salamfw0

إن من أجمل وأهم الأحوال بالحياة حال الشبع بعد الجوع وحال الغنى بعد الفقر وحال المطر بعد الجدب وحال الدفء بعد البرد
ولكن .. بمناسبة قرب فصل الشتاء لنتأمل في ذلك الحال الأخير الدفء بعد البرد فبعد أن تكون مُعرَّض للبرد القارس خارج بيتك

ffd8abee3d

ثم تدخل مأواك فتفرك يدك بالأُخرى وتجلس أمام المدفأة

b34844e2af

فتدفأ ويزول ذلك الشعور المزعج ثم تأخذ لك كوب من شراب دافئ فتشعر بشعور مبهج

2b736adfb8

يمر نهارك مسرعاً كمر السحاب

4bb4124662

فتتشوق لتأوي الى فراش وثير دافئ فتأخذ قسطاً وفيراً من الراحه في ليل شتاء طويل

9e24797320

برأيك ما أهم سبب يجعلك تترك هذا النعيم تترك هذا الدف هذا الفراش المريح ؟!
وما قولك في شخص يتركه ويذهب ليسكب على نفسه الماء البارد ؟!
إنسان غريب أليس كذلك ؟!


لكن .. طوبى للغرباء قد جعل حرارة الإيمان تصهر برد الشتاء
فقد ذهب ليناجي ربه ويستغل ليلاً طويلاً
طال الليل فكان فرصة لقائم يصلي ويستغفر أو قارئ قراّن يتلوه ويتدبر


غير شتائك الى ربيع

فالشتاء ربيع المؤمن لأنه يرتع في بساتين الطاعات ويسرح في ميادين العبادات
ويصلح دين المؤمن بالشتاء
ففي النهار يصوم لقصره وبرودته فلا يشعر بمشقة الصيام
وفي الليل يقوم لطوله ويحظى بفضل كبير والناس نيّام
فما من شيء أسمى وأجل من أن تلبي نداء رب العزَّة لك

فقد قال عمر رضي الله عنه: (
الشتاء غنيمة العابدين ).

وقال ابن مسعود: ( مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام
).

وقال الحسن: (
نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه ).
ولذا بكى المجتهدون على التفريط - إن فرطوا - في ليالي الشتاء بعدم القيام، وفي نهاره بعدم الصيام.

وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى من تبعه بإحسان الى يوم الدين