نفضتُ بكَ همي يا قلمي

[hasan-982]

نفضتُ بكَ همي يا وجعي

وغصتُ معكَ يا قلمي

كفاكَ وجعا يا مداداً

فأنا أنظر فيكَ أملي

أرى روحي فيكَ تمضي

و فيكَ دمي يجري

في غربتي أنتَ موطني

أناشدك يا قلمي ... يا سكني

أسري بقلبي و ولهي

ففيك سعادة من عبسي

[hasan-982]

هدوءٌ ... يصحبه عنفوانْ

تركتُ اسمي ...عانقتُ رسمي و المكانْ

لن أقبلَ الخوفَ يسكنُ قلبي

ولا الخيبةَ تستوطنُ روحي

تأبَى أناملي الثورةَ و تستسلمُ للكتمانْ

تعزفُ على وتري سنفونيةً بلا ألحانْ

يا وجعاً يمتدُ على مرِ الزمانْ

و يسكنُ قلماً عانقَ الأحزانْ

[hasan-982]

هل هذا وطني ...

أم جمرةً من لهبٍ تتخبط

لا تجف ولا تبرد ..

أي نبعٍ صافٍ يَسري من هنا

أي غائبٍ عرديدٍ يبحثُ في التوهان

حقيقةٌ مرة ... أصابتني الحيرة

يا راحلين في السدى

أي غدٍ أعمى ...

أي حزنٍ عاثرٍ بزمنٍ ذبيح

أي لوعةٍ تعودُ لتسكنَ الصدى
.
.
.

[hasan-982]

هل هناكَ سؤال ....

نفذتْ من جعبتي كلُ الآمال

فضلتُ العزلةَ منذُ أعوام

لا شيءَ يعجبني بهذا العالم

أسوارٌ وهمية و مدنٌ من ورق

أرحلُ مع صمتي ...

في همهماتِ زمنٍ ملتبسٌ بالمجهول

بينَ بقايا اجسادٍ و شظايا قلوب

أسمعُ صوتَ نارٍ تعانقُ زخاتِ المطر

لتحيا ... و لكن بركامٍ أسود

[hasan-982]

أنجبتنا البداية

جذورُ نبضِ قلوبٍ وحيدة

قصائدُ شعرٍ و حكايةٌ جديدة

عزفُ شمسٍ و مطرٍ و هواء

جنوبٌ يقاسمُ نهرَ الشمال

أيادي عطشى لماءِ الحياة

أنجبتنا البداية ...

و تركتنا في مفترقِ الخلود

عصورُ سيوفٍ و كلمةُ حجرْ

عصورُ خرافةٍ قادمةٍ من خيبةٍ

نقفُ على المنابرْ ننتظرُ فتحَ المعابرْ

عصورُ غباءْ أسلمتنا عصرَ الفجيعةْ

لننتظرُ نهايةَ الخديعةْ
.
.
.

[hasan-982]

يَا مَنْ تَعْبُرٍون مِنْ هُنَا ..

عَلَى مَشَارِفِ غُرُورِكُمْ وَ كِبْريائِكُمْ

لا يَهُمُنِي اسْتِنْكَارُكُمْ ...

بِقَدْر مَا يَهُمُنِي مَكَانِي

قَلَمِي لَنْ يَكُفْ عَنِ النَزِيفْ

لَنْ تَأْبَى أَنَامِلِي الخُضُوعْ

فَقَدْ عَانَقْتُ أَمْساً الشَلَلْ

حَضَرَ المَوتُ و جَاءَ الوَقْتُ

لَنْ أَتَجَرَعَ خَيْبَتِي

لا اسْتِسْلامَ لِخَوفٍ بَيْنَ جَنَبَاتِ رُوحِي

لا يَهُمُنِي ... فَقَلَمِي هُوَ عِزَتِي

مَلاذِي ... اسْتِمْرَارِي

[hasan-982]

مقاعدٌ شاغرة

ستائرٌ سوداءْ مثل فراغٍ سحيقْ

يُُفتح الستار و يبدأ المشهد

يَنهضُ الممثلُ بسؤالٍ ثقيل

من على مقعدِ صمته

مهترئاً مثل عمرٍ مضَى

يتجرعُ كأسينِ في نصٍ مُبهم

يتسائل ...

ماذا سوفَ افعل ...

المقاعدُ فارغة

والعيونُ حائرة

يُفتحُ العرض ...

يَمتدُ .. يَلتمُ .. يَرقصُ

يَهوي على الأرض ..

يَنهضُ ..يَبكِي

تَعبَ من مشهدٍ يتكررُ كحياةٍ بائسة

يَبحثُ عن جملةِ النهاية

قدْ مَلَ الإقامةَ في النص

يَنهضْ .. يَنفضُ عنهُ غبارَ الكلام

ليسَ ثمةَ من يستقبلُ جنونه

غيرُ صدىً في الكواليسِ يبتعدْ...

[hasan-982]

تصرخون في وجهي و توصدون الابواب

بسيافكم الجبانة و أنفسكم الغبية

تسيرون وراء شموخكم المنحط

وأنتم تخافون ...

تخافون من الريح

تختبؤون منها و تهربون

هبي أيتها الريح و اكشفيهم

ساترك كل شيء على حاله و أبتسم

لتكفوا عن النواح

أهيلوا التراب على موتاكم

و اعيدوا لي أشيائي

ولا تنسوا أن تسدوا الأبواب

[hasan-982]

كمْ بقيَ من الوقتْ ..

لأعانقَ الفرحْ و أرسمَ الأحلامْ

كمْ بقيَ من الوقتْ ...

لأحسَ به يدغدغُ وجداني

أراه من بعيد على مشارفِ أملِي

يحومُ حولَ قلبِي بخجلْ

يأبَى الدخولْ ...

يتسللُ باستحياء كربيعِ عُمرْ

هلْ سيعانقني يوماً بلا خجلْ ...

[hasan-982]

وشاح فلسطيني
.

.
.

في هذا اليومِ الطالعِ من غزةْ

كجرحٍ يغرسُ في روحي بكاءَ وجعٍ أبديْ

بين أخبارٍ سوداءْ و أنباءٍ مسمومةْ

أعلنتُ الإنتفاضةَ على روحي و ثورةٍ على نفسي

فتحتُ خزانتي و أخرجتُ وشاحاً فلسطينياً

أُهديّ لي في يومٍ من الأيامْ

كذكرى رائحةٍ عطرةْ تنبعثُ من هناكْ

لم أكنْ أتوقعْ يوماً أنْ أرتديه

فقد كان كنزاً ياقوتياً

خرجتُ وهو يعانقني كأكليلِ وردٍ

كانتْ العيونُ ترمقني باستغرابْ

لطالما كانَ الوشاحُ رمزاً للنظالِ عندنا

تابعتُ سيري بينَ دهشاتٍ و نظراتٍ

مشيتُ بخطاً متثاقلة أفكرْ

منغمسةً في ثورتي الباطنيةْ

كيفَ سأخرجها و كيفَ سأسكتها

أين أنا منكِ يا غزة و اين أنتِ الآن

ما كان لي إلا أن أقصدَ المستشفى

لأتبرعَ بدمي لعّلَ و بأملٍ أن يصلَ الى هناك

لينقضَ روحاً بريئةً ...