في غزة..
يموت الكلام على شفة الدم
يختنق الحرف بالصمت
كأسا من العار
يبلعها علقما عربيا أصيلا من الجبن
.. طعم الحصار
بنكهة قنبلة حرّقت صرخاتٍ تناشد تحت الركامِ
حماة العربْ
هل لنا من غضب!
هل لنا ثورة نستعيد بها مجد قوم نَضَب!
يموت الكلام وبين يدينا قماشٌ تخضب بالدم نفرشه كي تنام عيون الصغار التي لم تنم منذ غاب صلاح، وغاب عمر
سنحتاج ألفا وألفا وألف شهيد نمررهم في الوريد إلى القدس حتى نعيد لزيتوننا ظله
ونعيد البلاد إلى حضنها
ونعيد إلى طيرنا لحنه
سماؤك حمراء يا غزة الحب والحلم والحرب
حمراء مثل خدود الصبية حين تزف إلى خيلها العربي الأصيل
وحمراء مثل دموع الشتاء على شفة الشمس حين تسيل
على بحر غزة
بألوان أغصان زيتوننا المتكسر تحت الركام
ورائحة الموت والاحتلال وقنبلة لم تزل نائمة..
ستحبو إليك السنابل
توقظ أطفالنا من سبات السنين
تزلزل تحت العدو المنازل
يموت الكلام
يموت التخاذل والجبن فينا
ويولد جيش بواسل
أخيرا..
لأن الملوك إذا ما استبيحت
فما من كلام..وما من سلام
وليس هناك سوى ساحة الحرب فيها نقاتل.