مقدمة

الحمد لله العزيز الجبار ، و الصلاة و السلام على سيد المصطفين الأخيار سيدنا محمد و على آله و صحبه الأبرار ، وبعد ، لما انتشرت ظاهرة الطلاق في بيوت المسلمين ، و أصبحت كلمة الطلاق هينة عند كثير منهم ، و غفل جلهم عن العواقب الوخيمة ، و الأضرار الجسيمة التي تحل تبعًا لهذه الكلمة ، رأينا نشر هذه الكلمة لفضيلة الشيخ / سعود بن إبراهيم الشريم حفظه الله ، و هي كلمة موجزة عظيمة النفع لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، و قد قمت بحول الله تعالى و قوته بتخريج أحاديثها و نقل كلام الإمام الألباني رحمه الله على بعضها ، فضلاً عن توضيح بعض مبهماتها ، هذا ، و أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، و أن يجزي مؤلفه خير الجزاء إنه ولي ذلك و القادر عليه .
أبو جابر المغربي
هادم البيوت
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ، اتقوه حق التقوى ، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى ، واحذروا المعاصي ، فإن أقدامكم على النار لا تقوى ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطاكم إلى غيركم وسيتخطى غيركم إليكم فخذوا حذركم ، الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتْبَع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأمانيّ
.

عباد الله
:

يحكي واقع كثير من الناس اليوم ، صورا شتى من اللامبالاة بقيم الألفاظ ودلالات الكلام وثمراته ، ترى الكلمة تخرج من فم المرء ، لا يلقي لها بالا ، ربما هوت به في مسالك الضياع والرذيلة ، استحقر بعضهم حجم الكلمات ، واستنكف عن معانيها ، وما علم أولئك أن النار بالعيدان تذكى ، وأن الحرب مبدأها كلام
.

أيها الناس
:

أيستغرب أحدكم لو قيل له : إن كلمة من الكلمات تكون معولا صلبا ، يهدم به صرح أسر وبيوتات ؟ أيستغرب أحدكم لو قيل له :إن كلمة من الكلمات تنقل صاحبها من سعادة وهناء ، إلى محنة وشقاء ؟ أيستغرب أحدكم لو قيل له : إن كلمة من الكلمات تحرك أفرادا وجماعات، وتنشئ تزلفا وشفاعات ، لرأب (1) ما صدعت وجمع ما فرقت ؟ أتدرون أي كلمة هذه ؟

إنها كلمة أبكت عيونًا ، وأجهشت قلوبًا ، وروعت أفئدة ، إنها كلمة صغيرة الحجم ، لكنها جليلة الخطب ، إنها كلمة ترعد الفرائص بوقعها ، وتقلب الفرح ترحا والبسمة غصة ، إنها كلمة الطلاق ، إنها كلمة الطلاق ، وما أدراك ما الطلاق ! كلمة الوداع والفراق ، والنزاع والشقاق ، فلله كم هدمت من بيوت للمسلمين ، وكم قطعت من أواصر للأرحام والمحبين ، يالها من ساعة رهيبة ، ولحظة أسيفة ، يوم تسمع المرأة طلاقها ، فتكفكف دموعها ، وتودع زوجها ، يالها من لحظة تجف فيها المآقي ، حين تقف المرأة على باب دارها ، لتلقي النظرات الأخيرة ، نظرات الوداع على عش الزوجية ، المليء بالأيام والذكريات ، يا لها من لحظة عصيبة ، حين تقتلع السعادة أطنابها(2) من رحاب ذلك البيت المسلم المبارك
.

عباد الله
:

العشرة الزوجية ضرب خاص من المحبة في النفس ، ليس له في أنواعه ضريب(3) ، فهو الذي يسكن به الزوجان ، وهو الذي يلتقي به بشران ، فيكون كل منهما متممًا لوجود الآخر ، ينتجان بالتقائهما بشرًا مثلهما

( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ) (النحل : 72 )

إن اختلال العشرة بين الزوجين ، يذكي نار الفرقة ، وكثرة الخصام تضرم أوارها(4) ، ولو أحب الأزواج أنفسهم حبًا صادقًا ، وسكن بعضهم إلى بعض ، لود كل منهما الآخر ، وود لأجله أهله وعشيرته ؛ لأن المودة بين الزوجين سبب من أسباب سعادة العشيرة ، وسعادة العشيرة سعادة للأمة المؤلفة من العشائر ، المؤلفة من الأزواج ، فهذا التآلف والتأليف ، هو الذي يتكون منه مزاج(5) الأمة ، فما يكون عليه من اعتدال وكمال ، يكون كمالاً في بنية الأمة واعتدالاً ، وقرة عين لمجموعها ، وما يطرأ عليه من فساد واعتلال ، يكون مرضًا للأمة ، يوردها موارد الهلكة ، فمن لا خير فيه لأهله لا خير فيه لأمته ، قال رسول الله : ((خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ))(6).

عباد الله :

لقد قال المصطفى في الحديث المشهور : ((فاظفر بذات الدين تربت يداك)) (7).
هذه هي الزوجة التي يحث الشارع على تحصيلها والرضا بها ، ويدعو على من أراد غيرها، وزهد فيها ورغب عنها ، ومن المعلوم بداهة ؛ أنه لا يرغب الظفر بذات الدين ، إلا من كان قلبه معلقا بالدين ، وكانت نفسه من النفوس الزكية ، ومن هذه حاله ، فلا غرْو(8) أن يرزق المودة بينه وبين زوجه ؛ لأنها من ثمرات المشاكلة في السجايا والصفات الفاضلة ، وعلى العكس من ذلك ، المشاكلة في الصفات الرديئة ، والسجايا الدنيئة ، فهي لا تثمر محبة ، ولا تورث توددا .

قال رسول الله : ((خير متاع الدنيا المرأة الصالحة )) (9).

إنه متى كان الدين بين كل زوج وزوجته ، فمهما اختلفا وتدابرا ، وتعقدت أنفسهما ، فإن كل عقدة من العقد لا تجيء إلا ومعها طريقة حلها ، ولن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه ، وهو اليسر والمساهلة ، والرحمة والمغفرة ، وهو العهد والوفاء ، وهو اتساع الذات ، وارتفاعها فوق ما تكون به منحطة أو وضيعة .

ومن كانت هذه حاله ، فلن يستنكف(10) أن يكون ممتثلا لما خوطب به من قول المصطفى : ((لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها )) (11).

وقوله : ((استوصوا بالنساء خيرًا )) (12).

وثمرة الدين في المرأة يظهر في مثل قول عائشة رضي الله عنها (( يا معشر النساء لو تعلمن بحق أزواجكم عليكن ، لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بحر وجهها )). (13)

فما أحمق الرجل يسيء معاشرة امرأته ، وما أحمق المرأة تسيء معاملة بعلها .

أيها الناس :

الطلاق !! كلمة ، لا ينازع أحد في جدواها ، وحاجة الزوجين إليها ، حينما يتعذر العيش تحت ظل واحد ، وإذا بلغ النفور بينهما مبلغا ، يصعب معه التودد ، فالواجب أن يتفرقا بالمعروف والإحسان ، كما اجتمعا بهذا القصد

(( وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته وكان الله واسعًا حكيمًا )). (النساء : 130)

إن الله عز وجل لم يخلق الزوجين بطباع واحدة ، والزوجان اللذان يظنان أنهما مخلوق واحد ، يعيشان في
أوهام ؛ إذ كيف يريد منها زوجها أن تفكر برأسه ، وكيف تريد هي منه أن يحس بقلبها

(( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة )) .(اليقرة : 228)

إن النسيم لا يهب عليلا داخل البيت على الدوام ، فقد يتعكر الجوّ ، وقد تثور الزوابع ، وإن ارتقاب الراحة الكاملة نوع وهم ، ومن العقل توطين النفس على قبول بعض المضايقات ، وترك التعليق المرير عليها ،

(( فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً )) (النساء : 19)
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ((لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر )). (14)

ومن يتتبع جاهدا كل عثرة يجدها *** ولا يسلم له الدهر صاحب

بيد أن بيوتات كثيرة فقدت روح التدين ، فهي تتنفس في جوّ من الشراسة والنكد ، واكتنفتها أزمات عقلية وخلقية واجتماعية ، فقد تُطلق المرأة اليوم ، في رطل لحم ، علّق الرجل به طلاقها إن قامت بشرائه ، فيخبط هؤلاء خبط العشراء (15)، ويتصرفون تصرف الحمقى ؛ فيقعون في الإثم والحيْف .

عباد الله :

لقد كثر الطلاق اليوم ، لما فُقدت قوامة الرجل في بعض المجتمعات ، إبان غفلة تقهقر عن مصدر التلقي من كتاب وسنة ، وركن فئام(16) من الناس إلى مصادر مريضة ، قلبت مفاهيم العشرة ، وأفسدت الحياة الزوجية ، من حيث يشعرون أو لا يشعرون ، وتولى كِبْر تلك المفاهيم الإعلام بشتّى صوره ، من خلال مشاهدات متكررة يقعد فيها مفاهيم خاطئة ، ومبادئ مقلوبة في العشرة الزوجية ، حتى وضع الزوجات تاريخهن .

ولرب منظر يشهده ألف امرأة بمرة واحدة ، فإذا استقر في وعيهن ، وطافت به الخواطر والأفكار ، سلبهن القرار والوقار ، فمثلنه ألف مرة ، بألف طريقة ، في ألف حادثة ، فلا تعجبوا حينئذ إذا استأسد الحمل ، واستنوق الجمل ، والعجب كل العجب ، أنه في ثنايا المناقشة يقرر الإعلاميون أن دور الإعلام مع المرأة ، إنما هو كالتلقيح بمصل بعض الأدواء المعدية ، والتسليم بـ"ميكروبها" ، بزعم أنها تكسب صاحبها مناعة ، تقيه من أن يعي بوبائها .

وحقيقة الأمر أنهم بالذي وضعوا زادت العقد ، وإن ما يذكره الإعلاميون ، هو التعرض لعدوى الوباء في عنفوان شدته ، وصدق من قال :

وكانت دوائي وهي دائي بعينه *** كما يتداوى شارب الخمر بالخمر

والواقع أيها المسلمون : أن داخل البيت المسلم يتأثر بخارجه ، وتيارات الميوعة والجهالة إذا عصفت في الخارج ، تسللت إلى الداخل ، فلم ينج من بلائها إلا من عصم الله .

الحياة الزوجية حياة اجتماعية ، ولابد لكل اجتماع من رئيس يرجع إليه عند الاختلاف في الرأي والرغبة . والرجل أحق بالرياسة ؛ لأنه أعلم بالمصلحة ، وأقدر على التنفيذ ، بما أودع الله فيه من ذلك ، وإن ما تتلقنه المرأة من الأجواء المحيطة بها على منازعة الرجل قوامته، لمن الانحراف الصرف ، والضلال المبين.

وإن قوامة الرجل في بيته لا تعني منحه حق الاستبداد والقهر ، فعقد الزوجية ، ليس عقد استرقاق ، ولا عقد ارتفاق لجسد المرأة ، إنه أزكى من ذلك وأجل .

وكل من الزوجين بشر تام ، له عقل يتفكر به ، وقلب يحب به ويكره ، فوجب الحق للمرأة حتى مع قوامة الرجل (( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )) (البقرة : 228) كما أن قوامة الرجل ، لا تعني استغناءه عن زوجه ، فالله عز وجل يقول : (( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن )). (البقرة : 187)

عباد الله :

لقد كثر الطلاق اليوم ، لما صار المطلق أحد رجلين : إما رجل أعمل سلطته وأهمل عاطفته ؛ فكان في بيته

سيدًا ، ولكنه لم يذق طعم المحبة والسعادة ، ولا عرف الصفاء والهناء. وإما رجل تبع عاطفته فأطاعها ، وأهمل سلطته فأضاعها ، فعاش في داره عبدا رقيقا .

لقد كثر الطلاق اليوم لما كثر الحسدة والواشون ، فنكسوا الطباع ، وعكسوا الأوضاع ، وصيروا أسباب المودة والالتئام ، عللا للتباغض والانقسام . ولربما كان لأهل الزوجين مواقف ظاهرة ، بدت سببا مباشرا في كثير من الخلافات ، فقد يتدخل الأب ، وقد تتدخل الأم أو الأخ ، أو الأخت ، فيحار الزوج من يقدم ؟ والديه الذين عرفاه وليدا ، وربياه صغيرا ؟ أم زوجه التي هجرت أهلها ، وفارقت عشها من أجله ؟ إن هذه لمرتقات صعبة ، أهونها أصعب الصعاب ، وأحلاها أمرّ من المر .

إن مثل هذه التدخلات في الحياة الزوجية ، لهي مكمن الخطر لدى كثير من الأسر ، فما بال أولئك يهجمون على البيوت فيأتونها من ظهورها ، ويمزقون ستارها ، ويهتكون حجابها ، وينتزعون الجرائد من أكنافها ، والفرائد من أصدافها ، ويوقعون العداوة والبغضاء بين الأزواج ، ماذا يكون أثر هؤلاء في البيوت التي تتكون منها الأمة ، وفي الأمة المكونة من البيوتات ! إنه لا يغيب عن فهم عاقل ، أن شرهم مستطير ، وأن ما يفعلونه فتنة في الأرض وفساد كبير .

عباد الله :

إن العلاقات الزوجية ، عميقة الجذور ، بعيدة الآماد ، فرحم الله رجلاً محمود السيرة ، طيب السريرة ، سهلاً
رفيقًا ، لينًا رءوفًا ، رحيمًا بأهله ، لا يكلف زوجته من الأمر شططًا ، وبارك الله في امرأة لا تطلب من زوجها غلطًا ، ولا تحدث عنده لغطًا
(17) ، قال رسول الله : (( إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها )) . (18)

وقال : ((إذا صلت المرأة خمسها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت بعلها ، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت
)). (19)

وبهذا كله ، يفهم الرجل أن أفضل ما يستصحبه في حياته ، ويستعين على واجباته ، الزوجة اللطيفة العشرة ، القويمة الخلق ، وهي التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره ، إن هذه الزوجة هي دعامة البيت السعيد ، وركنه العتيد
.

((
فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)) .(النساء
: 34)


إن أحدنا لتمر عليه فترات ، لا يرضى فيها عن نفسه ، ولكنه يتحملها يتعلل بما يحضره من المعاذير ، وإذا كان الأمر كذلك ، فليكن هذا هو الشأن بين الزوجين ، يلتمس كل منهما لقرينه المعاذير فإن المؤمن يطلب المعاذير ، والمنافق يطلب الزلات ؛ ولابد من غض الطرف عن الهفوات والزلات ، حتى تستقيم العشرة
.

فمن ذا الذي ما ساء قط *** ومن له الحسنى فقط

ولا شيء يخفف أثقال الحياة ، وأوزار المتاعب ، عن كاهل الزوجين ، كمثل أحدهما للآخر ، ولا شيء يعزي الإنسان عن مصابه في نفسه وغيره مثل المرأة للرجل ، والرجل للمرأة ؛ فيشعر المصاب منهما بأن له نفسا أخرى ، تمده بالقوة ، وتشاطره مصيبته
.

فهذه أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها زوج النبي ، كانت له في المحنة قلبا العظيم ، وكانت لنفسه كقول : (نعم) ، فكأنما لم تنطق قط (لا) ، إلا في الشهادتين ، وما زالت رضي الله عنها ، تعطيه من معاني التأييد والتهوين ، كأنما تلد له المسرات من عواطفها ، كما تلد الذرية من أحشائها ؛ بمالها تواسيه ، وبكلامها تسليه (( كلا والله لا يخزيك الله أبدا ، إنك تصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتكسب المعدوم ، وتعين على نوائب الحق
)).(20) .

وحدث أنس بن مالك ، عن أمه أم سليم بنت ملحان الأنصارية رضي الله عنهما قال : ((مرض أخ لي من أبي طلحة ، يدعى أبا عمير ، فبينما أبو طلحة في المسجد ، مات الصبي، فهيأت أم سليم أمره ، وقالت : لا تخبروا أبا طلحة بموت ابنه ، فرجع من المسجد ، وقد تطيبت له وتصنعت ، فقال : ما فعل ابني ؟ قالت : هو أسكن مما كان ، وقدمت له عشاءه، فتعشى هو وأصحابه ، ثم أتما ليلتهما على أتم وأوفق ما يكون ، فلما كان آخر الليل قالت : يا أبا طلحة ، ألم تر إلى آل فلان ، استعاروا عارية فتمتعوا بها ، فلما طلبت إليهم شق عليهم ، قال أبو طلحة : ما أنصفوا . قالت : فإن ابنك فلانا ، كان عارية من الله فقبضه إليه ، فاسترجع وحمد الله وقال : والله لا أدعك تغلبينني على الصبر . حتى إذا أصبح ، غدا على رسول الله فلما رآه قال : بارك الله لكما في ليلتكما
)) (21).

الله أكبر ، بمثل هذا فلتكن العشرة أيها الأزواج ، بمثل هذا فلتكن الحياة الهانئة السعيدة ، في النفس والولد والمال
.

ثم اعلموا رحمكم الله أن لكلا الزوجين حقا على الآخر ؛ فحق على الزوج أن ينفق عليها ، ولا يكلفها من الأمر مالا تطيق ، وأن يسكنها في بيت يصلح لمثلها ، وأن يعلمها ، ويؤدبها ، ويغار عليها ، ويصونها ، وألا
يتخونها ، و لا يلتمس عثراتها ، وأن يعاشرها بالمعروف ، قال رسول الله
: ((استوصوا بالنساء خيرا)) (22).

وسئل : ما حق امرأة أحدنا عليه ؟ قال : (( تطعمها إذا طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ولا تقبح ، ولا تهجر إلا في البيت
)).(23).

ومن حق الزوج على زوجته ، أن تطيعه في المعروف ، وأن تتابعه في مسكنه ، وألا تصوم تطوعا إلا بإذنه ، وألا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه ، وألا تخرج بغير إذنه ، وأن تشكر له نعمته عليها ولا تكفرها ، وأن تدبر منزله وتهيأ أسباب المعيشة به ، وأن تحفظه في دينه وعرضه . قال رسول الله : ((أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة
)).(24)