بسم الله الرحمن الرحيم
كل عام وانتم بخير
لقد حل علينا شهر رمضان
شهر الصوم
مفهوم الصوم:
هو الامتناع عن تناول الطّعام والشراب وسائر الأطعمة من طلوع الفجر حتّى غروب الشمس مع النيّة، وهو الرّكن الرابع من أركان الإسلام، ومن الأعمال الّتي أمرنا الله تعالى ورسوله محمّد صلّى الله عليه وسلّم بالقيام بها، وهو فرض على كلّ مسلمٍ ومسلمة، ولكن حُرّم على المسلمين صوم يوم عيدي الفطر والأضحى؛ حيث قال تعالى: " فكلي واشربي وقرّي عيناً فإمّا ترين من البشر أحداً فقولي إنّي نذرت للرّحمن صوماً فلن أكلّم اليوم إنسيّاً "، وتبيّن هذه الآية الكريمة أنّه يجب على الصائم أن ينوي قبل صيامه؛ لأنّه لا يصحّ الصيام إلّا بالنيّة مع عدم تناول أيّ مفطرٍ بعد الفجر.
وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً"، ونستنتج من قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّ الصوم واجبٌ على كلّ مسلم ومسلمة ولا يصحّ الإسلام إلّا به. أقسام الصوم الصوم المفروض مثل: صيام شهر رمضان، وقضاؤه، والصيام المنذور، وصيام الكفّارات . الصّيام حسب سنّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم مثل: صيام ستّة أيّام من شهر شوّال، وصيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر.
الصيام المكروه: مثل صيام يوم عرفة للحجّاج .
الصيام المحرّم الّذي يؤثم فاعله مثل: صيام أيّام التشريق، وصيام يومي عيد الأضحى والفطر
فضل الصيام
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٨٣ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١٨٤ شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ١٨٥) [البقرة:185:183].
للصيام فضل عظيم وثواب جزيل مضاعف، فقد أضاف الله الصيام إليه تشريفًا وتعظيمًا، ففي الحديث القدسي عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص): «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائةِ ضِعْفٍ. قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصيام، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَـخُلُوفُ[ الخلوف: تغير رائحة الفم]فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ». (متفق عليه)
فوائد الصوم
التخلّص من الخلايا الضعيفة والمريضة؛ لأنّ الإنسان عندما يجوع يتغذّى على هذه الخلايا.
التخلّص من الوزن الزّائد والبدانة.
التّخفيف من التدخين، وبالتّالي التخفيف من الأضرار الصحيّة النّاجمة عن التدخين؛
فالصيام مفيدٌ للأشخاص المدمنين على المخدّرات.
التخلّص من العديد من الأمراض؛ كالسّرطان، والحصى الكلويّة، وأمراض الجهاز التنفّسي، والضّغط، والسكّري، وأمراض الكبد، والأمراض القلبيّة
من فضائل رمضان
1- صيام وقيام رمضان يغفر ما تقدم من الذنوب، قال (ص): «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(متفق عليه).
وقال (ص): «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (متفق عليه).
2- من قام ليلة القدر غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه، قال (ص): «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (متفق عليه).
3- شهر رمضان تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتصفد فيه الشياطين، وتقبل النفس على فعل الخير، قال (ص): «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ» (متفق عليه)، فعلى المسلم المبادرة إلى التوبة، والبعد عن مقارفة المنكرات، والإِقبال على الله تعالى.
5- شهر رمضان شهر القرآن، فينبغي الإكثار من تلاوته فيه قال جل وعلا: ( شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ ) [البقرة:185].
6- شهر رمضان شهر الجود والإنفاق والصدقة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما - قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، إِنَّ جِبْرِيلَ - عليه السلام - كَانَ يَلْقَاهُ في كُلِّ سَنَةٍ في رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ (ص) الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَة»(متفق عليه).
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
المفضلات