بسم الله الرحمن الرحيم
نرى أن التلقائية والطبيعة تأخذ مجراها. وهي التي تحدد من هو العربي. والآن يقولون إن العرب متحدون فنيا. فهل هذا صحيح؟ هذه بعض الأمثلة:
الكثير من المناقشات والحوارات التي تكون من المشتغلين في ساحات ما يسمى بالفن بها مشاركات عديدة تجدها من كل العرب.
الكثير من المحطات الفضائية يذكر أرقام الاتصال بها من خلال تحديد رقم الاتصال في كل بلد عربي على حدة بسبب اختلاف الشركات.
عندما نرى دعاية أو إشهار كذلك نجد أرقام الاتصال بالبلدان العربية كل على حدة، غالبا مع أعلام الدول.
في مثل هذه المثلة وغيرها قد يكون هذا من يحدد من هو العربي حيث إن المشاركين في مثل تلك الأمكنة عرب. وبالخصوص هم من الدول التالية: دول الشام الأربع، العراق، مصر والسودان، دول مجلس التعاون الست، اليمن، دول المغرب الأربع. أما موريتانيا فالقليل يدخلها في الحسبان. وأما الصومال وجيبوتي والقمر، فلا ذكر لها. وتمت بذلك الدول العربية الممثلة في الجامعة.
فهل هذا صحيح؟ يقال إن سكان موريتانيا والصومال وجيبوتي والقمر عرب أو كانوا عربا. وأنا بصراحة مقتنع جدا بالنسبة لموريتانيا خصوصا وإن لهجة أكثر السكان فيها عربية حسانية كما تدعى لكن لماذا هي بعيدة عن المشاركات والحضور الفعال؟
وماذا عن الدول الأخرى؟ إذا كان أهلها يتخاطبون بلغات أخرى (الصومالية، والعفرية والقمرية مثلا) فإنهم عموما لا يهتمون بقضايا العروبة والأمة العربية أي لا يجدون أنفسهم منا. وهذا هو ربما سر غيابهم عن الأندية والمنتديات العربية على النت مثلا.
فهل قصة أنهم كانوا عربا أو أن أصولهم عربية تنفع؟ إنها لم تنفع مع مالطة وجنوب إسبانيا بل حتى جنوب فرنسا حيث يحمل الكثير هناك أسماء عربية.
أريد التوضيح العميق هنا، لأنه إما أن هذه الدول عربية لكن مغيبة لسبب، أو أنها أدخلت على العرب لأسباب سياسية لا أراها ناجحة.
ثم هناك أيضا إريتريا أو إرتريا النصف عربية: هل نقبلها منا أم أنها بلغة أخرى؟ وتشاد أيضا التي تستخدم اللغة العربية رسمية.
وهل سنخسر عندما تعود خريطة الوطن العربي إلى ما قبل السبعينات حيث كانت بدون القرن الأفريقي كما نراها في الأطالس القديمة. إن الخريطة الحالية ثبتت راسخة لدى الكثير ويصعب تغييرها مثلا بإضافة نقاط تدل على جزر القمر البعيدة أو زنجبار عند استقلاقها مثلا أو الأحواز.
ما هذا الغموض في تحديد هوية العربي؟
مع أطيب التحيات
المفضلات