167744 bing vs google original
هل سيقلب "بينج" الطاولة على جوجل ؟هل يهدد محرك البحث "بينج" عرش "جوجل" ويوقف هيمنته على عمليات البحث على شبكة الإنترنت؟.. سؤال طرحته مجلة "التايم" البريطانية في إطار الانطلاقة القوية لمحرك "بينج" منذ تدشينه قبل بضعة أسابيع؛ حيث حاز على رضا الخبراء، من خلال نتائجه الأكثر دقة لعمليات البحث، وصفحته الأكثر جاذبية؛ ما يؤهله ليصبح منافسا قويا لـ"جوجل"، المتربع حاليا على عرش محركات البحث.

وما يرفع سقف تلك التوقعات الصفقة التي أبرمتها كلا من "مايكروسوفت" صاحبة محرك "بينج"، وشركة "ياهوو" الغريم التقليدي لـ"جوجل" منذ ثلاثة أيام، والتي من شأنها أن تضيق الخناق على "جوجل" وتوقف سيطرته على سوق محركات البحث في العالم.
وأبرزت المجلة في عددها الصادر الجمعة 31-7-2009 إشادة خبراء إنترنت ونقاد بإمكانيات "بينج"؛ حيث قالوا إنه يتمتع بتصميم جيد، ونتائج بحث مميزة، واعتبروه منافسا محتملا لـ"جوجل".
"تجربة البحث على بينج أفضل من جوجل".. هكذا قال كريج ستولتز، خبير في مجال الإنترنت، مضيفا أن "البحث في "بينج" أقل في الوقت وأدق وأكثر قيمة، في حين يعود عليك البحث في "جوجل" بملايين النتائج، لكن الكثير منها غير مجد إطلاقا".
مميزات بينج
"التايم" استطردت في عرض مميزات "بينج" في مقابل "جوجل"؛ حيث أوضحت أن الصفحة الرئيسية لـ"بينج" تتميز بوجود صورة مختلفة وعالية الدقة كل يوم، وبها بعض الروابط للبحث فيما يخص الصورة، وهي فكرة قد تبدو جميلة، كما أن "بينج" يستند إلى أربع فئات رئيسية من البحث، وهي التسوق، ونتائج البحث المحلية، والسفر، والصحة، وهو ما يميزه عن "جوجل".
واعتبرت أن نتائج البحث في "بينج" تبدو مختلفة بعض الشيء عن "جوجل"، ومتقاربة نوعا ما مع يريده المستخدم، كما أن الشريط الجانبي في المحرك يُعينك قليلا على البحث؛ لأنه يتيح لك إمكانية الإطلاع على معلومات عن الصفحة ومكوناتها قبل زيارتها من خلال التأشير على النقطة البرتقالية الموجودة بجانب كل نتيجة.
ومن خلال البحث المتقدم في "بينج" تستطيع أن تحدد اللغة أو المنطقة أو الموقع الذي تريد البحث به، كما يمكنك إعادة البحث من خلال القائمة الجانبية التي تحتوي على آخر عمليات البحث التي قمت بها مؤخرا.
وبالنسبة لمحرك بحث الصور في "بينج" فهو مميز جدا، وذلك لكون جميع الصور تعرض في صفحة واحدة بشكل جميل، كما يُمكنك بسهولة تحديد حجم الصورة من خلال القائمة الجانبية، وكذلك قوام وألوان ونوع الصورة، وكذلك الجزء الذي تريد عرضه بالنسبة للأشخاص (رأس، الرأس والكتفان، بقية الجسم".
في الوقت ذاته تبقى نتائج البحث معروضة في الشريط الجانبي لـ"بينج" عند زيارة موقع أحد الصور، وبالتالي لا تضطر للعودة إلى نتائج البحث مجددا عندما تريد زيارة نتيجة أخرى، وهذه الإمكانيات لا تتوفر بالطبع في محرك البحث "جوجل".
أما محرك بحث الفيديو في "بينج" فيتميز بإمكانية تحديد مدة الفيديو وجودته، وكذا إمكانية تحديد مصدر الفيديو، وعند قيامك بزيارة أحد المقاطع فإنه يعرض لك المقطع في أعلى نتائج البحث ولا ينقلك للصفحة التي تحتوي المقطع؛ مما يمكنك من زيارة نتيجة أخرى من نتائج البحث.

صفقة مربحة
الصفقة المربحة التي أبرمت بين "مايكروسوفت" و"ياهوو" طال انتظارها، واستغرق التفاوض بشأنها سنوات، وسيتبادل الطرفان بموجبها خدماتهما. فبينما ستحصل "مايكروسوفت" على ترخيص باستخدام تكنولوجيات البحث عبر الإنترنت التي تمتلكها "ياهوو"، ستقوم الأخيرة بتولي إدارة بعض مبيعات الإعلانات لـ"مايكروسوفت" مقابل حصولها في البداية على 88 % من عائدات الإعلانات المنشورة بجوار نتائج البحث. ليس هذا فحسب، بل إن "مايكروسوفت" ستزود المواقع الإلكترونية التي تتمتع بشعبية كبيرة والتابعة لشركة "ياهوو" بتكنولوجيا البحث الأساسية، وهو ما سيعطي محرك "بينج" الجديد، الذي تعقد عليه "مايكروسوفت" آمالها، دفعة كبيرة لوقف هيمنة "جوجل" على هذه السوق.
ويرى خبراء أن الاتفاق سيمنح "ميكروسوفت" سلاحا جديدا في ترسانتها على شبكة الإنترنت في الوقت الذي تستعد فيه الشركة لمعركة التفوق على "جوجل".
في المقابل سيحقق الاتفاق انتعاشة مالية لشركة "ياهوو" التي تعاني من اضطرابات مالية منذ العام الماضي، وفوتت فرصة ذهبية لدمجها في "ميكروسوفت" مقابل 47.5 مليار دولار.
حقبة جديدة
"كارول بارتز" الرئيسة التنفيذية لشركة "ياهوو" علقت على الصفقة في تصريحات لـصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نشرتها مؤخرا قائلة: "إن هذا الاتفاق يمثل أهمية كبيرة لـ"ياهوو" ومستخدميها والصناعة، وإنني على ثقة بأنه يضع الأسس لحقبة جديدة للإنترنت من الابتكار والتطوير".
الجدير بالذكر أن "جوجل" تتحكم في نحو 65 % من سوق البحث عبر الإنترنت في الولايات المتحدة، فيما تأتي "ياهوو" في المرتبة الثانية بنسبة 19.6 % و"مايكروسوفت" في المركز الثالث بنسبة 8.4 %.
فهل برأيك ستقلب "مايكروسوفت" الطاولة على "جوجل" بمحرك "بينج"، أم سيظل محرك "جوجل" عملاق البحث على الإنترنت؟!