إنه لحب يسكنُ القلب، ويتغلغل فيه يلامس إحساسه، كأنه جزءٌ منه، حبٌّ تسري أنواره بين حنايا القلوب؛ فتملؤها نورًا و ضياءً وهُدى. شتموك! ولو علِموا عنكَ ما أعلم لأحبوك، نتوقُ إليكَ حبيبنا وقد اشتقت إلينا، فكيف ننسى شوقك للقائنا منحنا شرف أخوتك؟ "ودِدت أني لقيت إخواني"، إحساس يتولد بعد قراءتِها، يغمرنا بفيض حبِّك حين سألك أصحابك أوليس نحن إخوانك؟ قلتَ يا حبيبنا لهم: "أنتم أصحابي، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني"، ما أجملها من كلمات تستوطن القلب فتحول صحراءه جنة من عظيم صدقِها ! بأبي أنتَ وأُمي، يا من تهتزُّ له القلوب شوقًا وتخفق بذكره طربًا. عن ماذا أتحدث، بل عن ماذا أُسطِّر؟ مُحتارةٌ هي أحرفي وحُق لها أن تحتار، فكيف لأحرفٍ قاصرة من سوء تقصيرها، خجلي أن تبوح بما في القلبِ نحوك! يا رسول الله بأبي أنتَ وأُمي، أيُّ قلبٍ كقلبِك بل؟ أيُّ سُمُوّ كسمُوِّك؟ تحتارُ الأحرف كيف تدبِّجُ أحلى الكلماتِ فيك، وتحتارُ الأفكار حين تريدُ أن تُعبِّرَ عن بعضِ معانيك. بأبي أنتَ وأُمي، أتنتظم عقدًا من اللآلئ؛ للحديث عن خصالك أم تفوح مسكًا وعبقًا من ذكر طيب سجاياك، أم تتيه فخرًا بوقفاتك العظام وانتصاراتك؟ فيا لها من كلمات، ومن معانٍ! تلك التي تكون عنك، ويح قلبي كيف أصفُك؟ كيف أتغنّى بحبِّي لك؟. نشهدُ الله يا حبيبنا على حبك، نشهده على حبك ما حيينا، ولأنتَ حياتُنا ولأنتَ الأغلى، ما بقي لنا وأغلى ما لدينا، ولأنت والله، أحب إلينا من أرواحنا التي بين جنبينا، فلولاك بعد الله، ما كنا من أصحاب الصراط المستقيم والهدي القويم، ولولاك ما رأينا نور الهداية. ما أتعس من لم يعرفك ولم يعلم بقدرِك وشرفِ عظمتِك شتموك يا رسول الله! ما أنصفوك، نسينا في ودادِك كلّ غالٍ؛ فأنت اليوم أغلى ما لدينا نُلام على محبتِك ويكفي لنا شرفٌ. من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبّه. المحبة لكم: أهل الرسول صلى الله عليه وسلم
المفضلات