قائمة الاعضاء المشار اليهم

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19

الموضوع: - - [ عَ ـلمـاء و شخَ ـصيـآت هــآمـة . . ~ gem-flash ~

  1. #1
    عضو موقوف

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    = SYRIA =
    المشاركات
    1,442
    الشَكر (المُعطى)
    533
    الشَكر (المُستلَم)
    625
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    0
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    3 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي - - [ عَ ـلمـاء و شخَ ـصيـآت هــآمـة . . ~ gem-flash ~

    - - [ السـلآم عَ ـليـكـم و رحَ ـمه آلله و بـركآتـه . . ~ *

    .
    .

    آلـيـوم حَ ـبيـت أفتـحَ مـوضوع مفـيـد و رآئــع . .
    فـ قـررت آفـتـح هذه الصفحَ ـة . . فـأتـمـنـى أي عَ ـضو يـدخَ ــل . .
    يبـآدر بـ طــرح مشـآآركـه مـوضـوع و معَ ـلومـآت عَ ـن آي عَ ـآلم مـن العَ ـلمـآء آلمسلـميـن
    آآآو . . معَ ـلومـآآت عَ ـن اي الشخَ ـصيآآت التـآآريخَ ـيهـ . .
    و لــذآلك بنـشكرهـم و بنقيمـهم عَ ـلى هالمبـآآدرهـ . . ^_^ . .
    .
    .

    قـوآآنـيـن آلمـوضوؤوع :

    * عَ ـدم طـررح معَ ـلومـآآت مـكـررهـ . .
    { يعَ ـني . . أتـمـنى مـن كل عّ ـضو يتـأكـد مـن معَ ـلومآآت عن اي عَ ـآآلم أو شخَ ـصيه . .
    قـبـل مـا يطـرح آلمعَ ـلومـآآتــ . . }

    * عَ ـدم آلـرد فـي آلمـوضوع ... ... آلـرد يكـون فـقط بـ تقـييم آلعَ ـضـوو . .

    .
    .

    آرجَ ـو آلالــتـزآم . .

    .
    .

    * ~ . . مـع السـلامــة ] - -



  2. #2
    عضو موقوف

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    = SYRIA =
    المشاركات
    1,442
    الشَكر (المُعطى)
    533
    الشَكر (المُستلَم)
    625
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    0
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    3 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    - - [ عـآلم الريـآضيـآت .. الخوارزمي . . ~ *

    .
    .
    .

    اسمـه

    أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي (أبو جعفر)
    (من781- إلى 845 م تقريباً)،
    كان من اوائل علماء الرياضيات حيث ساهمت اعماله بدور كبير في
    تقدم الرياضيات في عصره.


    لا يعرف تاريخ ميلاد الخوارزمي، كما أن تاريخ وفاته غير مدقق.
    وكل ما يعرف عنه أنه ولد الخوارزمي في مدينة خوارزم في خراسان، وهي
    اقليم في بلاد فارس (تعرف المنطقة حاليا باوزبكستان). انتقلت عائلته بعد
    ولادته بفترة قصيرة الى بغداد في العراق، انجز الخوارزمي معظم ابحاثه بين
    عامي 813 و 833 في دار الحكمة، التي أسسها الخليفة المأمون.
    و نشر اعماله باللغة العربية، التي كانت لغة العلم في ذلك العصر.
    ويسميه الطبري في تاريخه: محمد بن موسى الخوارزمي المجوسي القطربلّي ،
    نسبة إلى قرية قُطْربُلّ من ضواحي بغداد. اللقب مجوسي يتناقض مع بدء
    الخوارزمي لكتابه (الجبر والمقابلة) بالبسملة.


    إسهاماته العلمية


    ابتكر الخوارزمي مفهوم الخوارزمية في الرياضيات و علم الحاسوب،
    (مما اعطاه لقب ابي علم الحاسوب عند البعض)، حتى ان كلمة خوارزمية
    في العديد من اللغات (و منها algorithm بالانكليزية) اشتقت من اسمه،
    بالاضافة لذلك، قام الخوارزمي باعمال هامة في حقول الجبر و المثلثات والفلك
    و الجغرافيا و رسم الخرائط. ادت اعماله المنهجية و المنطقية في حل المعادلات
    من الدرجة الثانية الى نشوء علم الجبر، حتى ان العلم اخذ اسمه من كتابه
    حساب الجبر و المقابلة، الذي نشره عام 830، و انتقلت هذه الكلمة الى ا
    لعديد من اللغات (Algebra في الانكليزية).


    اعمال الخوارزمي الكبيرة في مجال الرياضيات كانت نتيجة لابحاثه الخاصة،
    الا انه قد انجز الكثير في تجميع و تطوير المعلومات التي كانت موجودة مسبقا
    عند الاغريق و في الهند، فاعطاها طابعه الخاص من الالتزام بالمنطق. بفضل
    الخوارزمي، يستخدم العالم الاعداد العربية التي غيرت و بشكل جذري مفهومنا
    عن الاعداد، كما انه قذ ادخل مفهوم العدد صفر، الذي بدأت فكرته في الهند.


    صحح الخوارزمي ابحاث العالم الاغريقي بطليموس Ptolemy في الجغرافية،
    معتمدا على ابحاثه الخاصة. كما انه قد اشرف على عمل 70 جغرافيا لانجاز
    اول خريطة للعالم المعروف آنذاك. عندما اصبحت ابحاثه معروفة في أوروبا
    بعد ترجمتها الى اللاتينية، كان لها دور كبير في تقدم العلم في الغرب، عرف
    كتابه الخاص بالجبر اوروبة بهذا العلم و اصبح الكتاب الذي يدرس في
    الجامعات الاوروبية عن الرياضيات حتى القرن السادس عشر، كتب
    الخوارزمي ايضا عن الساعة، الإسطرلاب، و الساعة الشمسية.


    تعتبر انجازات الخوارزمي في الرياضيات عظيمة، و لعبت دورا كبيرا في تقدم
    الرياضيات و العلوم التي تعتمد عليها.


    مؤلفاته


    ألف الخوارزمي عدة كتب من أهمها :


    ـ كتاب "الجبر والمقابلة"


    وهو يعد الأول من نوعه، وقد ألفه بطلب من الخليفة المأمون. وهذا الكتاب >
    لم يؤد فقط إلى وضع لفظ الجبر وإعطائه مدلوله الحالي، بل إنه افتتح حقاً
    عصراً جديداً في الرياضيات. وقد ترجم إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر،
    وكانت هذه الترجمة هي التي أدخلت هذا العلم إلى الغرب. وظل هذا الكتاب
    قروناً عديدة مرجعاً في أوربا. وقد حققه الأستاذان علي مصطفى مُشَرَّفَة
    ومحمد مرسي أحمد، ونشر أول مرة في القاهرة سنة 1939م.


    ـ "كتاب صورة الأرض"


    وهو مخطوط موجود في ستراسبورغ بفرنسا، وقد ترجم إلى اللاتينية، وتمت
    مقارنة المعلومات الموجودة فيه بمعلومات بطليموس.

    .
    .
    .

    * ~ . . أتمـنـى لـكـم الإفــآآده ] -

  3. #3
    عضو موقوف

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    = SYRIA =
    المشاركات
    1,442
    الشَكر (المُعطى)
    533
    الشَكر (المُستلَم)
    625
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    0
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    3 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي



    ابن سينا: الطبيب الفيلسوف والعالم الوسوعي

    (370-428هـ/980-1036م)


    هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسين بن علي بن سينا الملقب بالشيخ الرئيس، ولد في صفر (370هـ 980م) من أسرة فارسية الأصل في قرية أفشنة من أعمال بخاري في ربوع الدولة السامانية.

    عرف ابن سينا بألقاب كثيرة، منها: حجة الحق، شرف الملك، الشيخ الرئيس، الحكم الدستور، المعلم الثالث، الوزير.

    نشأته:

    كان والده وأخوه ممن استجابوا لدعاة الإسماعيلية، ولكن ابن سينا لم يقبل هذا المذهب، بل رفضه كما في قوله: "وأنا أسمعهم وأدرك ما يقولونه ولا تقبله نفسي".

    استظهر القرآن وألمّ بعلم النحو وهو في العاشرة من عمره، رغب ابن سينا في دراسة الطبّ، فعكف على قراءة الكتب الطبية، وبرز في هذا العلم في مدة قصيرة، وهذا ما أكّده بقوله: "وعلمُ الطبِّ ليس من العلوم الصعبة، فلا جرم أني برزت فيه في أقلّ مدة". وكان عمره في ذلك الوقت ست عشرة سنة، ودرس على يد ابن سهل المسيمي وأبي المنصور الحسن بن نوح القمري.

    كانت بدايات دراسته الفلسفية والمنطقية على يد عبد الله النائلي الذي كان يسمى بالمتفلسف، ويبدو أنه لم يكن متعمّقاً في علمه، فانصرف عنه ابن سينا بعد فترة وجيزة، وبدأ يقرأ بنفسه، ولكنه وجد صعوبة في دراستهما، فبذل وقتاً طويلاً كي يفهمهما جيداً، إذ يقول: "ثم توفّرت على العلم والقراءة، فأعدت قراءة المنطق وجميع أجزاء الفلسفة، وفي هذه المدّة، ما نمت ليلة بطولها، ولا اشتغلت النهار بغيره، وجمعت بين يدي ظهوراً".

    كان قد عصي عليه فهم كتاب ما بعد الطبيعة حتى قرأه أربعين مرة، فيئس من فهمه، ولكن معضلته هذه انفكت عندما قرأ كتاب الفارابي في أغراض ما بعد الطبيعة.

    وعاش ابن سينا في خضمّ ظروف عاصفة ومليئة بالاضطرابات والتقلّبات السياسية، حيث عاش فترة انحطاط الدولة العباسية، في عهود الخلفاء الطائع والقادر والقائم وغيرهم، وهذا ما جعل البلاد نهباً للطامعين من كل حدب وصوب، فاقتطعت من البلاد مناطق كثيرة، وأقيمت فيها دويلات متخاصمة ومتناحرة فيما بينها.

    ولم تقتصر حالة الوهن على هذه الأطراف، بل وصلت إلى مركز الخلافة، حيث سيطر على الملك في بغداد، وأصبح الخليفة ألعوبة بيدهم، وبلغت حالة الضعف هذه ذروتها مع سقوط الدولة البويهية وقيام الدولة السلجوقية بزعامة طغرلبك.

    كان ابن سينا إذا تحير في مسألة ولم يجد حلاً لها مسألة، ولم يكن يظفر بالحدّ الأوسط في قياس، كان كما يقول: "ترددت إلى المسجد وصلّيت وابتهلت إلى مبدع الكل، حتى فتح لي المغلق، وتيسّر المعسر".

    وينسب إليه أيضاً أنه كان يقول: "وكنت أرجع ليلاً إلى داري وأضع السراج بين يدي وأشتغل بالقراءة والكتابة، فمهما غلبني النوم أو شعرت بضعف، عدلت إلى شرب قدح من الشراب ريثما تعود إليّ قوتي، ثم أرجع إلى القراءة".

    أفاد ابن سينا من نبوغه المبكر في الطبّ، فعالج المرضى حباً للخير واستفادة بالعلم، وليس من أجل التكسّب، وفتحت له الأبواب على أثر معالجته لمنصور بن نوح الساماني من مرض عجز الأطباء عن شفائه منه، فقرّبه إليه، وفتح له أبواب مكتبته التي كانت تزخر بنفائس الكتب والمجلّدات والمخطوطات، فأقبل عليها يقرأها كتاباً بعد كتاب.

    ثم لقي رعاية وافية من قبل نوح بن منصور الساماني الذي خلف والده في الحكم، ما جعل ابن سينا يعيش حالةً من الاستقرار النفسي انعكس إيجاباً على نتاجه، فتبوّأ مكاناً مرموقاً من العلم، ولا سيّما في علم الطب وعلم النفس، وقد أضاف الكثير إلى هذه العلوم مما استحدث عنده، وقد كتب في الطبيعيات والهندسة والرياضيات والكيمياء وغيرها من الاختصاصات، مثل "كتاب المختصر الأوسط في المنطق"، و "المبدأ والمعاد"، وكتاب "الأرصاد الفلكية" و"القانون"، ولكن حدثت بعد ذلك اضطرابات توارى على أثرها عند صديق له يدعى ابن غالب العطّار، فصنّف جميع الطبيعيّات والإلهيات ما خلا كتاب الحيوان والنبات.. وابتدأ بالمنطق، وكتب جزءاً منه، ثم أودع السجن وبقي مسجوناً في قلعة "نردوان" أربعة أشهر كتب فيها كتاب الهداية.

    كانت شخصيته شخصيةً جادّةً تقبل التحدّي وتغوص في عمق المسائل، فعلى أثر محاورة حصلت بينه وبين رجل اللغة "أبو منصور الجبائي" يومئ فيها إلى هنات في علوم اللغة عند ابن سينا، عكف على دراسة اللغة ثلاث سنوات كاملة، فبلغ جراء ذلك مرتبة عظيمة في اللغة، وأنشأ ثلاث قصائد ضمّنها ألفاظاً غريبة من اللغة.

    اشتغل الشيخ الرئيس بعلم الأرصاد ثماني سنوات، وقد حاول في دراساته هذه الوقوف على ما كتب بطليموس، وكتب كتاب الإنصاف في الأرصاد في وقت قياسي.

    إنجازاته الطبية

    اعتمد ابن سينا في الطبّ على الملاحظة في وصفه للعضو المريض وصفاً تشريحيا" وفيزيولوجياً، واستفاد من هذا الوصف التشريحي في تشخيص المرض.

    اعتمد في ممارسته الطبية على التجربة والاستفادة من تجارب من سبقوه، وهو أول من قال بالعدوى وانتقال الأمراض المعدية عن طريق الماء والتراب، وبخاصة عدوى السل الرئوي.

    وهو أوَّل من وصف التهاب السحايا، وأظهر الفرق بين التهاب الحجاب الفاصل بين الرئتين والتهاب ذات الجنب.

    وهو أوَّل من اكتشف الدودة المستديرة أو دودة الإنكلستوما قبل الطبيب الإيطالي روبنتي بأكثر من ثمانمائة سنة.

    وهو أوَّل من اكتشف الفرق بين إصابة اليرقان الناتج من انحلال كريات الدم، وإصابة اليرقان الناتج من انسداد القنوات الصفراوية.

    وهو أوَّل من وصف مرض الجمرة الخبيثة وسماها النار المقدسة.

    وأوَّل من تحدَّث وبشكل دقيق عن السكتة الدماغية، أو ما يسمى بالموت الفجائي.

    ومن بين إنجازات ابن سينا وإبداعاته العلمية، اكتشافه لبعض العقاقير المنشّطة لحركة القلب.

    واكتشافه لأنواع من المرقدات أو المخدّرات التي يجب أن تعطى للمرضى قبل إجراء العمليّات الجراحية لهم تخفيفاً لما يعانونه من ألم أثناء الجراحات وبعدها.

    وابن سينا هو الذي اكتشف الزرقة التي تعطى للمرضى تحت الجلد لدفع الدواء منها إلى أجسام المرضى.

    كذلك وصف ابن سينا الالتهابات والاضطرابات الجلدية بشكل دقيق في كتابه الطبي الضخم "القانون"، وفي هذا الكتاب وصف ابن سينا الأمراض الجنسية وأحسن بحثها، وقد شخَّص حمّى النفاس التي تصيب النساء، وتوصَّل إلى أنها تنتج من تعفن الرحم.

    وكان أحد أوائل العلماء المسلمين الذين اهتموا بالعلاج النفسي، وبرصد أثر هذا العلاج على الآلام العصبية وآلام مرض العشق خاصةً، وقد مارس ابن سينا ما اهتدى إليه من علاجات وطبّقه على كثير من المرضى.

    وفي علم الطبيعة، اكتشف ابن سينا أن الرؤية أو الضوء سابقة على الصوت كضوء البرق مثلاً يسبق صوت الرعد، فنحن نرى ومض برقه ثم نسمع صوته.

    كذلك تكلم ابن سينا عن أن هناك علاقة بين السمع وتموّج الهواء، فلولا هذا التموّج لما كان هناك انتقال للصوت، ولا استماع له.

    ولقد اخترع ابن سينا آلة تشبه آلة الورنير التي تستعمل في زماننا لقياس أصغر وحدة من أقسام المسطرة لقياس الأطوال بدقة متناهية.

    كان طبيب عصره الأوَّل والماهر، ولما ترجمت كتبه أصبح طبيباً عالمياً وعلى مدى أربعمائة عام.

    من أشهر كتبه في الطب "القانون"، الذي أصبح أحد مراجع جامعات أوروبا الأساسية، حتى إنه درِّس في جامعتي "مونبليه" و"لوفان" إلى نهاية القرن السابع عشر. وكان هذا الكتاب مع صاحبه كتاب "المنصوري" للرازي، مرجعاً أساسياً يدرَّس في جامعتي فيينا وفرانكفورت طوال القرن السادس عشر.

    وقد اجتمعت لكتاب "القانون" مزايا التحري والاستقصاء، والإحاطة والتنسيق، فاشتمل على أصول الطب وفروعه، من شرح للأعراض، إلى وصف للعلاج، وإعداد قوائم بأسماء العقاقير ومواطن الجراحات وأدواتها.

    ولما اتصلت الكيمياء بالطب والعقاقير ومكوناتها فقد كان لابن سينا دور رائد في هذا العلم الدقيق، فاهتمَّ بالمعادن اهتمام صاحبه جابر بن حيان، وسلك مسلكه في تكوين المعادن.

    قام بصنعة العقاقير والأدوية، وقد أشار في هذا الصدد إلى عدد كبير من العمليات الكيماوية، كالتقطير والترشيح والتصعيد والاستخلاص والتشميع، وكان له أجهزته ومعامله، شأنه شأن علماء الكيمياء مثل الرازي وغيره.

    آراء ابن سينا التربوية

    لابن سينا آراء تربوية وردت في العديد من كتبه التي كتبها بالعربية والفارسية، غير أن أكثر آرائه التربوية نجدها في رسالة مسمَّاة "كتاب السياسة"، وأبرز ما تميَّز به المذهب التربوي لابن سينا، هو أن التربية عنده لم تقتصر على مرحلة واحدة، وهي دخول الطفل المدرسة، بل شملت تربية الطفل منذ لحظة ولادته حتى زواجه وانخراطه في الحياة الاجتماعية، كما إنها لم ترتكز على جانب واحد أو بعض جوانب الشخصية الإنسانية لتهمل الجوانب الأخرى، بل اهتمَّت بوحدة الشخصية الإنسانية وتكاملها العقلي والجسدي والانفعالي.

    تأثَّرت التربية السيناوية بتعاليم الدين الإسلامي، وبخاصة القرآن الكريم والسنّة النبوية، وكذلك بالفلسفة اليونانية والهلنستية.


    حرص ابن سينا على تدعيم آرائه بمبررات نفسانية، وقد نجح نجاحاً بعيداً في هذا الميدان، ما يحمل على الاعتقاد أن ذلك عائد إلى حد كبير إلى امتهانه مهنة الطب.

    فلم ينس الاهتمام بالطفل منذ لحظة ولادته، حيث ركَّز على الاسم الجيد للمولود، لما له من انعكاسات على شخصية الطفل، كما ركز على دور الرضاعة من الأم.

    أما مرحلة ما قبل المدرسة، فقد اعتبرها ابن سينا مرحلة ذهنية نخطَّط فيها شخصية الطفل المستقبلية، باعتبارها مرحلةً قابلةً لاكتساب جميع العادات والطباع السيئة والصالحة منها على حدٍّ سواء.

    كما أنه يشجّع على التربية الرياضية، إذ يراها تربيةً ضروريةً وليست خاصة بمرحلة أو عمر معين، ولذلك فهو يجعلها متلائمة ومتناسبة مع كلِّ طورٍ من أطوار الحياة، ويرى أن سن السادسة هي العمر المناسب للطفل للبدء بالتعليم.

    أما المنهج الذي يجب اتّباعه في التدريس، فيقول ابن سينا: "إذا اشتدت مفاصل الصبي، واستوى لسانه، وتهيأ للتلقين، ووعى سمعه، أخذ في تعلّم القرآن وصور حروف الهجاء، ولقِّن معالم الدين". أما في الأساليب والطرائق التعليمية، فقد راعى ابن سينا الفروق الفردية بين التلاميذ، وحض على التعلّم الجماعي، كما دعا إلى توجيه التلاميذ بحسب ميولهم ومواهبهم.

    ركز ابن سينا على مبدأي الثواب والعقاب المعنويين وليس الماديين، ورأى أنه ينبغي مراعاة طبيعة المتعلم والعمل الذي أقدم عليه، ويجب أن تتدرَّج من الإعراض إلى الإيحاش، فالترهيب، فالتوبيخ. فالعقوبة عنده إرشادٌ وتوجيه سلوك وحرص على تعديله برفق، كما ويحرص على أن يكون الدافع من وراء العقاب ليس الانتقام والكراهية، بل حسن التربية والإخلاص في العمل.

    أما بالنسبة إلى صفات المعلم، فيقول ابن سينا: "على مؤدِّب الصبي أن يكون بصيراً برياضة الأخلاق، حاذقاً بتخريج الصبيان"، حيث يجب على المعلم أن يكون عالماً بتعليم نفس الأمور بسن الطفولة والمراهقة، وأن يكون وقوراً ورزيناً، وذلك كما له من أثر مباشر على الطلاب، حيث إنه سيلازمه وهذا أول ما يستقر بطباعه.

    وهكذا يكون ابن سينا قد وضع منهجاً تربوياً مستمدة دعائمه من الدين، ومن واقع عصره ومجتمعه، ليفي بمتطلبات مجتمعه ويساعده على النهوض والخلاص مما هو فيه من انحلال وفقدان للقيم، إنها تربية اجتماعية بكل معنى الكلمة، متعدّدة الجوانب: فردية، مجتمعية، أخلاقية، دينية، مهنية.

    وهذا ما يجعل الشيخ الرئيس من أصحاب المذاهب التربوية الجديرة بالاهتمام والدراسة، وفي مذاهب هذا الفيلسوف من الآراء والنظريات العلمية ما يجعله جديراً بأن يمدّ الإنسانية بمعين لا ينضب من المعرفة، وما يتفرّع منه من تربية وسياسة وإصلاح بعد أن أمدّها بمعين من الفلسفة والطب.

    ابن سينا في نتاجه:

    كان ابن سينا من أعجب العبقريين، وأبلغ الكتّاب، فإنه على الرغم من تبعات المناصب وأسفاره إلى البلاد القصيّة، وفي مثار الحروب وثنايا الفتن الأهلية، تمكن من وضع كتب كثيرة ممتعة يكفي أحدها لتأسيس مجده، ووضعه في مصافّ كبار حكماء المشرق. وقد دوّن أكثر من مائة كتاب تتباين في الإتقان، ولكنها تشهد بفضله وإلمامه بسائر علوم عصره، وانكبابه على العمل في أحرج الأحوال. ومعظم تواليفه لا تزال محفوظة إلى يومنا هذا، وكثير من كتبه الكبرى، كالقانون والشفاء، ترجمت إلى اللاتينية، وطبعت عدة مرات.

    فكتاب الشفاء، وهو من موسوعات العلوم ودوائر المعارف، في ثمانية عشر مجلداَ، محفوظة منها نسخة كاملة في جامعة أكسفورد، "والنجاة موجز الشفاء" وضعه الرئيس رغبةً في إرضاء بعض أصفيائه، وقد طبع الأصل العربي بعد "القانون" في روما عام 1593م، وهو في ثلاثة أقسام؛ المنطق والطبيعيات وما وراء الطبيعة، وليس يوجد فيه القسم الخاص بالعلوم الرياضية التي أشار إليها ابن سينا في فاتحة الكتاب، وقال بضرورة ذكرها في الوسط بين الطبيعيات وعلم ما وراء الطبيعية، وقد طبع الكتابان كاملين ومتفرقين مرات عدة باللاتينية، منها مجموعة طبعت في البندقية عام 1495م تشمل: المنطق، الطبيعيات، السماء والعالم، الروح، حياة الحيوان، فلسفة الفارابي على العقل، الفلسفة الأولى.

    كما نقل "نافيه" منطق ابن سينا إلى الفرنسية ونشره في باريس عام 1658م، كذلك طبع العلامة "سمولدرز" أرجوزة لابن سينا في "مجموعة الفلسفة العربية". أما فلسفة ابن سينا فهي كفلسفة غيره من أتباع أرسطو لم تتميز في ما ضمته من تعاليم عمّا ضمته حكمة سواه من فلاسفة العرب. وقد ذكر ابن طفيل في كتابه "حيّ بن يقظان" أن ابن سينا، قال في فاتحة الشفاء إن الحقيقة في رأيه ليست في هذا التصنيف، وإن من يريدها فليلتمسها في كتاب الحكمة المشرقية، بيد أن هذا الكتاب لم يصل إلينا كما سبق وأشرنا.

    لم يكن الشيخ في يوم من الأيام فاتر الهمّة في علمه، وإنما الأيام لا بد أن تنصرم، وقد أصاب جسده المرض واعتلّ، حتى قيل إنه كان يمرض أسبوعاً ويشفى أسبوعاً، وأكثر من تناول الأدوية، ولكنّ مرضه اشتدّ، وعلم أنه لا فائدة من العلاج، فأهمل نفسه وقال: "إن المدبر الذي في بدىء عجز عن تدبير بدني، فلا تنفعنّ المعالجة"، واغتسل وتاب، وتصدق بما لديه من مال للفقراء، وأعتق غلمانه طلباً للمغفرة.


  4. #4
    عضو موقوف

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    = SYRIA =
    المشاركات
    1,442
    الشَكر (المُعطى)
    533
    الشَكر (المُستلَم)
    625
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    0
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    3 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    ابن النفيس: الطبيب العالم والفقيه

    ترعرع ابن النفيس في ربوع القرشية من أعمال حمص، ونشأ في
    وسط حقولها وحدائقها الغناء، وكانت حمص هذه حاضرة مهمة من
    حواضر العالم الإسلامي، حيث نبغ فيها علماء في الفقه والحديث، وفي
    علوم اللغة العربية من نحو وصرف، وبيان، ومعان وبديع.

    ومضى علاء الدين أبو العلاء ابن النفيس إليها، وانضمَّ إلى مدارس الفقه
    والحديث فيها، وعكف على دراسة علوم العربية وبيانها وصرفها، وأدرك
    معانيها وبديعها في زمن قياسي لم يعتده دارس قبل ابن النفيس، فكان إطراء الأساتذة على تلميذهم النابه شديداً مشجِّعاً، حتى خيّل للبعض أن ابن النفيس سيكون عالم فقه وحديث من الطراز الأول.

    ولكن ابن النفيس ذهب في اتجاه آخر، حيث وجد نفسه توّاقاً للعلم والطبّ، ولعلّ
    الدافع إلى دراسته للطبّ تعرضه في سنة 629هـ/1231م، لأزمة صحية ألمت
    به يقول هو عنها: "قد عرض لنا حميات مختلفة، وكانت
    سنّنا في ذلك الزمان قريبة من اثنين وعشرين سنة، ومن حين
    عوفينا من تلك المرضة، حملنا سوء ظننا بأولئك الأطباء ـ الذين عالجوه ـ على
    الاشتغال بصناعة الطب لننفع بها الناس". ولكن هذه الرغبة جوبهت
    بمعارضة شديدة من الأهل، لأن دراسة الطب في تلك السنوات
    كانت شيئاً جديداً على مجتمع حمص الذي كانت مجالس
    العلم فيه عامرة بالفقه واللغة والحديث، ولذلك أدهشهم اختيار
    ابن النفيس للطبّ وكان والده أوَّل المعترضين على رغبته في ذلك، ولكن
    ابن النفيس أصرَّ على دراسة الطب، راجياً أباه أن يمنحه هذه
    الفرصة، واعداً إياه بالعمل على بلوغ مركز متقدّم فيها.

    وبعد نقاش طويل، أقنع ابن النفيس والده بأهميّة دراسة الطبّ، فوافق
    على سفر ابنه إلى دمشق كي ينتظم في "البيمارستان النوري"، نسبة
    إلى نور الدين زنكي منشئ هذا البيمارستان.

    وكانت دمشق في تلك الفترة تحت حكم الأيوبيين الذين كانوا يعتنون
    بالعلم عامةً، وبالطب خاصة، وجعلوا من دمشق حاضرة للعلوم
    والفنون، وكانت تضم، في ما تضم، مكتبة عظيمة تحوي
    نفائس الكتب، وبيمارستاناً عظيماً اجتذب أمهر أطباء العصر
    الذين توافدوا إليه من كل مكان.

    وفي هذا المعهد، درس ابن النفيس الطبّ على يد "مهذب الدين عبد الرحيم" طبيب العيون الشهير، المتوفى سنة 628هـ/1230م، وعمران
    الإسرائيلي المتوفى سنة 637 هـ/ 1229م. وكان طبيباً فذّاً
    وصفه ابن أبي أصيبعة، الذي ولد في دمشق (سنة 600هـ /1203م)
    وزامل ابن النفيس في التلمذة والتدريب على يديه،
    بقوله: "وقد عالج أمراضاً كثيرة مزمنة كان أصحابها
    قد سئموا الحياة، ويئس الأطباء من برئهم، فبرئوا على
    يديه بأدوية غريبة يصفها أو معالجات بديعة يعرفها".

    وفي سنة 633هـ/1236م، نزح ابن النفيس إلى القاهرة،
    ويقال إنها كانت على أثر خصومة حادّة مع ابن أبي أصيبعة، فالتحق
    بالبيمارستان الناصري، واستطاع بجده واجتهاده
    أن يصير رئيساً له، وتلميذاً للمدرسة الطبية الملحقة به، ثم انتقل
    بعد ذلك بسنوات إلى بيمارستان "قلاوون" على أثر اكتمال بنائه سنة 680هـ / 1281م.

    كما صار طبيباً خاصاً للسلطان بيبرس البندقداري ملك مصر
    والشام، طوال السنوات الاثنين والعشرين الأخيرة من عمر الظاهر بيـبرس.

    ذاع صيت ابن النفيس الطبيب، ولكنه لم ينس الاهتمام بدراسة
    الفقه على المذهب الشافعي، فالتحق بالمدرسة المسرورية، وقد
    عاصر في مصر أحداثاً هامة كان لها تأثيرها على المنطقة والعالم، منها
    الحروب الصليبية في الشام، واجتياح هولاكو
    والتتر لبغداد، وهدم التتار لها، ما آلمه أشدّ الألم.

    بعد مضيّ تسع وثلاثين عاماً على وجوده في مصر، وفي عام 671هـ / 1271م حلّ بها وباء اجتاح المدن والقرى وأصاب الناس إصابات بالغة.

    تصدَّى ابن النفيس لهذا المرض بكلِّ شجاعة، وعندما
    استفحل المرض واتسعت دائرة انتشاره، وراح يفتك
    بالرجال والنساء والأطفال، شكَّل فريقاً طبياً كبيراً لتنفيذ وصاياه في معالجة المرضى، وبعد حوالي ستة أشهر، استطاع هذا الطبيب السيطرة
    على المرض والقضاء عليه، فكرّمه المصريون، وقدَّموا
    له الهدايا، ولقّبوه "بالمصري"، وأغدقوا عليه الأموال، ما مكّنه
    من شراء دار فسيحة، وعاش في بحبوحة، وتردَّد على مجلسه
    العلماء والأعيان وطلاب العلم يطرحون عليه مسائل الفقه والطب
    والأدب، ووصفه معاصروه بأنه كريم النفس، حسن الخلق، صريح
    الرأي، متديّن على المذهب الشافعي، ولذلك أفرد له السبكي
    ترجمة في كتابه "طبقات الشافعية الكبرى"، باعتباره فقيهاً شافعياً".

    اقترن اسم ابن النفيس باكتشافه الدورة الدموية الصغرى، أو دوران الدم الرئوي، التي سجّلها في كتابه "شرح تشريح القانون" لابن سينا، وقبل العالم الطبيب الإنجليزي هارفي المتوفى (سنة 1068 هـ /1657م)، الذي بحث في دورة الدم بعد ما يزيد على ثلاثة قرون ونصف من وفاة ابن النفيس، وظلَّ الناس يتداولون هذا الوهم حتى أبان عن الحقيقة محي الدين التطاوي في رسالته العلمية.

    وقد أثار ما كتبه التطاوي اهتمام الباحثين، وفي مقدمتهم "مايرهوف" المستشرق الألماني، الذي كتب في أحد بحوثه عن ابن النفيس: "إن ما
    أذهلني هو مشابهة، لا بل مماثلة بعض الجمل الأساسية في
    كلمات سرفيتوس* لأقوال ابن سينا التي ترجمت ترجمة حرفية؛ ولما اطَّلع "الدوميلي" على المتنين قال: "إنّ لابن النفيس وصفاً للدوران الصغير تطابق كلماته كلمات سرفيتوس تماماً، وهكذا فمن الحق أن يعزى كشف الدوران
    الرئيس إلى ابن النفيس لا إلى "سرفيتوس أو هارفي".

    غير أن اكتشاف الدورة الدموية الصغرى هي واحدة من إسهاماته العديدة، بل يعزى إليه أنه اكتشف الدورتين الصغرى والكبرى للدورة الدموية، ووضع نظرية باهرة في الإبصار والرؤية، وكشف العديد من الحقائق التشريحية، وجمع شتات المعرفة الطبية والصيدلانية في عصره، وقدّم للعلم قواعد للبحث العلمي وتصوّرات للمنهج العلمي التجريـبي.

    وابن النفيس هو أوَّل من طالب مرضاه بضرورة الاعتدال في تناول الملح، وقدّم أدق الأوصاف لأخطار الملح، وأثره على ارتفاع الضغط، كما أنه أبدع في تشريح الحنجرة وجهاز التنفس والشرايين وبيّن وظائفها.

    أما عن تشريح ابن النفيس جثة الإنسان، فقد دار الجدل حولها، وظهرت في الأفق وجهات نظر ثلاث:

    الفريق الأول: ينكر قيام ابن النفيس والعلماء العرب المسلمين بأي عمل تشريحي كان، ومن هذا الرأي ماكس مايرهوف(1874ـ1954) الذي يقول: "كانت الشريعة الإسلامية في أوَّل ظهورها تبيح دراسة العلوم إطلاقاً، ويمكننا القول منذ أن ظهر المعلم الديني الشهير الغزالي (1111م) فصاعداً، حلَّ الاضطهاد الديني لهذه الدراسات محل السماح بها، بزعم أنها تؤدي إلى الشك في الاعتقاد بأصل العالم بوجود الخلاّق"، ولكنه يعود فيعترف بأنه: "إن لم يكن هذا الموقف كافياً لمنع ظهور علماء مفكِّرين أحرار، فمما لا شك فيه، أنها كانت عاملاً مهماً جداً في خنق أصوات أولئك المفكرين".

    أما الفريق الثاني: أمثال الدكتور الأستاذ عبد الكريم شحادة، والدكتور أمين سعد خير الله، فيقول: "إن ابن النفيس قد شرّح، ولكن شرّح الحيوان فقط". كما فعل جالينوس.

    أما الفريق الثالث، ومنهم الدكتور سليمان قطاية، والدكتور حداد، فيعتقدون أن ابن النفيس شرّح جثة الإنسان، ويعزز هذا الفريق رأيه بالقول بمشروعية تشريح جثة الإنسان، ويعزي سيادة فكرة تحريم تشريح جثة الإنسان إلى الموروثات الشعبية العامية النابعة من الاحترام الشديد للأجداد وللموتى، ولا علاقة لها بالدين الحنيف. وهذا ما تطرَّقت إليه المناقشات بين كلوت بك Kloot Bek طبيب محمد علي الكبير الذي أنشأ مدرسة أبي زعبل الطبية، فأراد تشريح الجثث لتعليم الطلاب، فاعترض عليه البعض، فذهب إلى أكبر علماء الدين في ذلك الوقت الشيخ العروسي، فحصل على موافقته الخفية لتدريس التشريح، وأخذ عهداً منه على أن لا يفعل ذلك إلا باحتراس وسرية، وذلك "خيفة الاصطدام بمعتقدات قديمة". وإلى هذا المعنى ذهب ابن النفيس، وقال في مقدمة كتابه "شرح التشريح": "وقد صدَّنا عن مباشرة التشريح وازع الشريعة، وما في أخلاقنا من رحمة".

    وهذا الكلام رآه الدكتور سليمان قطاية دليلاً على قيام ابن النفيس
    بالتشريح، حيث يقول: من المعروف أن المؤلف يكتب مقدمة كتابه
    بعد الانتهاء من تأليفه، ولربما لاحظ ابن النفيس أن ما جاء في كتابه
    كان دليلاً على مزاولته التشريح، فوجد أنه من الأفضل والأنسب أن
    ينفي عنه التهمة من البداية، فكتب هذه الجملة، خاصة أن القلائل هم
    الذين سيقرأون الكلام برمّته، لأن النسخ منه قليلة.

    ولقد استند "مايرهوف" "وشاخت" وغيرهما على هذه الجملة
    لنفي قيام ابن النفيس بالتشريح إطلاقاً.

    مؤلّفات ابن النفيس

    لابن النفيس مؤلّفات كثيرة نشر بعضها وما يزال بعضها الآخر
    حبيس رفوف المخطوطات لم ير النور بعد، من هذه المؤلّفات:

    شرح فصول أبقراط، والمهذَّب في الكحل المجرَّب، الموجز
    في الطبّ، شرح تشريح القانون وهو من أهمِّ الكتب، وتبرز قيمته
    في وصفه للدورة الدموية الصغرى، واكتشافه أنَّ عضلات القلب
    تتغذى من الأوعية المبثوثة في داخلها لا من الدم الموجود في جوفه. ويظهر
    في الكتاب ثقة ابن النفيس في علمه؛ حيث نقض كلام أعظم طبيبين عرفهما
    العرب في ذلك الوقت، وهما: جالينوس، وابن سينا، غير أن
    أعظم مؤلَّفاته تتمثل في موسوعته الكبيرة المعروفة بـ"الشامل في الصناعة الطبية".

    وكان ابن النفيس قد وضع مسودات موسوعته
    في ثلاثمائة مجلَّد، بيّض منها ثمانين، وهي تمثِّل
    خلاصة الجهود العلمية للمسلمين في الطب والصيدلة
    لخمسة قرون من العمل المتواصل. وقد وضعها ابن
    النفيس لتكون نبراسًا ودليلاً لمن يشتغل بالعلوم الطبية.

    كان ابن النفيس إلى جانب نبوغه في الطب فيلسوفًا وعالمًا
    بالتاريخ وفقيهاً ولغويًا، له مؤلّفات في اللغة والنحو، حتى
    كان ابن النحّاس العالم اللغوي المعروف لا يرضى بكلام
    أحد في القاهرة في النحو غير كلام ابن النفيس، وكان يقضي
    معظم وقته في عمله أو في التأليف والتصنيف أو في تعليم طلابه.

    كتاباته الإسلامية:
    اهتمَّ ابن النفيس، شأنه شأن الكتّاب المسلمين وعلمائهم، بالعلوم
    الإسلامية، كالسير والأحاديث، وقد بقي من كتبه التي قيل عنها إنها
    كانت كثيرة، كتاب في سيرة الرسول(ص) تحت عنوان: "الرسالة
    الكاملية في السيرة المحمدية" وكتاب
    آخر في أصول الحديث تحت عنوان: "مختصر في علم أصول الحديث".

    وله رسالة في علم الكلام عارض فيها كتاب أبو حيّان
    التوحيدي "حيّ بن يقظان"، وهذه الرسالة تحت عنوان "فاضل بن ناطق".

    كما كتب ابن النفيس كتباً في الفقه، ولكنها كانت شرحاً
    على التنبيه للشيرازي.. غير أن المصادر التي أشارت
    إلى هذا الكتاب ذكرته اسماً ولم تحصل على نسخة منه للتأكد من ذلك.

    ويقال إن ابن النفيس كتب في الفلسفة شرحاً لكتاب "الإشارات"، وآخر لكتاب "الهداية في الحكمة" للشيخ الأديب
    والرئيس ابن سينا، ونلاحظ أن معظم
    مؤلَّفاته كانت تصنيفاً وشرحاً للكتب الشهيرة.

    وفاته
    وفي أيَّامه الأخيرة، بعدما بلغ الثمانين من العمر، مرض ستة
    أيام مرضًا شديدًا، وحاول الأطباء أن يعالجوه بالخمر، فدفعها
    عن فمه وهو يقاسي عذاب المرض قائلاً: "لا ألقى الله تعالى
    وفي جوفي شيء من الخمر". ولم يطل به
    المرض؛ فقد توفي في سَحَر يوم الجمعة الموافق
    (21 من ذي القعدة 687هـ = 17 من ديسمبر 1288م).

  5. #5
    عضو موقوف

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    = SYRIA =
    المشاركات
    1,442
    الشَكر (المُعطى)
    533
    الشَكر (المُستلَم)
    625
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    0
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    3 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    الحسن ابن الهيثم
    عالم ابهر الجميع بعقليته وضع اساسيات لعدة علوم
    الغرب لا ينكرون فضله في التعرف على افاق جديدة من العلوم
    وفتحت اعينهم على مجالات عدة...مما استغربه دوما ان العلماء المسلمين
    كانوا يبحثون في شتى العلوم ومجالاتها تجدهم في الطب والفلك والكيمياء والفيزياء
    والفقه بعض الاحيان مما يدلنا على ان رغبتهم في تلقي العلم لاخر يوم في عمرهم رغبة ملحة
    اللهم ارزقنا شغف بمثل شغفهم لطلب العلم...


    معلومات بسيطة اللي احفظها عن الحسن بن هيثم

    وتاكدت من صحتها بمراجعتها



    الحسن بن الهيثم ( 354 – 430 ه ) :-

    هو أبو علي الحسن بن الهيثم والمهندس البصري المتوفى عام 430ه ،
    ولد في البصرة سنة 354ه على الأرجح . وقد انتقل الى مصر حيث أقام بها حتى وفاته .
    جاء في كتاب ( أخبار الحكماء) للقطفي على لسان ابن الهيثم :
    ( لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملاْ يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقصان ) .
    فوصل قوله هذا الى صاحب مصر ، الحاكم بأمر الله الفاطمي ، فأرسل إليه بعض الأموال سراْ ،
    وطلب منه الحضور الى مصر . فلبى ابن الهيثم الطلب وارتحل الى مصر حيث
    كلفه الحاكم بأمر الله إنجاز ما وعد به .فباشر ابن الهيثم دراسة النهر على طول مجراه ،
    ولما وصل الى قرب أسوان تنحدر مياه النيل منه تفحصه في جوانبه كافة ، أدرك أنه كان واهماْ متسرعاْ
    في ما ادعى المقدرة عليه ، وأنه عاجز على البرُ بوعده . حينئذ عاد الى الحاكم بالله معتذراْ ،
    فقبل عذره وولاه أحد المناصب . غير أن ابن الهيثم ظن رضى الحاكم تظاهراْ بالرضى ،
    فخشى أن يكيد له ، وتظاهر بالجنون ، وثابر على التظاهر به حتى وفاة الحاكم الفاطمي .
    وبعد وفاته عاد على التظاهر بالجنون ، وخرج من داره ، وسكن قبة على باب الجامع الأزهر ،
    وطوى ما تبقى من حياته مؤلفاْ ومحققاْ وباحثاْ في حقول العلم ، فكانت له إنجازات هائلة
    ويصفه ابن أصيبعة في كتابه ( عيون الأنباء في طبقات الأطباء )
    فيقول : ( كان ابن الهيثم فاضل النفس ، قوي الذكاء ، متفنناْ في العلوم ،
    لم يماثله أحد من أهل زمانه في العلم الرياضي ، ولا يقرب منه . وكان دائم الاشتغال ، كثير التصنيف ، وافر التزهد .... )

    لابن الهيثم عدد كبير من المؤلفات شملت مختلف أغراض العلوم . وأهم هذه المؤلفات
    كتاب المناظر
     كتاب في أصول الحساب
     كتاب في حساب المعاملات
     كتاب شرح أصول اقليدس في الهندسة والعدد
     كتاب في الأشكال الهلالية
     كتاب في تحليل المسائل الهندسية

    وله العديد من المقالات منها :-
     مقاله في التحليل والتركيب
     مقالة في بر كار الدوائر العظام
     مقالة في خواص المثلث من جهة العمود
     مقالة في الضوء
     مقالة في المرايا المحرقة بالقطوع
     مقالة في المرايا المحرقة بالدوائر
     مقالة في الكرة المحرقة
     مقالة في كيفية الظلال
     مقالة في الحساب الهندي

    مسألة في المساحة ، مسألة في الكرة ، كتاب في الهالة وقوس قزح ،
    كتاب صور الكسوف ، اختلاف مناظر القمر ، رؤية الكواكب ومنظر القمر ،
    سمت القبلة بالحساب ، ارتفاعات في الكواكب ، كتاب في هيئة العالم .
    ويرى البعض أن ابن الهيثم ترك مؤلفات في الإلهيات والطب والفلسفة وغيرها

    أن كتاب المناظر كان ثورة في عالم البصريات كيف ذلك؟!: ،
    ابن الهيثم لم يتبن نظريات بطليموس ليشرحها ويجري عليها بعض التعديل ،
    بل انه رفض عدداْ من نظرياته في علم الضوء ، بعدما توصل الى نظريات جديدة غدت نواة علم البصريات الحديث .
    ونحاول فيما يلي التوقف عند أهم الآراء الواردة في الكتاب
    زعم بطليموس أن الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين الى الجسم المرئي ،
    وقد تبنى العلماء اللاحقون هذه النظرية . ولما جاء ابن الهيثم نسف هذه النظرية في كتاب المناظر ،
    فبين أن الرؤية تتم بواسطة الأشعة التي تنبعث من الجسم المرئي باتجاه عين المبصر .
    بعد سلسلة من اختبارات أجراها ابن الهيثم بين أن الشعاع الضوئي ينتشر في خط مستقيم
    ضمن وسط متجانس .
    اكتشف ابن الهيثم ظاهرة انعكاس الضوء ، وظاهرة انعطاف الضوء أي انحراف الصورة
    عن مكانها في حال مرور الأشعة الضوئية في وسط معين الى وسط غير متجانس معه .
    كما اكتشف أن الانعطاف يكون معدوماْ إذا مرت الأشعة الضوئية وفقاْ لزاوية قائمة
    من وسط الى وسط آخر غير متجانس معه .
    من أهم منجزات ابن الهيثم أنه شرح العين تشريحاْ كاملاْ ، وبين وظيفة كل قسم منها .

  6. #6
    عضو موقوف

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    = SYRIA =
    المشاركات
    1,442
    الشَكر (المُعطى)
    533
    الشَكر (المُستلَم)
    625
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    0
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    3 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي







    - - [ نـــابلـيـؤوؤن بــؤونــــابرت . .

    .
    .



    لوحة لـ "نابليون بونابرت" من أعمال جاك لويس ديفيد
    الميلاد15 اغسطس 1769
    جزيرة كورسيكاالوفاة5 مايو 1821
    جزيرة سانت هيلينا
    نابليون بونابرت (15 اغسطس 1769 - 5 مايو 1821 م) قائد عسكري وإمبراطور

    فرنسي، ولد في جزيرة كورسيكا التي كانت فرنسا قد استولت عليها قبل ولادته بخمسة عشر شهراً.

    كان نابليون وطنيًا متطرفًا، وعندما قامت الثورة في فرنسا جاءت فرصة نابليون في سنة

    1793م عندما حاصر الفرنسيون مدينة تولون واستردوها من البريطانيين، وكان

    نابليون قائداً بارعاً للمدفعية وقد عدل عن نزعاته الوطنية وأصبح مخلصًا. واكتسب

    احترام الجميع وأصبح قائدا للجيش الفرنسي في إيطاليا وأصبحت انتصارات كبيرة وحكم

    أوروبا بأسرها تقريباً.






    أرسل نابليون إلى مصر بهدف القضاء على تجارة إنكلترا مع الهند، ولكن حملته انتهت

    بالفشل أمام الأسطول الإنكليزي بقيادة نيلسون في معركة ابي القير، فعاد إلى فرنسا، ثم

    أعلن بعدها نفسه مستشارا أولا لمدة عشر سنوات ثم لقب بالإمبراطور، ودخل الحرب

    عام 1805م ثانية ضد أعظم ثلاث قوى وهي: بريطانيا والنمسا وروسيا، فنجح في دحر

    النمسا وروسيا في استرلتين، ثم هزم بروسيا في جينا عام 1806م، وتحدت روسيا حلف

    نابليون فهاجمها عام 1812، متغلبا على الجيش الروسي، ولكنه عندما دخل موسكو كان

    أهلها قد دمروها وكان جيشه جائعا تعبا يعاني من برد الشتاء في روسيا، تبين بتحليل

    أسنان جنوده الذين قتلوا هناك وعددهم 25 ألفا أنهم أصيبوا بمرض التيفوس وحمى

    الخنادق وهي أمراض تنتقل عن طريق القمل



    وأخيرا هزم نابليون عام 1815ٍٍم، ونفي بعدها إلى جزيرة سانت هيلينا حيث مات بسرطان

    المعدة. وقد قيل أنه إغتيل عن طريق طلاء جدران غرفته بالزرنيخ وتسبب ذلك له بقرحة معدية لازمته حتى وفاته ولذلك كان غالباً مايضع يده داخل سترته فوق معدته.



    خاض نابليون الكثير من المعارك ضد النمسا وروسيا وبريطانيا وبروسيا وغيرها من

    الدول، حيث حقق انتصارات باهرة في 40 منها، حتى إن البعض قارنه بالإسكندر الأكبر

    وسيزر، إلا أنه هزم في معركة واترلو والتي نفي على إثرها إلى جزيرة سانت هيلينا

    حيث توفي ودفن هناك عام 1821، ليتم إرجاع جثمانه لفرنسا حيث استقر بباريس عام 1840.

    وتعد الحملة التي قام بها نابليون على روسيا عام 1812 هي بداية النهاية لهذا القائد

    الكبير، حيث كان لها تأثيرا سلبيا عميقا على الجيش الفرنسي وكفاءته، كما أنها شهدت

    مقتل وإصابة مئات الآلاف من الجنود والمدنيين على حد سواء.



    وفيما يتعلق بنابليون كحاكم دولة، فإنه كان قد أنقلب على حكومة الديركتوار عام 1799

    بعد عودته المفاجئة من مصر، لسوء الأوضاع التي كانت تعيشها بلاده آنذاك، ليؤسس

    للحكومة القنصلية، وتعيينه قنصلا أول مدى الحياة مع حقه في تسمية من سيخلفه. قام

    بونابرت بعد ذلك بتحويل نظام الحكم من القنصلية إلى الإمبراطورية، ثم تنحيه عن

    العرش بعد دخول قوات الأعداء باريس عام 1814 ونفيه لجزيرة ألبا، ثم عودته لفرنسا

    مرة أخرى عام 1815 ليتولى الحكم إلى أن هزم في معركة واترلو ونفيه لجزيرة سانت هيلينا حتى مماته.

    وقد تعددت الأقوال حول سبب وفاة نابليون، فالبعض قال إنه مات بسرطان المعدة، بينما

    رأى آخرون أنه مات مسموما بالزرنيخ لعدة دلائل تم اكتشافها فيما بعد ومنها أن جسده

    ظل سليما إلى درجة كبيرة بعد عشرين عاما من وفاته، وهي إحدى خصائص الزرنيخ،

    كما أن وصف لويس مارشند لبونابرت في الأشهر الأخيرة من حياته، مطابق لأعراض

    حالات التسمم بتلك المادة, ومع ذلك فقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة أنه مات بسرطان

    المعدة تماما كأبيه.


    ينسب لنابليون الفضل في صدور القانون المدني الفرنسي والذي اقتبسته باقي الدول

    الأوروبية، وهو قائد عظيم لإنشائه حكومة منظمة شديدة البأس ومحاكم عدلية ومدارس

    وإدارة قوية ونشيطة ومتنورة لا يزال الفرنسيون إلى الآن سائرين عليها، وهو عظيم

    لأنه بعث إيطاليا من موت الخمول وأنارها بمشكاة الرقي والعمران، إلى جانب قهره لجميع

    الملوك المعاكسين له وكسر جميع الجيوش على اختلاف تدريبها وبسالتها. ومع ذلك فإن

    له مساوئ عديدة منها قمعه لثورة العبيد في هاييتي وقراره في عام 1801 القاضي بعودة


    العبودية في فرنسا بعد أن كانت الجمهورية قد ألغتها، بالإضافة لتسببه في مقتل مئات

    الآلاف في أوروبا بسبب الحروب التي خاضها هناك.



    كان لنابليون أعداء كثر يكرهونه ولكن يكنون له عظيم الاحترام في ذات الوقت، فعندما

    سئل الجنرال ويلنجتون قائد الإنجليز في معركة واترلو الشهيرة عن أعظم جنرال في

    وقته، قال إن أعظمهم في الماضي والحاضر والمستقبل وكل وقت هو نابليون بونابرت.


    يذكر أن نابليون كان قد تزوج من الإمبراطورة جوزفين قبل أن يطلقها، ليتزوج من

    الأرشيدوقة النمساوية ماري لويز والتي أنجبت له أبنه الوحيد من صلبه نابليون الثاني ملك روما.



    الحمـــلة الفرنسية على مصر

    أذاق نابليون بونابرت العالم ويلات الحروب ومن المعروف أن الكنيسة الكاثوليكية حاولت ضم الكنيسة القبطية إليها ولكن الكنيسة القبطية حافظت على إستقلالها وقد حاول الفرنسيين في هذا المضمار ممثلين للبابا وبعد قيام الثورة الفرنسية أو كما سماها الفرنسيين إنتشار الجمهور الفرنسى اقنع نابليون الحكومة الفرنسية بالهجوم على مصر وإحتلالها فأعد حملة على مصر في عام 1798م وكانت الحملة مكونة من 30 الف محارب.. وفى يوم 19 مايو 1798 اقلع اسطول فرنسى كبير مكون من 26 سفينة من ميناء طولون ، وبلغ الإنجليز أخبار مغادرة نابليون فرنسا وعهدوا إلى نيلسون باقتفاء اثره وتدمير أسطوله ، فقصد إلى مالطة ولكنه وجد أن أسطول نابليون غادرها نحو الشرق منذ خمسة ايام ، فرجح انها تقصد مصر واتجه إلى الاسكندرية وبلغها يوم 28 يونيو 1798 فلم يعثر هناك للفرنسيين على أثر وحذر المصريين .وقد وصل الأسطول الفرنسى غرب الاسكندرية عند العجمى في أول يوليو 1798 ، وبادر بانزال قواته ليلاً على البر ثم سير جيشاً إلى الاسكندرية .
    وانزلت المراكب الحربية الفرنسية الجيش الفرنسي في تموز 1798 في الاسكندرية ..ووجّه نابليون في اليوم ذاته نداءً إلى الشعب المصري ،
    وأصدرت الحملة نداء إلى الشعب بالأستكانه والتعاون زاعمة أن نابليون قد إعتنق الإسلام وأصبح صديق وحامي الإسلام ... واستولى نابليون على اغنى اقليم في الأمبراطورية العثمانية ، وطبقاً للبروباجندا الحربية أدعى أنه "صديقاً للسلطان التركي" وإدعى أيضا انه قدم إلى مصر "للإقتصاص من المماليك" لا غير، باعتبارهم اعداء السلطان ، واعداء الشعب المصري ...
    وهذه رسالة نابليون بونابرت الذى دعاه المؤرخين المسلمين الجنرال على إلى شعب مصر
    " بسم الله الرحمن الرحيم لا اله الا الله لا ولد له ولا شريك له في ملكه ...
    ايها المشايخ والأئمة ..
    قولوا لأمتكم ان الفرنساوية هم ايضاًمسلمون مخلصون وإثبات ذلك انهم قد نزلوا في روما الكبرى وخرّبوا فيها كرسي البابا الذي كان دائماً يحّث النصارى على محاربة الإسلام ، ثم قصدوا جزيرة مالطا وطردوا منها الكوالليرية الذين كانوا يزعمون ان الله تعالى يطلب منهم مقاتلة المسلمين ، ومع ذلك فإن الفرنساوية في كل وقت من الأوقات صاروا محبين مخلصين لحضرة السلطان العثماني ..ادام الله ملكه... ادام الله اجلال السلطان العثماني ادام الله اجلال العسكر الفرنساوي لعن الله المماليك واصلح حال الأمة المصرية"
    وظل محمد كريم يقاوم تقدم الجيش الفرنسى في الإسكندرية وظل يتقهقر ثم اعتصم بقلعة قايتباى ومعه مجموعة من المقاتلين ، وأخيراً أستسلم وكف عن القتال ، ولم يكن بد من التسليم ودخل نابليون المدينة ، واعلن بها الامان . وفى 6 سبتمبر 1798 اصدر نابليون بونابرت أمرا بتنفيذ عقوبة الاعدام في السيد محمد كريم بميدان الرميلة بالقاهرة وأصبح نابليون بونابرت حاكم مسلم واسمه " بونابردى باشا" وكان يطلق عليه المسلمين أسم على نابليون بونابرت ، وكان يتجوّل وهو مرتدي الملابس الشرقية والعمامة والجلباب .
    وكان يتردد إلى المسجد في ايام الجمعة ويسهم بالشعائر الدينية التقليدية بالصلاة ، وكوّن نابليون ديواناً استشارياً مؤلفاً من المشايخ والعلماء المسلمين .



    فكرة قناة السويس في عصر نابليون

    وذهب الفيلسوف الألماني الشهير لايبيتز يقترح علي الملك لويس الرابع عشر (*) فكرة أنشاء قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط في إطار مشروع شامل لغزو مصر ولكن الملك الشمس كما كان يطلق عليه لم يكن يريد اغضاب الباب العالي في الأستانة من ناحية‏,‏ ولأن أحلامه التوسعية كانت في أوروبا‏,‏ وعندما قامت الثورة الفرنسية دخلت في صراعات مسلحة دموية مع ممالك أوروبا واستطاعت الانتصار عليها إلا مملكة واحدة وهي إنجلترا‏,‏ ومن هنا ظهرت فكرة قطع طريق المستعمرات البريطانية في الهند باحتلال مصر وكانت الحملة الفرنسية عام‏1798.‏ الغريب أن الوثائق تكشف أن حكومة الديركتوار التي كانت تحكم فرنسا وقد أرادت أن تتخلص من الضابط الشاب نابليون‏، وكان عمره ‏27‏ سنة‏، وقد حقق انتصارات باهرة علي أعداء فرنسا في إيطاليا أعطته أمرا مباشرة يتصدر ديباجة الأمر السياسي الصادر بالقيام بالحملة بحفر قناة تربط بين البحرين ولذا كانت تسمي قناة البحرين وليس بعد قناة السويس وهو الاسم الذي سوف يعطيه ديليسبس للقناة بعد نحو نصف قرن من الحملة‏.‏ وتتحدث الوثائق عن الخروج الوحيد لنابليون من القاهرة لسبب غير عسكري‏،‏ وهو ذهابه ومجموعة من المهندسين يرأسهم مهندس يدعي لوبير ‏(LePere‏) لمعاينة الموقع هندسيا عند السويس والبدء في الحفر‏ ، إلا أن لوبير أقنع نابليون بالعدول عن المشروع لأنه اكتشف أن مستوي البحر الأحمر أعلي من مستوي البحر الأبيض‏ المتوسط،‏ وقال له إنه إذا حفرنا عند السويس فستغرق مصر كلها‏.‏
    فيليسيان دافيد وعاد نابليون حزينا الي القاهرة لكن حلمه لم يمت‏.‏



    وصيته لكليبير

    إلا أن أغرب الوثائق هي وصيته لكليبر التي يقول فيها‏:‏ إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم‏.‏ و قد سمح بناء على إعتقاده للجنرال مينو بأمر عسكري بالتحول إلى الإسلام والزواج من سيدة من رشيد‏.‏
    ووثيقة أخري شديدة الإثارة عن حلم نابليون بحفر قناة السويس وعدم إضاعة قطرة واحدة من ماء النيل إذا قيد له أن يحكم مصر طويلا‏,‏ وأن يجعل من مصر قاعدة لإمبراطورية هائلة شرق السويس تمتد حتي إيران وأفغانستان‏، فأنا لست أقل من الإسكندر الأكبر‏.‏ رغم حزني الشديد لأن الإسكندر غزا مصر في سن السادسة والعشرين بينما أنا في الثامنة والعشرين. وهناك وثيقة أخري رقم‏3618‏ بتاريخ‏4‏ نوفمبر‏1798‏ يوقع فيها بونابرت علي قرار عسكري بأن تدفع فرنسا رواتب شيوخ الديوان‏,‏ وهم الشيخ إسماعيل البراوي والشيخ يوسف الموصلي والشيخ عبدالوهاب الشبراوي والشيخ سليمان الجوسقي والشيخ أحمد الشرقاوي‏.‏ ويبدو أن هؤلاء لم يكونوا قد انضموا إلي علماء الديوان في تكوينه الأول‏.‏ وهناك أوامر عسكرية في سطور قليلة تكشف عن كيفية إدارة شئون الجيش الفرنسي في مصر‏.‏ وتكشف الوثائق عن وجود مراسلات بين المعلم يعقوب قائد كتيبة الأقباط وجرجس الجوهري أحد أعيان أقباط مصر‏,‏ وهي خطيرة لأنها تكشف عن مخططات واسعة المدي للفصل بين أقباط مصر ومسلميها‏(‏ الرسالة رقم‏3872‏ بتاريخ‏7‏ ديسمبر‏1798).‏ ثم هناك رسالة تهنئة بتاريخ‏26‏ فبراير‏1799‏ تحت رقم‏4262‏ للجنرال مينو علي قيامه بإلقاء خطبة الجمعة كمسلم في مسجد غزة في أثناء الحملة علي الشام‏,‏ ويقول له‏:‏ إن أفضل الطرق للحفاظ علي السلم في مصر هو تبني عقيدة الإسلام أو علي الأقل عدم معاداتها واجتذاب ود شيوخ الإسلام ليس فقط في مصر بل في سائر العالم الإسلامي‏.‏ وتكشف وثائق أخري عن توصيف دقيق بقلم نابليون نفسه لبعض المعارك الحربية مثل معركة الرحمانية‏(‏ رقم‏4626‏ بتاريخ‏20‏ يوليو‏1799),‏ وأخري في اليوم التالي‏,‏ ثم أخري لأهالي القاهرة للتأكد من حيادهم في حربه ضد مسلمي الشام‏.‏ ثم عشرات الرسائل والأوامر بإعدام المجرمين وقطاع الطرق في القاهرة‏,‏ وأيضا إعدام جنود فرنسيين ثبت إجرامهم في حق الأهالي‏.‏ علي أن أشد هذه الوثائق إثارة هي الوثائق الأخيرة التي وقعها قبل رحيله عن مصر‏,‏ ومنها وصيته للجنرال كليبر رقم‏4758‏ بتاريخ‏22‏ أغسطس‏1799‏ ثم وثائق أخري تثبت أنه كان ينوي بعد عودته إلي فرنسا إرسال تعزيزات وجيش جديد لمصر‏,‏ لكن استسلام مينو في الإسكندرية في يوليو‏1801‏ قضي نهائيا علي حلمه‏.‏ من أقوال نابليون حول مصر
    ‏1‏ ـ في مصر لو حكمت لن أضيع قطرة واحدة من النيل في البحر‏,‏ وسأقيم أكبر مزارع ومصانع أطلق بها إمبراطورية هائلة‏,‏ ولقمت بتوحيد الإسلام والمسلمين تحت راية الإمبراطورية ويسود العالم السلام الفرنسي‏.‏ ‏2‏ ـ في مصر قضيت أجمل السنوات‏,‏ ففي أوروبا الغيوم لا تجعلك تفكر في المشاريع التي تغير التاريخ‏,‏ أما في مصر فإن الذي يحكم بإمكانه أن يغير التاريخ‏.‏ ‏3‏ ـ لو لم أكن حاكما علي مصر لما أصبحت إمبراطورا علي فرنسا‏.‏ ‏4‏ ـ الرسول محمد ،‏ بني إمبراطورية من لا شيء‏..‏ من شعب جاهل بني أمة واسعة..‏ من الصحاري القفر بني أعظم أمبراطورية في التاريخ‏.‏
    ‏5‏ ـ الإسلام كالمسيحية تفسدهما السياسة ويلعب القائمون عليهما بالنار إذا تخطوا حدود أماكن العبادة لأنهم يتركون مملكة الله ويدخلون مملكة الشيطان‏.‏ ‏‏6‏ ـ حلمي تجسد في الشرق بينما كاد يتحول إلي كابوس في الغرب‏.‏

    وفاته

    رجح الدكتور باسكال كينتز خبير سموم فرنسي أنه يعتقد أن الإمبراطور الفرنسي الراحل نابليون بونابرت قد مات مسموما وأعلن أنه عثر على آثار الزرنيخ المعدني المعروف شعبيا باسم "سم الفئران" في شعر بونابرت عام 2001م ، من هذا أستنتج أن الإمبراطور المخلوع مات مسموما وليس نتيجة الإصابة بسرطان المعدة في الخامس من مايو/أيار عام 1821 عن 51 عاما. وأكد د. كينتز إن الزرنيخ وصل إلى النخاع الشوكي للشعر مما يفسر وصوله عبر الدم ومن خلال أغذية مهضومة ، وبهذا رد على النظرية التي طرحتها عام 2002 نشرة "سيانس أي في" (علم وحياة) الفرنسية الشهرية والتي تقول إن الزرنيخ المكتشف خارجي المصدر ولم يتناوله الإمبراطور وبنى نظريته على النشرة الفرنسية التى قالت أن الزرنيخ كان يستخدم كثيرا في القرن التاسع عشر للمحافظة على الشعر.



    كتاب وصف مصر أعظم عمل قدمته الحملة الفرنسية إلى مصر
    رافقت الحملة الفرنسية مجموعة من العلماء في شتى مجال العلم في وقتها أكثر من 150 عالما واكثر من 2000 متخصص من خيرة الفنانين والرسامين والتقنيين الذي رافقوا القائد الفرنسي نابليون بونابرت في مصر خلال اعوام 1798/ 1801. من كيميائيين وأطباء وفلكيين إلى آخرة ، وكانت نتيجة لمجهودهم هو كتاب وصف مصر وهو عبارة عن المجموعة الموثقة تضم 11 مجلداً من الصور واللوحات مملوكة لمكتبة الاسكندرية و9 مجلدات من النصوص من بينها مجلد خاص بالأطالس والخرائط اسهم بها المجمع العلمي المصري






    وقام هؤلاء العلماء بعمل مجهد غطى جميع أرض مصر من شمالها إلى جنوبها خلال سنوات تواجدهم وقاموا برصد وتسجيل كل أمور الحياة في مصر انذاك وكل مايتعلق بالحضارة المصرية القديمة ليخرجوا إلى العالم 20 جزءا لكتاب وصف مصر وتميز الكتاب بصور ولوحات شديدة الدقة والتفاصيل . ويعتبر هذا الكتاب ألان أكبر وأشمل موسوعة للأراضي والآثار المصرية كونها أكبر مخطوطة يدوية مكتوبة ومرسومة برسوم توضيحية قتميزت بالدراسة العميقة الدارسين والاكاديميين الذين رافقوا نابليون فيما نشر الكتاب بين عامي 1809/1829. كما تشتمل هذه المجموعة على صور ولوحات لأوجه نشاط المصرى القديم للآثار المصرية وأيام الحملة نفسها التاريخ الطبيعي المصري بالاضافة إلى توثيق كل مظاهر الحياه والكنوز التاريخية والفنية والدينية المصرية وتسجيل جميع جوانب الحياة النباتية والحيوانية والثروة المعدنية آنذاك.






    وقد اصدرت مكتبة الاسكندرية (نسخة رقمية) من هذا الكتاب (وصف مصر) على اقراص مضغوطة. وقال مدير المكتبة الدكتور إسماعيل سراج الدين " ان أهمية هذه المبادرة تأتي لكونها الأولى في العالم لرقمنة ذلك الكتاب الذي يعد من اعمق واقوى الكتب كما يعد واحدا من ثروات مصر ويمكن الباحثين من الاطلاع عليه كبديل عن النسخة الاصلية " .
    الأهرام 29 مايو 2006 م السنة 130 العدد 43638 حشدت فرنسا جهود علماء وخبراء ووفرت إمكانات مالية هائلة لتجميع كل مراسلات نابليون في مجلدات يخص كل منها مرحلة من حياته القصيرة التي دامت‏50‏ عاما فقط‏،‏ صدر منها أخيرا في باريس الجزء الثاني الخاص بالحملة علي مصر‏1798‏ ـ ‏1801.‏






    غزي نابليون بونابرت مصر علي رأس نحو ‏36‏ ألف رجل و‏5‏ آلاف مدفع وآلاف الخيول و‏200‏ سفينة وعلماء ومطبعة قد تجاوز الـ‏28‏ عاما،‏ وهو في فورة الشباب كان يحمل في جيبه أقلاما عديدة يدون في كل وقت بقلمه شخصيا أو يأمر فيدون له آلاف الأوامر والمذكرات والأفكار والخطابات العسكرية والسياسية والشخصية وصل مجموعها إلى ‏2500‏ وثيقة، ما نشر منها حتي اليوم لا يتجاوز الـ‏1500,‏ ينشر منها لأول مرة في هذا المجلد أو الكتالوج نحو ‏1000‏ وثيقة‏، وهو ما جعل السيدة مارتين دي جوادفر رئيسة أرشيفات فرنسا والصديقة الحميمة لمصر تصف هذا العمل بأنه ليس أقل من الناحيتين العلمية والتاريخية من كتاب وصف مصر نفسه‏.‏






    ومقدمة الكتاب ‏1400‏ صفحة وضعها العالم الكبير هنري لورانس عن أن مشروع نابليون بإنشاء إمبراطورية فرنسية في دار الإسلام هي المقدمة للصدام الحالي بين الإسلام والغرب‏,‏ وفيه وضع الغرب أسس قرنين كاملين للاستعمار المادي علي الطريقة البريطانية‏,‏ والفكري علي الطريقة الفرنسية‏,‏ وإن كان الاثنان يتلاقيان كثيرا‏.‏ وقد قام بوضع المجلد‏3‏ لجان‏:‏ واحدة علمية والثانية تاريخية والثالثة خاصة بالتحرير والنشر‏,‏ وبلغ عدد العاملين في اللجان الثلاث نحو ‏65‏ عالما ومؤرخا ومحررا ومسئولا ماليا‏،‏ وكلها تحت إشراف المؤرخ الفرنسي المعروف تييري لانتز‏.‏ واستغرق العمل في هذا المجلد‏10‏ سنوات وأعجب نابليون بلسيد محمد كريم حاكم الإسكندرية‏، وكان شديد الإعجاب بشجاعته وفروسيته‏،‏ لكن كليبر ما فتئ يحذره من خبث حاكم الإسكندرية حتي انتهي الأمر بأن وقع نابليون ـ والسكين في قلبه كما يقول ـ أمر إعدام محمد كريم‏،‏ وتكشف أيضا عن غضبه الشديد من شيوخ الأزهر بعد ثورة القاهرة الأولي‏،‏ فهو اعتبر أن إنشاء الديوان كافيا لإدارة البلاد من قبل أبنائها من شيوخ الأزهر‏، وأمر موقع منه بضرب القاهرة بالمدافع ولعله اتخذ قرار العودة لفرنسا في هذه اللحظة‏.‏










    ارجو لـ كــم الافادة. . ~*

  7. #7
    عضو موقوف

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    = SYRIA =
    المشاركات
    1,442
    الشَكر (المُعطى)
    533
    الشَكر (المُستلَم)
    625
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    0
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    3 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي





    " البتآني "


    هو ابن عبد الله محمد بن سنان بن جابر الحراني المعروف باسم "البتاني"، ولد في بتان

    نواحي حرَّان حوالي 850م وتوفي في العراق سنة 929.


    يُعدُّ البتاني من عباقرة علم الفلك في العالم، وكذلك من عباقرة علمي الجبر وحساب

    المثلثات، وهو من الذين أسدوا خدمات جليلة لتطور العلوم الرياضية عبر التاريخ البشري.

    اشتهر برصده للكواكب والأجرام السماوية، وبالرغم من بدائية الآلات التي استعملها فقد

    توصَّل لنتائج مذهلة ما زالت محطّ إعجاب العلماء ودهشتهم، وبقيت جداوله الرياضية

    وبراهينه الهندسية من أهم المراجع حتى بداية القرن الثامن عشر، فاعتبره كل من

    "كاجوري" و"هاليه" من أعظم علماء الرصد، وسمَّاه بعض الباحثين "بطليموس

    العرب"، وفيه قال سارطون: "إنَّ البتاني من أعظم علماء عصره وأنبغ علماء العرب في

    الفلك والرياضيات"، وقال العالم الفرنسي الشهير "لالاند": إنَّ البتاني من العشرين فلكياً

    المشهورين في العالم كله.


    منهجه العلمي:

    تتضح منهجية البتاني من خلال أقواله وما ذكره في مؤلفاته عن طريقة عمله وتفكيره،

    فيقول: "طالما أطلت النظر في هذا العلم وأدمنت الفكر فيه، ووقفت على اختلاف الكتب

    الموضوعة لحركات النجوم، وما تهيأ لبعض واضعيها من خلل وما اجتمع في حركات

    النجوم على طول الزمان.."،" إنَّ علم الفلك من العلوم الأساسية المفيدة، إذ يمكن

    بواسطته أن يعرف الإنسان أشياءً مهمة يحتاج إلى معرفتها واستغلالها بما يعود عليه

    بالنفع والفائدة.."، "إنَّ أهم مقومات التقدم في علم الفلك هو التبحُّر في نظرياته ونقدها،

    وجمع الأرصاد الوفيرة، والعمل على إتقان تلك الأرصاد.."، "..ذلك لأن الحركات

    السماوية لا تحاط بها معرفة مستقصاة حقيقية إلا بتمادي العصور والتدقيق في الرصد.."،

    ".. وإنَّ الذي يكون فيها من تقصير الإنسان في طبيعته عن بلوغ حقائق الأشياء في

    الأفعال كما يبلغها في القوة، يكون يسيراً غير محسوس عند الاجتهاد والتحرز، لا سيما

    في المدد الطوال، وقد يعين الطبع وتسعد الهمة وصدق النظر وإعمال الفكر والصبر على

    الأشياء وإن عسر إدراكها، وقد يعوق من ذلك قلة الصبر ومحبة الفخر والحظوة عند

    ملوك الناس بإدراك ما لا يمكن إدراكه عن الحقيقة في سرعة، أو إدراك ما ليس من

    طبيعته أن يدركه الناس.."، وكثيراً ما استشهد البتاني بآيات القرآن الكريم.


    أهم منجزاته:


    ترك البتاني عدة مؤلفات في علوم الفلك والجغرافيا، وأهمها على الإطلاق "كتاب الزيج
    الصابي" الذي يعتبر من أصلح الزيج التي وصلتنا من العصور الوسطى.



    § البتاني هو أول من أدخل مصطلح الجيب (Sinus)، والعارفون بعلم المثلثات

    (Trigonometrie) يدركون جيداً أهمية هذا الإنجاز، ويرون فيه ابتكاراً ساهم كثيراً

    في فهم علم المثلثات، وتقول العالمة الألمانية زيغريد هونكه في كتابها "شمس العرب

    تسطع على الغرب": إنَّ مصطلح الجيب قد دخل إلى رياضيات كل شعوب العالم بعد ترجمة

    كتاب البتاني. هو من أوجد مصطلح جيب التمام (Cosinus)، وهو من استخدم الخطوط

    المماسة للأقواس (Tangentes)، وظلال التمام (Cotangentes)، والقواطع

    (Secantes)، وقواطع التمام(Cosecante)، وأدخلها في حساب الأرباع الشمسية

    وفي قياس الزوايا والمثلثات، كما أوجد العلاقات فيما بينها ونظَّم جداول هامة بهذه

    العلاقات.



    § البتاني هو من استنبط القانون الأساسي لاستخراج مساحة المثلثات الكروية.


    § واستطاعت عبقرية هذا العالم أن تحلَّ بعض العمليات الحسابية وبعض النظريات بطرق

    جبرية وليس بطرق هندسية، كما كان يحلّها من سبقه من العلماء العرب واليونانيين، مثل

    تعيين قيم الزوايا بطرق جبرية، وكان هذا ابتكاراً أضيف إلى الكثير من الإضافات التي

    أدخلها العرب في علم المثلثات، وإليهم يعود تأسيس هذا العلم الهام.



    § وعلى صعيد الإنجازات الفلكية فقد أصلح قيمة الاعتدالين الصيفي والشتوي، وكذلك

    حدَّد قيمة ميلان فلك البروج على فلك معدل النهار، (أي: ميل محور دوران الأرض حول

    نفسها على مستوى سباحتها حول الشمس)، ووجد أنه يساوي 23 درجة و35 دقيقة،

    وتبين حديثاً أنه أصاب في رصده إلى حدِّ دقيقة واحدة، وكذلك حدَّد طول السنة الشمسية

    رغم بدائية الآلات التي استخدمها فكانت نتائجه 365 يوما و5 ساعات و46 دقيقة و24

    ثانية، وأخطأ بالنسبة للحسابات الحديثة بدقيقتين و22 ثانية فقط.



    § حقق البتاني مواقع كثير من النجوم وصحَّح بعض حركات القمر والكواكب السيارة،

    وخالف بطليموس بثبات الأوج الشمسي، وأقام الدليل على تبعيته لحركة المبادرة

    الاعتدالية، واستنتج من ذلك أنَّ معادلة الزمن تتغيَّر ببطء شديد على مر الأجيال، وأثبت

    على عكس ما ذهب إليه بطليموس بتغيّر القطر الزاوي الظاهري للشمس واحتمال حدوث

    الكسوف الحلقي، وعن أحوال خسوف القمر، ويعترف " نللينو" "بأن البتاني استنبط

    نظرية جديدة تشف عن كثير من الحذق وسعة الحيلة لبيان الأحوال التي يرى فيها القمر

    عند ولادته.."، ونجد أن العالم كوبرنيكوس يستشهد كثيراً بأعمال البتاني في كتابه

    الشهير سنة 1530 وكذلك بأعمال العالم العربي الزرقالي.




    § اعتمد دنثورن سنة 1794 بتحديد تسارع القمر في حركته خلال قرن من الزمن، على

    نتائج أرصاد البتاني في الكسوف والخسوف ( التي أجراها في الرقة وأنطاكية).



    § سجَّل البتاني بكتابه الشهير "الزيج الصابي" (يوجد نسخة منه في مكتبة الأسكوريال

    في إسبانيا ونسخة في مكتبة الفاتيكان) جداول تتعلق بحركة الأجرام التي اكتشفها بنفسه،

    كما يذكر الكواكب الثابتة حتى سنة 249 هجرية، ويقول "نللينو" رأيه في هذا

    الكتاب:"..في هذا الزيج توجد أرصاد البتاني التي كان لها أثر كبير في علم الفلك وفي علم

    المثلثات الكروي، وبقي هذا الكتاب مرجعاً للفلكيين في أوروبا خلال القرون الوسطى وأوائل عصر النهضة.



    § ويصف العالم "بال" أعمال البتاني بقوله: إنَّ الزيج الصابي من أنفس الكتب، فقد وفِّق

    البتاني في بحثه عن حركة الشمس توفيقاً عجيباً.



    § ترجم الكتاب إلى اللاتينية "تيفوك" في القرن الثاني عشر باسم "علم النجوم"، ثم

    ترجم وطبع عدة مرات وبعدة لغات.



  8. #8
    عضو موقوف

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    = SYRIA =
    المشاركات
    1,442
    الشَكر (المُعطى)
    533
    الشَكر (المُستلَم)
    625
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    0
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    3 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    - - [ الخليل بن أحمد الفراهيدي


    أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري وهو عربي النسب من الأزدمن قبيلة

    فراهيد من زهران ولد في عُمان سنة100هـ، وهو مؤسس علم العروض ومعلم سيبويه

    وواضع أول معجم للغة العربية وهو العين.
    أخذ النحو عنه سيبويه والنضر بن شميل وهارون بن موسى النحوي ووهب بن جرير

    والأصمعي والكسائي وعلي بن نصر الجهضمي. وأخذ هو عن أبي عمرو بن العلاء

    وعيسى بن عمر الثقفي وحدث عن أيوب السختياني وعاصم الأحول والعوام بن حوشب

    وغالب القطان. و عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي.

    كان الخليل زاهداً ورعاً وقد نقل ابن خلكان عن تلميذ الخليل النضر بن شميل قوله: «أقام

    الخليل في خص له بالبصرة، لا يقدر على فلسين، وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال». كما

    نقل عن سفيان بن عيينة قوله: «من أحب أن ينظر إلى رجلٍ خلق من الذهب والمسك

    فلينظر إلى الخليل بن أحمد».

    يعد الخليل بن أحمد من أهم علماء المدرسة البصرية وتنسب له كتب "معاني الحروف"

    وجملة آلات الحرب والعوامل والعروض والنقط، كما قام بتغيير رسم الحركات إذ كانت

    التشكيلات على هيئة نقاط بلون مختلف عن لون الكتابة، وكان تنقيط الإعجام (التنقيط

    الخاص بالتمييز بين الحروف المختلفة كالجيم والحاء والخاء) قد شاع في عصره، بعد أن

    أضافه إلى الكتابة العربية تلميذا أبي الأسود نصر بن عاصم ويحيى بن بعمرالاحمدي،

    فكان من الضروري تغيير رسم الحركات ليتمكن القارئ من التمييز بين تنقيط الحركات

    وتنقيط الإعجام. فجعل الفتحة ألفًا صغيرة مائلة فوق الحرف، والكسرة ياءً صغيرة تحت

    الحرف، والضمة واواً صغيرة فوقه. أما إذا كان الحرف منوناً كرر الحركة، ووضع شينا

    غير منقوطة للتعبير عن الشدة ووضع رأس عين للتدليل على وجود الهمزة وغيرها من

    الحركات كالسكون وهمزة الوصل، وبهذا يكون النظام الذي اتخذه قريباً هو نواة النظام

    المتبع اليوم.

    فكرة وضع علم العروض طرأت بباله عندما كان يسير بسوق الغسالين، فكان لصوت

    ضربهم نغم مميز و منه طرأت لباله فكرة العروض التي يعتمد عليها الشعر العربي. فكان

    يذهب إلى بيته و يتدلى إلى البئر و يبدأ بإصدار الأصوات بنغمات مختلفة ليستطيع تحديد

    النغم المناسب لكل قصيدة!


    وله من الكتب -بالإضافة لمعجم العين- كتاب النّغم، وكتاب العروض، وكتاب الشواهد،

    وكتاب الإيقاع.

    وتوفي في البصرة في يوم الجمعة لثلاث بقين من جمادي الآخرة سنة 173هـ/789م. وهو

    نفس يوم وفاة الخيزران بنت عطاء والدة هارون الرشيد . . ~*

  9. #9
    عضو موقوف

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    = SYRIA =
    المشاركات
    1,442
    الشَكر (المُعطى)
    533
    الشَكر (المُستلَم)
    625
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    0
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    3 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي


    - - [ العـآلم ..الأدريسي. . ~ *




    نبذة:

    هو أبو الحسن محمد بن إدريس الحموي، الحسني، الطالبي، اشتهر بالجغرافيا والنبات

    والفلك والطب والفلسفة والأدب، ولد في سبتة سنة 493 هجرية وتوفي فيها سنة 560 هجرية









    سيرته:

    هو أبو الحسن محمد بن إدريس الحموي، الحسني، الطالبي، المعروف بالشريف

    الإدريسي، من نسل الأدارسة الحمويين. وهو من أكابر علماء الجغرافيا والرحالة العرب،

    وله مشاركة في التاريخ، والأدب، والشعر، وعلم النبات. ولد في سبته سنة 493 هـ،

    وتوفي فيها، على الأرجح، سنة 560. نشأ وتثقف في قرطبة، ومن هنا نعته بالقرطبي،

    فأتقن فيها دراسة الهيئة، والفلسفة، والطب، والنجوم، والجغرافيا، والشعر.


    طاف بلداناً كثيرة في الأندلس، والمغرب، والبرتغال، ومصر. وقد يكون عرف سواحل

    أوروبا الغربية من فرنسا وإنكلترا، كما عرف القسطنطينية وسواحل آسيا الصغرى.

    وانتهى إلى صقلية، فاستقر في بلاط صاحبها، روجه الثاني النورماني، المعروف عند

    العرب باسم رجار، في بالرم، ومن هنا تلقينه بالصقلي. فاستعان به رجار، وكان من

    العلماء المعدودين في صنع دائرة الأرض من الفضة ووضع تفسير لها. ويبدو أن

    الإدريسي ترك صقلية في أواخر أيامه، وعاد إلى بلدته سبته حيث توفي.

    ألف الإدريسي كتابه المشهور (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) والمسمى أيضاً (كتاب

    رجار) أو (الكتاب الرجاري) وذلك لأن الملك رجار ملك صقلية هو الذي طلب منه تأليفه

    كما طلب منه صنع كرة من الفضة منقوش عليها صورة الأقاليم السبعة، ويقال أن الدائرة

    الفضية تحطمت في ثورة كانت في صقلية، بعد الفراغ منها بمدة قصيرة، وأما الكتاب فقد

    غدا من أشهر الآثار الجغرافية العربية، أفاد منه الأوروبيون معلومات جمة عن بلاد

    المشرق، كما أفاد منه الشرقيون، فأخذ عنه الفريقان ونقلوا خرائطه، وترجموا بعض

    أقسامه إلى مختلف لغاتهم.





    في السنة التي وضع فيها الإدريسي كتابه المعروف، توفي الملك رجار فخلفه غليام أو


    غليوم الأول، وظل الإدريسي على مركزه في البلاط، فألف للملك كتاباً آخر في الجغرافيا

    سمّاه (روض الأنس ونزهة النفس) أو (كتاب الممالك والمسالك)، لم يعرف منه إلا

    مختصر مخطوط موجود في مكتبة حكيم أوغلو علي باشا باسطنبول. وذكر للإدريسي

    كذلك كتاب في المفردات سماه (الجامع لصفات أشتات النبات)، كما ذكر له كتاب آخر

    بعنوان (انس المهج وروض الفرج).


  10. #10
    عضو موقوف

    الحالة
    غير متواجد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    = SYRIA =
    المشاركات
    1,442
    الشَكر (المُعطى)
    533
    الشَكر (المُستلَم)
    625
    الإعجاب (المُعطى)
    0
    الإعجاب (المُستلَم)
    0
    غير معجبون (المُعطى)
    0
    غير معجبون (المُستلَم)
    0
    تم تذكيره فى
    0 مشاركة
    تمت الاشارة اليه فى
    3 مواضيع
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي




    ~~ أفــــلاطـون ~~


    أفلاطون (باليونانية: Πλάτων پْلاَتُونْ) (عاش بين 427 ق.م - 347 ق.م) فيلسوف

    يوناني قديم, وأحد أعظم الفلاسفة الغربيين، حتى ان الفلسفة الغربية اعتبرت انها ماهي

    الا حواشي لأفلاطون. عرف من خلال مخطوطاته التي جمعت بين الفلسفة والشعر والفن.

    كانت كتاباته على شكل حوارات ورسائل وإبيغرامات(ابيغرام:قصيدة قصيرة محكمة منتهيه

    بحكمه وسخريه يعرف أرسطو الفلسفة بمصطلحات الجواهر ، فيعرفها قائلا أنها علم

    الجوهر الكلي لكل ما هو واقعي . في حين يحدد أفلاطون الفلسفة بأنها عالم الأفكار قاصدا

    بالفكرة الأساس اللاشرطي للظاهرة . بالرغم من هذا الإختلاف فإن كلا من المعلم و

    التلميذ يدرسان مواضيع الفلسفة من حيث علاقتها بالكلي ، فأرسطو يجد الكلي في الأشياء

    الواقعية الموجودة في حين يجد أفلاطون الكلي مستقلا بعيدا عن الأشياء المادية ، و

    علاقة الكلي بالظواهر و الأشياء المادية هي علاقة المثال ( المثل ) و التطبيق . الطريقة

    الفلسفية عند أرسطو كانت تعني الصعود من دراسة الظواهر الطبيعية وصولا إلى تحديد

    الكلي و تعريفه ، أما عند أفلاطون فكانت تبدأ من الأفكار و المثل لتنزل بعد ذلك إلى

    تمثلات الأفكار و تطبيقاتها على أرض الواقع.

    أفلاطون هو أرسطوقليس، الملقَّب بأفلاطون بسبب ضخامة جسمه، وأشهر فلاسفة

    اليونان على الإطلاق. ولد في أثينا في عائلة أرسطوقراطية. أطلق عليه بعض شارحيه

    لقب "أفلاطون ". يقال إنه في بداياته تتلمذ على السفسطائيين وعلى كراتيلِس ، تلميذ

    هراقليطس ، قبل أن يرتبط بمعلِّمه سقراط في العشرين من عمره. وقد تأثر أفلاطون كثيرًا

    فيما بعد بالحُكم الجائر الذي صدر بحقِّ سقراط وأدى إلى موته؛ الأمر الذي جعله يعي أن

    الدول محكومة بشكل سيئ، وأنه من أجل استتباب النظام والعدالة ينبغي أن تصبح الفلسفة

    أساسًا للسياسة ، سافر إلى جنوب إيطاليا ، التي كانت تُعتبَر آنذاك جزءًا من بلاد اليونان

    القديمة. وهناك التقى بـالفيثاغوريين. ثم انتقل من هناك إلى صقلية حيث قابل

    ديونيسوس ، ملك سيراكوسا المستبد، على أمل أن يجعل من هذه المدينة دولة تحكمها

    الفلسفة. لكنها كانت تجربة فاشلة، سرعان ما دفعته إلى العودة إلى أثينا ، حيث أسَّس، في

    حدائق أكاديموس ، مدرسته التي باتت تُعرَف بـأكاديمية أفلاطون. لكن هذا لم يمنعه من

    معاودة الكرة مرات أخرى لتأسيس مدينته في سيراكوسا في ظلِّ حكم مليكها الجديد

    ديونيسوس الشاب، ففشل أيضًا في محاولاته؛ الأمر الذي أقنعه بالاستقرار نهائيًّا في أثينا

    حيث أنهى حياته محاطًا بتلاميذه.









    فلسفته

    أوجد أفلاطون ما عُرِفَ من بعدُ بطريقة الحوار، التي كانت عبارة عن دراما فلسفية

    حقيقية، عبَّر من خلالها عن أفكاره عن طريق شخصية سقراط ، الذي تمثَّله إلى حدِّ بات

    من الصعب جدًّا، من بعدُ، التمييز بين عقيدة التلميذ وعقيدة أستاذه الذي لم يخلِّف لنا أيَّ

    شيء مكتوب. هذا وقد ترك أفلاطون كتابةً ثمانية وعشرين حوارًا، تتألق فيها، بدءًا من

    الحوارات الأولى، أو "السقراطية"، وصولاً إلى الأخيرة، حيث شاخ ونضج، صورة

    سقراط التي تتخذ طابعًا مثاليًّا؛ كما تتضح من خلالها نظريته في المُثُل، ويتم فيها التطرق

    لمسائل عيانية هامة.

    تميِّز الميتافيزياء الأفلاطونية بين عالمين: العالم الأول، أو العالم المحسوس، هو عالم

    التعددية، عالم الصيرورة والفساد. ويقع هذا العالم بين الوجود واللاوجود، ويُعتبَر منبعًا

    للأوهام (معنى استعارة الكهف) لأن حقيقته مستفادة من غيره، من حيث كونه لا يجد مبدأ

    وجوده إلا في العالم الحقيقي للـمُثُل المعقولة، التي هي نماذج مثالية تتمثل فيها الأشياء

    المحسوسة بصورة مشوَّهة. ذلك لأن الأشياء لا توجد إلاَّ عبر المحاكاة والمشاركة، ولأن

    كينونتها هي نتيجة ومحصلِّة لعملية يؤديها الفيض ، كـصانع إلهي، أعطى شكلاً للمادة

    التي هي، في حدِّ ذاتها، أزلية وغير مخلوقة (تيميوس).

    هذا ويتألف عالم المحسوسات من أفكار ميتافيزيائية (كالدائرة، والمثلث) ومن أفكار "غير

    افتراضية" (كالحذر، والعدالة، والجمال، إلخ)، تلك التي تشكِّل فيما بينها نظامًا متناغمًا،

    لأنه معماري البنيان ومتسلسل بسبب وعن طريق مبدأ المثال السامي الموحَّد الذي هو

    "منبع الكائن وجوهر المُثُل الأخرى"، أي مثال الخير.

    لكن كيف يمكننا الاستغراق في عالم المُثُل والتوصل إلى المعرفة؟ في كتابه فيدروس،

    يشرح أفلاطون عملية سقوط النفس البشرية التي هَوَتْ إلى عالم المحسوسات – بعد أن

    عاشت في العالم العلوي - من خلال اتحادها مع الجسم. لكن هذه النفس، وعن طريق

    تلمُّسها لذلك المحسوس، تصبح قادرة على دخول أعماق ذاتها لتكتشف، كالذاكرة

    المنسية، الماهية الجلية التي سبق أن تأمَّلتها في حياتها الماضية: وهذه هي نظرية التذكُّر،

    التي يعبِّر عنها بشكل رئيسي في كتابه مينون ، من خلال استجواب العبد الشاب

    وملاحظات سقراط الذي "توصل" لأن يجد في نفس ذلك العبد مبدأً هندسيًّا لم يتعلَّمه هذا

    الأخير في حياته.

    إن فنَّ الحوار والجدل، أو لنقل الديالكتيكا ، هو ما يسمح للنفس بأن تترفَّع عن عالم

    الأشياء المتعددة والمتحولة إلى العالم العياني للأفكار. لأنه عن طريق هذه الديالكتيكا

    المتصاعدة نحو الأصول، يتعرَّف الفكر إلى العلم انطلاقًا من الرأي الذي هو المعرفة

    العامية المتشكِّلة من الخيالات والاعتقادات وخلط الصحيح بالخطأ. هنا تصبح الرياضيات ،

    ذلك العلم الفيثاغوري المتعلق بالأعداد والأشكال، مجرد دراسة تمهيدية. لأنه عندما نتعلَّم

    هذه الرياضيات "من أجل المعرفة، وليس من أجل العمليات التجارية" يصبح بوسعنا عن

    طريقها "تفتيح النفس [...] للتأمل وللحقيقة". لأن الدرجة العليا من المعرفة، التي تأتي

    نتيجة التصعيد الديالكتيكي، هي تلك المعرفة الكشفية التي نتعرَّف عن طريقها إلى الأشياء

    الجلية.

    لذلك فإنه يجب على الإنسان - الذي ينتمي إلى عالمين – أن يتحرر من الجسم (المادة)

    ليعيش وفق متطلبات الروح ذات الطبيعة الخالدة، كما توحي بذلك نظرية التذكُّر وتحاول

    البرهنة عليه حجج فيدون. من أجل هذا يجب على الإنسان أن يعيش على أفضل وجه

    ممكن. فمعرفة الخير هي التي تمنعه من ارتكاب الشر. ولأنه "ليس أحد شريرًا بإرادته"

    فإن الفضيلة، التي تقود إلى السعادة الحقيقية، تتحقق، بشكل أساسي، عن طريق العدالة،

    التي هي التناغم النفسي الناجم عن خضوع الحساسية للقلب الخاضع لحكمة العقل.

    وبالتالي، فإن هدف الدولة يصبح، على الصعيد العام، حكم المدينة المبنية بحيث يتَّجه

    جميع مواطنيها نحو الفضيلة.

    هذا وقد ألهمت مشاعية أفلاطون العديد من النظريات الاجتماعية والفلسفية، بدءًا من

    يوطوبيات توماس مور وكامبانيلا، وصولاً إلى تلك النظريات الاشتراكية الحديثة الخاضعة

    لتأثيره، إلى هذا الحدِّ أو ذاك. وبشكل عام فإن فكر أفلاطون قد أثَّر في العمق على مجمل

    الفكر الغربي، سواء في مجال علم اللاهوت (اليهودي والمسلم والمسيحي) أو في مجال

    الفلسفة العلمانية التي يشكِّل هذا الفكر نموذجها الأول.





    مؤلفـاته


    المأدبة أو "في الحب": يبيِّن هذا الحوار ، الذي جرى تأليفه في العام 384 ق م، كيف أن

    ولوج الحقيقة يمكن أن يتم بطرق أخرى غير العقل، وليس فقط عن طريقه: لأن هناك

    أيضًا وظيفة للـقلب، تسمح بالانتقال من مفهوم الجمال الحسِّي إلى مفهوم الجمال الكامل

    للمثال الجلي.

    والقصة هي قصة الشاعر أغاثون الذي أقام في منزله مأدبة للاحتفال بنجاح أول عمل

    مسرحي له. وفي هذه المأدبة طُلِبَ من كلِّ المدعوين، ومن بينهم سقراط ، أن يلقوا كلمة

    تمجِّد إله الحب – وخاصة أريستوفانيس الذي طوَّر أسطورة الخنثى البدئية. ويقوم سقراط

    ، انطلاقًا من تقريظ الجمال، بمحاولة لتحديد طبيعة الحب، متجنبًا الوقوع في شرك الجدال

    ، متمسِّكًا فقط بالحقيقة. فيستعيد كلمات ديوتيما، كاهنة مانتيني، للتأكيد على أن الحب هو

    عبارة عن "شيطان" وسيط بين البشر وبين الآلهة؛ لأنه في آنٍ معًا كابن للفقر (أو

    الحاجة) – بسبب كونه رغبة لما ينقصه – وابن للثروة – بسبب كونه "شجاعًا، مصممًا،

    مضطرمًا، و... واسع الحيلة" – فإنه (أبا الحب) يحاول دائمًا امتلاك الخير والهناءة

    بمختلف الطرق، بدءًا من الفعل الجنسي الجسدي وصولاً إلى النشاط الروحي الأسمى.

    فـالديالكتيكا المترقِّية ترفعنا من حبِّ الجسد إلى حبِّ النفوس الجميلة، لتصل بنا أخيرًا إلى

    حبِّ العلم. لأنه، وبسبب كونه رغبةً في الخلود وتطلعًا إلى الجمال في ذاته، يقودنا الحبُّ

    الأرضي إلى الحبِّ السماوي. وهذا هو معنى ما سمِّيَ فيما بعد بـالحب الأفلاطوني، الذي

    هو الحب الحقيقي، كما يوصلنا إليه منطق المأدبة. إن أهمية هذا الحوار – الذي هو أحد

    أجمل الحوارات – لم تتدنَّ خلال تاريخ الفلسفة كلِّه: حيث نجد صداه، مثلاً، في العقيدة

    المسيحية للقديس أوغسطينوس ، الذي كان يعتقد بأن "كلَّ فعل محبة هو، في النهاية،

    حب للإله".

    فيدون أو "في الروح": يدور هذا الحوار في الحجرة التي كان سقراط ينتظر الموت فيها.

    لأن الحضور، وانطلاقًا مما كان يدَّعيه بأن الفيلسوف الحقيقي لا يخشى الموت، يدعو

    المعلِّم لكي يبرهن على خلود النفس. وهنا، يجري بسط أربع حجج أساسية:



    الحجة الأولى، التي تستند إلى وجود المفارقات، تقول إنه، انطلاقًا من الصيرورة

    المستمرة للأشياء، ليس في وسعنا فهم شيء ما (النوم مثلاً) دون الاستناد إلى نقيضه

    (اليقظة ليس حصرًا). ولأن الموت يبيِّن الانتقال من الحياة الدنيا إلى الآخرة، فإنه من

    المنطقي الاعتقاد بأن "الولادة من جديد" تعني الانتقال منه إلى الحياة. وبالتالي، إذا كانت

    النفس تولد من جديد، فإن هذا يعني أن التقمص حقيقة واقعة.

    أما الحجة الثانية، فهي تستند إلى تلك الأفكار التي ندعوها بـالذكريات. لأن ما نواجهه في

    العالم الحسِّي إنما هو أشياء جميلة، لكنها ليست هي الجمال. لذلك ترانا نحاول تلمس هذا

    الأخير من خلال تلك الأشياء، التي، باستحضارها، تعيدنا حتمًا إلى لحظات من الحياة فوق

    الأرضية كانت روحنا فيها على تماس مباشر مع الطهارة.

    وتقول الحجة الثالثة إنه يمكن شَمْلُ كلِّ ما في الوجود ضمن مقولتين اثنتين: المقولة

    الأولى تضم كلَّ ما هو مركَّب (وبالتالي ممكن التفكك) أي المادة؛ والمقولة الأخرى التي

    تشمل ما هو بسيط (أي لا يمكن تفكيكه)، كجزء مما هو مدرَك، أي الروح.



    وعندما يلاحظ كيبيوس بأن سقراط ، الذي برهن على إمكانية انتقال الروح من جسم إلى

    آخر، لم يبرهن على خلود هذه الأخيرة في حدِّ ذاتها، يجيبه سقراط من خلال عرض

    مسهب، يتطرق فيه إلى نظرية المُثُل، حيث يبيِّن في نهايته أن الروح لا تتوافق مع الموت

    لأنها من تلك العناصر التي ليس بوسعها تغيير طبيعتها.



    وينتهي الحوار بعرض طويل لمفهومي العالم العلوي والمصير الذي يمكن أن تواجهه

    النفس: حيث ترتفع النفوس الأكمل نحو عالم علوي، بينما ترسب النفوس المذنبة في

    الأعماق السفلى. وتكون كلمات سقراط الأخيرة هي التي مفادها بأنه مدين في علمه

    لأسكليبيوس (إله الطب والشفاء) – من أجل تذكيرنا رمزيًّا بأنه يجب علينا شكر الإله

    الذي حرَّره من مرض الموت.

    الجمهورية أو "في العدالة": يشكل هذا الحوار، المجموع في عشر كتيبات تمت خلال عدة

    سنوات (ما بين أعوام 389 و369 ق م)، العمل الرئيسي لأفلاطون المتعلِّق بـالفلسفة

    السياسية.

    يبدأ سقراط بمحاولة تعريف العدالة استنادًا إلى ما قاله عنها سيمونيدِس، أي "قول

    الحقيقة وإعطاء كلِّ شخص حقه". هذا التعريف مشكوك في ملاءمته، لأنه يجعلنا نلحق

    الضرر بأعدائنا، مما يعني جعلهم، بالتالي، أسوأ وأظلم. كذلك أيضًا يستبعد تعريف

    السفسطائي ثراسيماخوس الذي قال بأن "العدل" هو ما ينفع الأقوى.



    ونصل مع أفلاطون إلى التمعُّن في مفهوم الدولة العادلة – تلك التي تعني "الإنسان

    مكبَّرًا" – القائمة على مشاعية الأملاك والنساء، اللواتي لا يكون التزاوج معهن انطلاقًا

    من الرغبات الشخصية، إنما استنادًا لاعتبارات النسل – تلك المشاعية الخاضعة لمفهوم

    التقشف الصحي، أي المعادي للبذخ؛ تلك الدولة القائمة على التناغم والمستندة إلى فصل

    صارم بين طبقاتها الأساسية الثلاث التي هي: طبقة الفلاسفة أو القادة، وطبقة الجنود،

    وطبقة الصنَّاع – والتي هي على صورة التوازن القائم بين المكونات الثلاث للنفس

    الفردية. ونلاحظ هنا، من خلال العرض، أن الطبقة الدنيا (أو طبقة الصنَّاع) لا تخضع

    لمتطلَّبات الملكية الجماعية لأنها لن تفهمها انطلاقًا من مستوى إدراكها.


    ويفترض سقراط أنه على رأس هذه الدولة يجب وضع أفضل البشر. من هنا تأتي ضرورة

    تأهيلهم الطويل للوصول إلى الفهم الفلسفي للخير الذي يعكس نور الحقيقة وينير النفس،

    كما تنير الشمس أشياء عالمنا (استعارة الكهف).

    ذلك لأن الظلم يشوِّه، بشكل أو بآخر، كافة الأشكال الأخرى من الدول، التي يعدِّدها

    أفلاطون كما يلي: الدولة التيموقراطية (التي يسود فيها الظلم والعنف)، الدولة

    الأوليغارخية (حيث الطمع الدائم واشتهاء الثروات المادية)، الدولة الديموقراطية (حيث

    تنفلت الغرائز وتسود ديكتاتورية العوام)، وأخيرًا، دولة الاستبداد، حيث يكون الطاغية

    بنفسه عبدًا لغرائزه، وبالتالي غير عادل.

    وأخيرًا فإن هذا المفهوم نسبي لأن العدالة لن تتحقق بالكامل، كما تصف ذلك أسطورة إرْ،

    إلا في حياة مستقبلية أخرى: حيث النفوس، وقد حازت على ما تستحقه من ثواب أو

    عقاب، تعود لتتجسد من جديد، ناسية ذكرى حياتها الماضية.





    أفلاطون في مدرسة أثينا نشاهد خلالها إيمائات أفلاطون إلى السماء تمثيلا لنظرية الأشكال

    التي كان يؤمن بها اللوحة للفنان ليوناردو دا فينشي.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •