بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا أحب الصحابة .. الرسول صلى الله عليه وسلم ؟


لماذا وجدو لذة العيش معه والأنس في قربه والرضا في رحابه ؟ ..
لقد جاء رسولنا صلى الله عليه وسلم إلى الناس بالدعوة الربانية , ولم يكن له دعاية من دنيا ,

فلم يلق إليه كنز ,
وماكانت له جنة يأكل منها ,
ولم يسكن قصراً ..

فأقبل المحبون يبايعون على شظف من العيش , وذروة من المشقة , يوم كانو قليلاً مستضعفين في الأرض يخافون أن يتخطفهم الناس من حولهم , ومع ذلك أحبه أتباعه كل الحب .
حوصروا في الشعب , وضاق عليهم في الرزق , وابتلو في السمعة , وحوربوا من القرابة , وأوذوا من الناس , ومع هذا أحبوه كل الحب !
سحب بعضهم على الرمضاء , وحبس آخرون في العراء , ومنهم من تفنن الكفار في تعذيبهم , وتأنقوا في النكال به , ومع هذا أحبوه كل الحب سلبوا أوطانهم ودورهم وأهليهم وأموالهم , طردوا من مراتع صباهم , وملاعب شبابهم ومغاني أهلهم ,
ومع هذا أحبوه كل الحب
أبُتلي المؤمنون بسبب دعوته , وزلزلوا زلزالاً شديداً , وبلغت منهم القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنون
ومع هذا أحبوه كل الحب.
عُرض صفوة شبابهم للسيوف المصلته , فكانت على رؤوسهم كأغصان الشجرة الوارفة , وقُدم رجالهم للمعركة فكانوا يأتون الموت كأنهم في نزهة , أو في ليلة عيد , لأنهم أحبوه كل الحب.
يُرسل أحدهم برسالة ويعلم أنه لن يعود بعدها إلى الدنيا , فيؤدي رسالته , ويبعث الواحد منهم في مهمة ويعلم أنها النهاية فيذهب راضياً , لأنهم أحبوه كل الحب.


لماذا أحبوه ؟
ولكن لماذا أحبوه وسعدوا برسالته , واطمأنوا لمنهجه , واستبشروا بقدومه , ونسوا كل مشقة وجهد ومعاناة من أجل إتباعه ؟!



إنهم رأوا فيه كل معاني الخير والفرح , وكل علامات البر والحق , لقد كان صلى الله عليه وسلم آية للسائلين في معالي الأمور , لقد أبرد غليل قلوبهم بحنانه , وأثلج صدورهم بحديثه , وأفعم أرواحهم برسالته.
لقد سكب في قلوبهم الرضا , فما حسبوا للآلام في سبيل دعوته حساباً , وأفاض على نفوسهم من اليقين ما أنساهم كل جرح وكدر وتنغيص.
صقل ضمائرهم بهداه , وأنار بصائرهم بسناه , ألقى عن كواهلهم آصار الجاهلية , وحط عن ظهورهم أوزار الوثنية , وخلع من رقابهم تبعات الشرك والضلال , وأطفأ من أرواحهم نار الحقد والعداوة , وصب على المشاعر ماء اليقين , فهدئت نفوسهم , وسكنت أبدانهم , واطمأنت قلوبهم , وبردت أعصابهم.
وجدوا لذة العيش معه , والأنس في قربه , والرضا في رحابه , والأمن في إتباعه , والنجاة في إمتثال أمره , والغنى في الأقتداء به .
لقد كانوا سعداء حقاً مع إمامهم وقدوتهم , وحق لهم أن يسعدوا ويبتهجوا.
اللهم صل وسلم على محرر العقول من أغلال الإنحراف , ومنقذ النفوس من ويلات الغواية , وارض عن الأصحاب والأمجاد , جزاء مابذلوا وقدموا.

بقلم الدكتور الشيخ : عائض القرني *


" مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الفتح : 29]


عن عبد الرحمن بن عوف: أن النبي ، قال: " أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ".



فعلا إنه صلى الله عليه وسلم خير وأشرف المرسلين وسيد هذه الأمه اللهم إجعلنا سائرين على هداه .