يا أهْلَ غَزَّة



يا أهلَ (غزة) إنني بشجوني
أحيا بقلبٍ دامعٍ محزونِ
أشكو لربي عجز أمتنا ثوت
في كهف نوم مطبق بسكونِ
ماذا فعلنا للجياع بـ(غزة)
عصبوا الحجارة كلهم ببطونِ ؟!
ولهم عتابٌ للجميع بصمتهم
قالوا كلاما من فصيح عيونِ
فالكل مشغول بلهو غارقٍ
فيما يسمى عندنا بـ(فنونِ)
فن التلاهي عن حقائق أصبحت
في ملتقى الأفكار بالتخمينِ
فن التتبع للخلاعة أينما
كانت بغي الإثم والتهجينِ
فن المراقص بين شاشات حوت
حيتان غي الفسق والتزيينِ
فن المساوئ بالفظاعة أطبقت
أنياب نهم في شحوم بَدِينِ
فن التلاعب بالفضيلة كلما
لاحت بحد من حدود الدِّينِ
فجهالة الجهلاء فينا استهدفت
جيلا تهادي في الهوى بفتونِ
فمتى نفيق من السبات لعلنا
في (القدس) نلقى ساعةَ التَّمكينِ
ومتى نصلِّي في صلاة جماعة
بالمسجد الأقصى بصدق يقينِ
ومتى نلاقي في (فلسطين) العلا
نحيا بها في عزة ومعينِ
ومتى نعود لمجدنا بجدارة
نأبى حياة البائس المغبونِ
هل باليهود عزيمة كعزائمٍ
فينا تموج بنصرها المضمونِ ؟!
فالله وعد المؤمنين كرامةً
ورعايةً في رفعة لشؤونِ
هيا لننصر ربنا كي ما نرى
نصرا مبينا عاجلا لمتينِ
هيا فسنة (أحمد) خير الورى
فيها البشائرُ من حديث أمينِ
هيا لنتلو بالكتاب تلاوةً
جاءت لنا بـ(التين والزيتونِ)
و(النصرِ) و(الفتحِ) المبين و(توبةٍ)
و(العادياتِ) بحكمةٍ لِمُعِينِ
سيؤول كيد المعتدين لخيبة
عظمى بأنفٍ مرغم بالطينِ
ستدوم (غزة) بالنهوض أبية
تحيا بفخرٍ في أعزٍّ حصونِ
لن تبق (إسرائيل) في أرض لنا
مهما تتابع من عقود سنينِ
ستزول والله العظيم وتنتهي
في قاع هونٍ مطبق بمنونِ
فضلا جميع المسلمين تآلفوا
بفؤاد صدق بالخطوب حنونِ
فضلا بوعيٍّ المؤمنين تسلحوا
بسلاح رمي باهر التكوينِ
آن الآوان لكي نكون بعزةٍ
لا أن نكون بهيئة المسكينِ
فالناسُ تأسى للدماء تدفقت
ترنو (صلاح الدين) في (حطينِ)
فمتى نَقُضُّ حوائطا لسجونِ ؟!
ومتى نعود لـ(قدسنا) المسجونِ ؟!