الرجولة
-------



الرجولة مصدر صناعى لكلمة رجل ؛ ويقصد بها انصاف الرجل بنوع خاص من السلوك والأخلاق .

جعل له امتيازا على غيره من أبناء جنسه ، وقد جرى الناس فى استعمالهم لكلمة رجولة ألا يقصدوا

منها إلى الفحولة فى الذكورة ، أو إلى القوة الجسدية ، أو إلى الجرأة البالغة حد التهور ، كما يفهم

بعضهم من كلمة الفتوة ، أو الشجاعة والمصارعة ، ومصاولة الأقران والانتصار على الخصوم فى

ميادين المبارزة أو الحروب ، ولكنهم يقصدون منها إلى أسمى من ذلك كله ، وأعظم وأكبر ، وهم

يقولون : فلان رجل ، أو هو نعم الرجل ، ويذهبون إلى أنه يحتل مكانة فى السؤدد ، ومنزلة فى

الشرف والإباء ، والسخاء والجود ، والأخذ بيد الضعفاء والمحتاجين ، يشكره عليها من يذكره ،

ويحسده لها من خطر اسمه على باله ، أو يجرى خياله بذهنه ،ولعل من قبيل هذا الفهم ، ماصحت

نسبته إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، يعجبنى الرجل إذا سيم خطه خسف أن

يقول لا بملء فيه .

والذى يتتبع القرآن الكريم لها يجد أنه لايجىء بها إلا فى مقام التفخيم والتعظيم ، وإبرازه للرجل

فى صورة المثل الكامل للإنسانية الكريمة ، والمؤمن الذى انطبقت عليه معان الإيمان كله فى عمله

الذى يعمله ، وهواجسه التى تدور بخلده ، وحركاته التى يتحركها ، ونواياه التى يضمرها ، فلا

يعرف الإسفاف سبيل إلى قلبه الكبير ولا إلى رأسه المفكر ، ولا إلى سلوكه الطيب ، ولا إلى لسانه

العف , ولا إلى كنفه الرحيب ، ولا إلى معاشرته الحلوة ، وهو بالتالى لايقف نفسه مواقف الريبة ،

ولا يوردها موارد التهمة ، ولا يعرضها للذم ، ولا يحملها الهوان ، ولا يقيم بها على الضيم ،

ولا يجعلها هدفا لسهام النقد ، ويقول سبحانه وتعالى : " من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله

عليه " ويقول : " رجال لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله " ويقول " وقال رجل مؤمن من آل

فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله " .




اتمنى يكون المضمون وصل