كـ عادتي كل صباح
أوقظ الحنين من غفوته عندما يغالبه النعاس
لأطرز به حلمي العاشق كما يليق بالوجد ومدائن الإشتياق
ولأثير به الشجن ... وأبعث في القلب الضياء
أستجير بحرفي الذي تتشبث به تفاصيلي الجائعه للبوح
وأنثر قبلتي الماطرة لتتلو صلواتها على شفاهي
::::
::::
وكـ عادتي كل صباح
أفتح صندوق الوارد لأقرأ رسائلها
وأحتسيها همسا شادياً مع بكور عصافير الروح
وأهيم معها في شواطئ الحنين
لـ أملأ بها روحي حتى تنضح أركاني عبقاً
وأعتصم في قلبها نبضة لاتفارقها
وأغمس أصابعي لهفة في إناء حبها
غير عابئ بحرارة الإشتياق المتأججة في هذا الإناء
::::
::::
... ولكن ...
هذا الصباح كان مختلفاً
كان عبارة عن (إسبرسو) و (علبة سجائر)
عبارة عن فكر مشلول في أحضان أنثى وقلب مفتت يتربع على حافة الصخر
ربما لأن الحلم لم يأتِ مكتملاً كالعادة
أو ربما لأنني مزجته ببعض الألم
أو ربما لأن قناديل مدينتي الحائرة لم تشتعل بعد ولم أحظ بإشراقتها حتى الآن
أو ربما لأن رسائلي التي كتبتها في السماء لم تهطل
حسناً .... يالذيذة الروح
اليك هذه ... مع باقة نيلوفر برائحة قلبي
::::
::::
ياااا أنتِ
أيتها الواقفة على العطش
أَلَمُ ((جهلكِ لأحرفي)) يخترق مسامي
وهاهو يلوح بيده
لتبدأ سياطه بالنيل من ظهر البوح
ويتلاشى أملي خلف هضاب الحنين
حتى أرصفة اللقاء باتت بليدة الإحساس
أدركيني
لم أعد أعرف كيف تلتفين حولي
من هنا .. أنتِ // ومن هناك .. أنتِ
ولم أعد أدري من يشاركني الروح
أنتِ .. أم أنتِ .. أم أنتِ
فـ أنا ... منذ عصورٍ
أتنفسكِ هطولاً من ضوء
أرتشفكِ ترياقاً من نور
ولا أرتوي
::::
::::
يااااا أنتِ .... ياااا أنتِ
أطيلي المكوث بين طيات أحرفي لتعرفي نفسكِ
فـ إحساسي بكِ ... أبجدية فريده لايدركها عقل
إحساسي بكِ ... لغة تتمتم شاهقة عندما أُرَتِّبُ مشاعري
كم أشتاق للبوح ... والكشف عن مكنوني
كم أشتاق لأن اخبركِ بالكثير ... وأفعل معكِ الكثير
ولكنني أمارس جنوني بحذر شديد
أنتقي كلماتي برشاقة كلاسيكيه
وأرسل أنفاسي لتتدلى مع كل حرف لـ (وريث ملوك) تشرق عليه عيناكِ وتنطقه شفتاكِ
فقط إسمعي ... ورددي
::::
::::
سيدة النبض
حسناً ... وماذا بعد ؟
اشعلت سيجارتي لأجلكِ
ساعتي تشير إلى العاشرة نبضا
وها أنا أتفقد أصابعي التي أشعلتها منذ البارحه
سأراوغ اللغه ... لأبتكر لكِ حرفا جديداً
سأنكأ القصيده ... لأبتز بكِ ذاكرتي
سأثرثر في كل الأركان ... لعلي أسمعكِ تغاريد بوحي
سأصنع من أوراقي نوارساً ... لتحلق في سماء عينيكِ
سأسكب النور من عيني وأهديكِ حدود المطر
... هاكِ أنا …
خذيني .. إلى حيث تنصهر الارض
بعثريني .. حيث تتشكل الريح
إجمعيني ... حيث تنمو الشقااائق
خبئيني ... عنكِ ... فيكِ
وامنحيني من أهدابكِ عمراً
إمنحيني من شفتيكِ أعياد ميلاد
فـ رائحتكِ النائمة في أنفاسي والمتشبثة بنبضاتي تذكرني بالجنة
... هاكِ أنا ...
هطلت من أعماقي لعلي أبلل أرضكِ
وقبل أن ترحلي من هنا
اليك هذه
المفضلات