كساد الثورة والصدق
منذ اندلعت
فى أوصالى
دفقةُ حبٍ للفقراءِ
وطينِ الأرضْ
.

وأدمنتُ الثورةَ
والتكبيرَ لحقِ الناس
بصوتِ الفرض
أسلمتُ جوادى
لضميرى
.

نزحتُ انقبُ
فى التاريخِ
ونبضِ الساعة
عن سيفٍ يضْوى
فى أفق ِطريقى
شمس قَناعة
.

عانيتُ ضياعى
عريتُ ضلوعى للأنواءْ
جاهدتُ
((ديمقراطياً))

صَلِباً
يقاتلُ سراً
يقاتلُ جهراً
فى الأعداء
لكنى ومثل حصاةٍ
تسقطُ
من نجمٍ عالٍ
كنت أحسُ بأنى
أهوِي
أهوِى
أهوِى
افتقدُ أمانَ
ثباتِ جناحى
وقدرةَ نفسى
.

كنت أصيخُ
السمع
لوقع اللغوِ
يعكرُ صدغى
أسمعهم يروون
بأنى
فى كل هبوطٍ
فى أرضٍ ما
أغمسُ جسدى
فى لون ما
.

ما أضيقَ
أفق البلهاء
وكأنى عصفور
’’

لعز
’’

ألوانى ألوان
الأشياء جميعاً
والأسماءَ جميعاً
لكنى لا أحمل لونى
.

يا وطن الثورةِ
والفقراءْ
من كلِ سهامِ
الغدرِ
يئزُ فضاءُ العمرْ
وتنزُفُ
من روحى
كلُ دماء الصبرْ
أتلظى بين ثغاءِ
الثوريين الأطفال
وخُبلِ الوالى
وكأنى بين النارِ
وباب القبرْ
.

هذا الوطن الصابرِ
من قبو السجنِ
وحتى حدودِ
خطوطِ النارْ
تتقارعُ
أسيافُ الثوار
وينمو صليلُ الحقدِ
وشبقُ النحرْ
.

الكُل قضاةْ
الظلمُ وباءْ
العدُل رياءْ
.

الفرُع كسادْ
.

ثباتُ الحبِ
وصدقُ اللفظ
كسادْ
.

الحقدُ يفرقعُ
فى الظلمت
.

والموتُ
((يبرطعُ))

مثل الثورِ النازفِ
يحصدُ زهرَ الناسِ
بقرنيه
ويمزقُ أحلامَ
الطرقاتْ
لا أدرى
كيف اغتال الوالى
كلَ الأشياءِ الموروثة
وكلَ الأحلامِ المألوفة
وكيف اكتشف
قنابلنا الموقوتة
وأخَذَنا
لساحةِ سوقِ الوطنِ
ونادى السياف
فجزَّ عقيرتنا
فأدمنّا غناء الثورةِ
فى السرِ
وسَبَحنا
فى موج الفعلِ
على البر
ومكثنا نَحلُمُ
مثل الحشاشالأعمى
بالشمس وبالأزهارِ
وأطيارٍ
فى غاباتٍ فضية
وشهرنا
على الشرفاء
الأحقاد الرعناء الثورية
.

يا وطنَ الثورةِ
والفقراءْ
((
عزةُ) خلف السورِ
ونحن
نسامرُ فى البغضاءْ
هل تسمعُ
صوتَ الريحِ
يصفرُ فى القضبانِ
فتعلم أنّا
قد صعقَ العجزُ
فتوتنا

!!!
فتزهد فينا؟

لا شى يُجيب
فالوطنُ فضاء
والزمنُ فضاء
والناسُ فضاء
أحياناً تتساقطُ
من سقف الوطنِ
النازفِ
منشورات
’’ ثورية
لا أدرى
آخر منشور ٍ
من أول منشورٍ
الا بالتاريخٍِ المكتوبِ
على صدرِ الاوراثْ
فالمنشورات توائمُ
تتشابهُ
فى الأنفِ وفى الأذنِ
وفى التهويمِ
وفى الاطراقْ
.

فى كل تقاطيعِ الأخبارْ
فى عجز الصوتِ
وضَعفِ النارْ
لا أدرى
كيف يكونُ خلاصُ
الشعبِ
بهذا الورقِ البالى؟
هل سيسقطُ يوماً
منشور
’’

من سقفِ القصرِ
على عنق الوالى
فنسمعُ فى المذياع
بأن الوالى
قد انتقل لدار اخرى
!!
بمؤامرةٍ كبرى؟
أم سيهبطُ منشور
’’

فى قلبِ الأمةِ
مثل غرامٍ
أو غضبٍ فارع
فيؤججُ
نيران الشبقِ
الصاخبِ
فى أوردةِ الشارع
!!
فتبدأُ أعراس’’ دموية؟

لا أدرى
لكنى أعلمُ
ان الرحم ولود
’’

وعزةُ انثى نارية
قد يطرقُ يوماً
فراش انوثتها
فحل
’’ مجنون’’

فتحملُ عاصفةً
تقتلعُ الظُلمَ
من الأرضِ
السمراءِ الطينية
بغداد
1976

نشرت بصحيفة ظلال
3/10/1996-العدد 40


السيف العارى
انكسرَ
شراعُ القاربِ
يا وطنى
البحرُ ورائى
وعدوى يضحكُ
مثل الجنِ
أمام حذائى
.

هذا السيفُ العارى
فى يدىّ اليمنى
لا زال حُسامى
لكنى
((اوثيلو)) الآن
ساعةَ ميلادِ
الأحزان الدموية
أفتقدُ أمانَ الحبِ
ودفءَ المجدِ
وشدةَ بأسى
اختارُ أكون
القاضى والقانون
لأنحر نفسى
.

هذا السيفُ
((
تململ)) فى يدىّ اليمنى
يا وطنى
الطعنةُ توشك أن تأتى
من يقشعُ عن عينى
هذا اليأس

!!
من ينقذنى؟
يناير
1977 فرانكفورت


صحوة
الآن
تصيرُ المأساةُ لدىّ
بلا جذرٍ
وبلا تفنينٍ
أو عقده
.

أتبرأُ عن شجنى
الآنَ
امزقُ كلَ اغانى
التيهِ
وأرقصُ
فى وجهِ الاعصارِ
كأنّى
((زوربا))

انتظرى
لا شىء يموتُ
الآن
لا شىء
يضيعُ الآن
.

لن اتخلقَ
عن أحزانى
وعن أشواكِ
حصادِ الغربة
لن أحكى
تاريخ حياتى
مرات أخرى
.

تلك تفاصيل
’’ ميتة’’

وتفاهات
’’ صغرى
الآن الحاضرُ يصبحُ
تاريخى
والفعلُ يكون الثورة
.

مارس
- 1977- فرانكفورت


!
من يشترى قلماً؟
من يشترى قلماً

!
بلا ثمنٍ؟
من يشترى قلماً

!(
بلاش)؟
من كل حدبٍ
كان القادمون
من الفراغِ
الى الحضيض
يقهقون ويشتمون
.

ابراجُهم وحظُوظُهم
ان ينحروا لإسماً
تغلغل فى العذابِ
ليُمهَر الوطنَ المثابرَ
بالضياءِ وبالجمال
.

أمجادُهم أن يجرحوا
ويمزقوا
وتراً واغنيةً
عن الزمنِ الملفح
بالرمادْ
.

وشدوهم
قيحاً من اللفظِ البذىءِ
وفكرُهم عَطَناً
واسفنجاً تمطقَ للدماءْ
.

من يشترى حجراً
ومسبحةً بلا عددٍ
و
(ابريقاً) بلا قاعِ
وساقيةً

!!
بلا ثورٍ وماءْ؟
من يجعل الحرفَ المقاتلَ

!
يستكينُ على الخواء؟

كانو كريحِ الصيفِ
لافحةً وقاسيةً
ونائحةً
على سَقَم المدارْ
.

عشرون داهيةً
وطاغيةً
بأقلامٍ وأقدامٍ
مسطحةٍ
هم زاحفون
بلا إزارْ
لوّثوا صحفَ الصباحِ
كأنها جُدر المغاسلِ
حين تزاحمت
ألفاظُ سفهاءِ
الصغارْ
.

المخبرون العاطلون
عن المواهب
((
المخرجون)) الميتون
من الهزيمة
والصفيرْ
آذانهم لا تستبين
الحق
فى صَدَف السماءْ
لا يفقهون الجمرَ
فى صدرِ الطريقِ
ولا تضاريس المسيرْ
ولا الغناء
بصوت أوتار البلابلِ
لا ولا صوتَ الحميرْ
.

عشرون من قلمٍ
ومن سَقَمٍ
من سقطِ
(الجرايد)

ومن صعاليكِ
الحروف
بانت نواجزُهم
من الضحِك القصيرْ
.

فى صدر صفحاتٍ
من الورقِ الكئيبِ
تزاحموا
.

نصبوا مشانِقَهم
.

وبأمرِ أحقاد الحثالة
والمحاورْ
رسموا على الورقِ
السقيمِ
مقاصلَ الزمنِ المعاصرْ
.

أججُّوا طبلَ المجازرْ
.

تقاسموا
((
نبق)) ((الوقيعة))

وزيفَ توقيعِ
الحناجرْ
.

يا إلهى
لمن هذى المساحة
و
((المساخة))
!
والسِمومْ؟

!
لمن هذى المعاجم؟
مفرداتُ السوقةِ الدهماءْ؟
لمن هذا التقاصر
والتآمر
فوق أشلاء الغيوم
.

أنا لم أكن
((
فرعون مصر))

ولم يكن قلمى
((حلايب))

ولم يكن أمرى
بحجم
((المبعدين))

إلى ثرى
((
مَرْجِ الزهو))

لم أكن رجل
العصورْ
لم أكن حرفاً
تخندق فى
((الفنادقْ))

ولا برقاً كذوباً
ولا
..لا جلفاً
وغاصبْ
لكنهم تركوا
القضايا الساخنات
وأدمنوا أمرى
فى صدرِ صفحاتٍ
من الورقِ الكئيبِ
تبادلوا صورى
وطعنى
.

خاصروا فى الرقصِ
شيطان الملاعبْ
.

أنا لم أكن
((
فرعون مصر))

ولم يكن قلمى
((
حلايب))

أنا شاعر
-
لن ينحنى أبداً-

وكاتب
نشرت بصحيفة الطرفة
30/8/1995م العدد الثانى -هيئة الثقافة والفنون (القضارف)


ثمــر البســاتـيـــن
من رفوف الجمرِ
قد أختارُ أشيائى
.

من غبنِ الحوانيتِ
ومن ثَمرِ
البساتينِ البكائيهْ
أقتاتُ من نظرى
ومن غُبنى
ومن بؤسى
ومن حقبى الخماسية
.

أسستُ بنيانى
على
((جرفٍ)

من التاريخِ والتلميحِ
والتصريحِ
والايمان بالحسنى
.

لأنى
أغرسُ الأشتاتَ
من عصبى
ومن جَرحى
واحصدُها
لا غدقُها
على الأحبابِ
تذكرةً وأُمْنيَّهْ

درس أمـــى
أذكر أن أمى
علمتنى
أن لا أُدِر خدى
لصفع الوحلِ
والأحزانْ
وأن ارتابَ
من زمنى
.

بأن الناسَ قد تأتى
تصلى الفجرَ
تلبيةً وايمانْ
.

وقد تأتى
لأن النوم
لم يأتى
.

وقد تأتى
لأن الفجرَ تذكيةً
لدى السلطانْز
أمثــــــــال
اختلافُ الرأى
يفسدُ للودِ قضية
..........
الآن
تسقطُ بعضُ
الامثالِ الشعبيهْ
.

هذا
"عصرُ" الامثالِ

"
العصريهْ"
(
النساءُ"كالبصات
ان فاتك بص
’’

لا تحزن
فهناك بقية
")

لكنى شخصياً
ان فاتنى بص
’’

لا أحزن
أو أزأرْ
فالمثلُ الآخر
"
المرأةُ أنثى
والبصُ مذكَّرْ
"


ومتى يعود المبدعون الصامتون
ومتى يعودُ المبدعونَ
الصامتونَ
الى المسارحِ والصحافةِ
!
والاذاعهْ؟
ومتى يصيرُ المبدعونَ
الصامتونَ

"
رئات" تلفازِ
ا
!الجماعهْ؟

يا أهلَ خرْف
وأهلَ زيف
وأهلَ صرفْ
.

يا أهل رسمِ
وأهل عزفْ
تدافعوا نحو المنابرِ
بالمناكبِ والمواكبِ
عوِّضوا الحقبَ
المضاعهْ
.

هذا الزمانُ
زمانُ تحريرِ الحروفِ
من التوجسِ
والتحسسِ والحصارْ
.

وافتراءاتِ الصغارْ
.

كلُ الطَيورِ سواسيهْ
.

لا ضيرَ من طيرٍ
يشقشقُ
من
"تهامةَ" أو "خذاعهْ"

لا قهرَ للأشجارِ
والأحلامْ
.

كلُ الخيوطِ تداخلتْ
وتناسجت وتناسلتْ
و
"تبوتقت"

فى رحمِ
"مولانا
النظامْ
"

كلُ الحروفِ توهطتْ
وتنسمتْ
عَبَق السلامْ
.

وحملتُ أوراقى
وطرتُ
إلى المسارحِ والصحافةِ
والأذاعهْ
.

أوقفتُ رحلىَ
وقرأتُ عند البابِ
لافتةُ السلامهْ
:
(
لافرق أبداً
بين
"خزرج"

أو
"هدندوة" أو "تناقسة"

أو
"دناقلة"*

أو تُهامَة أو خذاعهْ
"

كلُ المنابع مُترعهْ
.

لا خَطَّ أحمر
إلا للعقوقِ
وللفسوقِ
واعتمار الزيفِ
فى زمن الأصالهْ
.

وللتبرجِ والسفورِ
وللخيانةِ و
"العمالهْ"

ودلفتُ من بابِ
الدخولْ
.

ألقيتُ
من باب
"التأسْلُمِ"

و
"الأصولْ"

سننَ التحايا الرائعة
لكن صوتا
مثل
"رجمِ الصاعقهْ"

قد صاح من خلفى
-
ياهذا..أنت
عُد إلى الباب
الولوجْ
.

وعدتُ أدراجى إليه
تحشرجتْ لغتى
وقلت
:
!-
نعم.. ما الخبر؟
وتفرست عيناهُ
مثل الصقرِ فى وجهى
وقال
:
-
البطاقة

!-
نعم؟
قلت لك

!
أين البطاقة؟

وتضاعفَ الحرجُ الكثيفُ
حين رأيتُ عشرات العيون
تجوسُ فى أمرى
وشفتى الراجفةْ
وعلى الجبينِ تفصدت
قطراتُ عرقٍ
زاحفه
.

وظننتُ انه ربما
لا يعلم من أنا
.

وتحركت شفتاى قلتُ
-
هل تدرى أبداً

!
من أكون؟
وسمعت صوته كالزئير

-
ويعنى من

!!!
نابليون؟
وضجَ الحضورُ
على المقاعدِ يضحكون
.

ورفعتُ رأسى
نحو لافتةِ السلامةْ
.

وقلتُ فى نفسى
-
لكنهم نسيوا الكرامةْ.

وعدتُ أدراجى
وتحت الابطِ أوراقى
وفى فمى ابتسامةْ
.

ورفعتُ رأسى للسماء
-
يا إلهى

!!!
متى تأتى القيامةْ؟
امدرمان
8/9/1993م
نشرت بصحيفتى
"الطرفة" و"ظلال" بالسودان 1993م-1995م


هـذا المساء
هذا المساءُ
هل يعود البرقُ
رخواً
ام يخط البرقُ
!!"
لا"؟

هذا المساءُ
هل يظل الليلُ
طفلاً
ام يئن الليلُ
!
من صفعِ الغناءْ؟

استعينوا بالصلاةِ
على الوباءْ
.

ثم أمشوا
فوق أطرافِ الأصابعِ
نحو
"توشكى"

ة
"كربلاءْ".

لا بأس من وترٍ
ينوحُ
ويستحيلُ إلى بُكاءْ
.

لا بأسَ من سيفٍ
على رِجْلينِ
عُقدا القرفصاءْ
.

لا بأس من سفرٍ
ومن مطرٍ
ومن سرجٍ
على متنِ الهواءْ
.

هذا الشتاءُ
هل يصير الماءُ
ثلجاً
!
ماءْ؟

دثرينى
بالتحذلقِ عن زمانٍ
سوفَ يغتالُ
"
الصفوفْ"

وعن ثمارِ الصبرِ
تحتضنُ
"الرُّفوفْ"

وعن غروب ِ الفقرِ
وعن فتاوى القولِ
فى حكمِ الغناءْ
وعن التبرجِ
والتبهرجِ
وانحلالِ الخنفساءْ
لا بأسَ
!
من دفءِ الهُراء
لا تقولى
:

نحن بالاحلامِ حَلّضقنا
على قوسِ قُزَحْ
.

بل ردّدِى
فى الحلمِ جهراَ
أنَّهُ صارتْ لدينا
هذه السيارةُ الهيفاء
أسموها
"الشبحْ"

هل يجوزُ الحلمُ
شرعاً
!
أننصير الأغنياءْ

..............
هل يجوزُ الحلمُ
!
فى هذا المساءْ؟
امدرمان
5/9/1994م


عنـــــاق
سوفَ تهبطينَ
ليلة
ودنما عناءَ
فوقَ جسرِ ساعدىَّ
تنشرين ذلك العبيرَ
فوق غابةِ المسامْ
.

تلمسينَ ذروةَ الحنينِ
فى ارتعاشةٍ تجيشُ
من أصابعِ الكلامْ
.

ترقصينَ مثلَ نجمةٍ
تطيرُ بالنبيذِ
فوق شُرفةِ الظلامْ
.

امدرمان
- يوليو 1994م


من يجىء الصبح
طاغية
’’ فى البرِ
وطاغية
’’ فى البحرْ.

طاغية
’’ فى السرِ
وطاغية
’’ فى الجهرْ.

خاطرة
’’ فى الريحِ
وخاطرة
’’ فى الأسرْ.

نزرعُ القَفْرَ المريرَ
لنعتلى قفراً أمرْ
.

آخرُ الشهرِ
يصعُدُ السورُ صفيقاً
فوقَ أكتافِ الفضاءْ
.

يسقطُ الدمعُ غباراً
من صنابير السماءْ
.

يجلس الشعرُ الكسيرُ
القرفصاءْ
يحلُم الطينُ
باثداءِ الدماءْ
.

من يجىءُ الصُبح
هذا الصُبح
يا وطنى
على خيلِ المساءْ
يطرقُ البابَ
رقيقاً
مثل طرقِ الأصدقاءْ
.

فاذا البابُ تداعى
طلَّ برقُ الموتِ
فى حَدّقِ الغُزَاةْ
طاغية
’’ فى البرِ
وطاغية
’’ فى البحرْ.

طاغية
’’ فى السرِ
وطاغية
’’ فى الجهرْ.

خاطرة
’’ فى الريحِ
وخاطرة
’’ فى الأسرْ.

من يجىءُ الصُبح
هذا الصُبح
يا وطنى
على خيلِ الخطرْ
يزرعُ القفرَ المريرَ
لنعتلى قفراً أمَرْ
امدرمان
14/7/1981م


السحاب المكفهر
منديلُكِ المغزول
لا يكفى
لمسحِ الحزن عن وجهى
وعن مطرِ الأماسى
.

هذا السحابُ المُكفَهِرُّ
ببابِ عمرى
إنْ هَمَى
لًنْ أستجيرَ
بغيرِ سبرٍ
بنزحُ المطرَ السخينَ
عن المآقى
.

يزرعُ البرقَ الصدوقَ
على مداراتِ القوافى
.

هومنجمُ اللهثِ الحثيثِ
على وميضِ
الجمرِ
فى السفرِ الطويلْ
.

بسمة
’’ خضراء
فوق غار المستحيلْ
.

وتأرجُح
’’ وتماسك’’

فى أسرِ
موج الارخبيلْ
الحـــب
.. والزمـــان
هذه الأشلاءُ لا تُغنى

ولا يثجدى العناقْ.

نهداكِ جمرتانِ نامتا
على وسائدِ الشقاقْ
.

وساعداكِ نَوْرَسَانِ
حلّقا
على سواحِلِ الفِرَاقْ
.

من أنكرَ السلامَ
!
فى الغرامِ قبلنا؟
ومن تجرعَ الحنينَ
مثلنا معطراً
وبارداً وطارداً

!!
وعاقْ؟
ومن تشاغلت مسامُه
عن ذروةِ الهوى

!!
بلذةِ الصراعِ والسباقْ؟


"
هاديسُ" هذه المدينةُ
التى تعومُ
فوق لُجَّةِ اللهيبِ
والنفاقْ
.

الحبُ تحت سقفها
ممرق
’’ وشائك’’

وعلقمُ المذاقْ
.

يجىءُ فجأة
يموتُ فجأة
كنجمةٍ كذوبةٍ
وبسمةِ الرفاقْ
.

من أنكرَ السلامَ
فى الغرامِ قبلنا
!
وبعدنا؟

.....
بعضُنا ام كلُنا؟
من ضيع الثمارَ

!
فى الشجارْ؟
من يزرعُ الطريقَ
بين لهفةِ العناقِ
ثم رغبةِ الرحيلِ

!
والفرارْ؟
من يستكينُ للزمانِ
غَصةً وحيدةً
ويستجيرُ بالخواءِ
رفقةً ودارْ؟
ثم يستحيلُ جذوةً
على مواقِدِ الهوى
ويستفيقُ
فوق صهوةِ القرارْ

....
بعضُنا
أم كلنا؟
أم نحنُ لا نكونُ
فى الغرامِ حالةً
بوعينا
فرارنا حضورْ
.

حضورنا فرارْ
.

خصامُنا
تطرفُ الكبارْ
.

صُلْحُنَا
!
تراجعُ الصغارْ؟

هذه الأشلاءُ قد تُغنى
وقد يجدى العناقْ
.


هاديسُ
هذه المدينةُ
التى تعومُ
فوق لُجَّةِ اللهيبِ
والنفاقْ
.

الحبُ تحت سقفها
ممزق
’’ وشائك’’

وعلقمُ المذاقْ
.

لكننا برغمِ طعمهِ
وجمرهِ وبردهِ
نعيشهُ
على مساربِ
الشقاقِ والوفاقِ
والفراقِ
1/8/1995م

عــــطــــاء
لا أقتني ظلاً
ولا شمساً سواكْ
.
..........

في كل عامٍ
تورقينَ تمدداً
وتوهجاً
وتألقاً
تبحرين بقاربي
تعززين تماسكي
في وجه إعصار الهلاكْ
.

يا سنديانة
لا تكف عن العطاء
لكم أحبكِ
دونَ حبكِ
يستحيلُ البحر رملاً
والحضور إلى خواءْ
.

لو يعرفون
توهج الجمر النبيلِ
بصدرنا
لتراجعوا
عن كسرِ أغصانِ
الرجاءْ
لكنهم لن يقطعوا
وتر التواصلِ بيننا
أو يمنعوا
عدَل السماءْ
31/12/1995م
طـــيـــف
هربت بجلدِ الغيرِ
لا قالت متى هبطتْ؟
متى طارتْ؟
متى جلستْ؟
متى سحرت عيون
الناس
وانْسَلّت إلى الأجوازِ
بالأسرارِ والشُعلةْ؟
هربت بجلدِ الغيرِ
لا كتبت على الجدرانِ
كم مكثتْ؟
ولا أغتسلت
بحرف الماءِ وانتفضت
ولا سألتَ
عن الآذانِ والقبلةْ
.

كأن حضورها
مس
’’ من الإغراقِ
في اللُّجةْ
.

وغيبتها سرابُ الخيطِ
في الحُجَّةْ
.

لا طلّت ولا غابت
لا ظلت ولا كانت
.

لا حطَّت على تلهْ
لا وقفت على عِلَّةْ
.

..........

لم تهرب بجلد الغير
منسلةْ
.....
لم تفلت إلى الأجوازِ
بالأسرارِ والشُعلةْ
.