولى عن أحد خلقه , وصف مذموم و صاحبه من الخيرات محروم , و كيف لا ؟ و هو كبيرة من الكبائر , و جرثومة الفساد , و مجلبة السوء بين العباد يجمع خصالا مذمومة , و يقتضي أحوالا منكرة و أسباب مشئومة منها بغض الحسود لغير سبب , و الحقد عليه دون ذنب وجب , و منها انكسار الحق و إن ظهر , و إظهار الباطل و إن استتر , و منها الاعتراض للفضيحة , و التجافي عن النصيحة , و التصدي لكل قبيحة , و منها الامتناع عن جميع ما عند المحسود من الخير و إن كان مفتقرا إليه , قال بعض الحكماء – حاسد النعمة لا يرضيه إلا زوالها , و لا يشقيه إلا انتقالها - و قال بعضهم , الحاسد لا ينال من المجالس إلا مذمة و ذلا , و لا ينال من الملائكة إلا لعنة و بغضا و لا ينال من الخلق إلا جزعا و غما , و لا ينال عند الشرع إلا شدة و هولا , و لا ينال عند الموقف إلا فضيحة و هونا و نكالا .
و أظلم أهل الأرض من كان حاسدا
لــمـــن بـــات فـــي نعمــائه يتقلب
المفضلات