الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كان الرجل الوحيد في التاريخ ،الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين: الديني والدنيوي، وإن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معًا يخوله أن يُعتبر: أعظم شخصية أثرت في تاريخ البشرية. كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم رؤوفًا شفيقًا؛ يعود المريض، ويزور الفقير، ويُجِيب دعواتِ العبيد الأرقاء، وقد كان يُصلِح ثيابَه بيدِه؛ فهو إذاً لا شكَّ نَبِي مقدَّس، نشأ يتيمًا معوِزًا، حتى صار فاتحًا عظيمًا. كانتْ تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم، في أعقاب فتح مكة تدلُّ على أنه نبي مرسل، لا على أنه قائد مظفَّر؛ فقد أبدى رحمةً وشفقةً على أمته، رغم أنه أصبح في مركز قويٍّ، لكنه توج نجاحه وانتصاره بالرحمة والعفو. كان حديثُه رصينًا مؤثرًا بليغًا، له نغمات موسيقية هادئة، كان الرسول يأكل قليلًا، ويكثر من الصيام، زاهدًا لا يَمِيل إلى الترَف، بل يَمِيل إلى البساطة في ملابسه، مع الاحتفاظ بجمال المظهر. إنّ استعداد هذا الرجل؛ لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية، لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدًا وقائدًا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه، فافتراض أن محمدًا صلى الله عليه وسلم مُدّع ،افتراضٌ يثير مشاكل أكثر، ولا يحلها، بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين، لم تنل التقدير اللائق بمِثل ما فعل محمد صلى الله عليه وسلم
المفضلات