[الإمام الشافعي - رحمه الله]


لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ أرحتُ نفسي من همَّ العداواتِ
إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ
وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ
النَّاسُ داءٌ وَدَواءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ وفي اعتزالهمُ قطعُ المودَّاتِ
ويقول أيضا:
أحفظ لسانكَ أيُّها الإنسانُ لا يلدغنَّكَ إنهُ ثعبانُ
كم في المقابرِ من قتيلِ لسانهِ كانت تهابُ لقاءهُ الأقرانُ
ويقول ايضا:

يا آلَ بيتِ رسولِ اللهِ حبكمُ فَرْضٌ مِنَ اللَّهِ في القُرآنِ أَنْزَلَهُ
كفاكم منْ عظيمِ الفخرِ أتَّكمُ مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْكُمْ لا صَلاة َ لَهُ

ويقول ايضا:




إِنَّ الفَقِيهَ هُوَ الفَقِيهُ بِفعْلِهِ لَيْسَ الفقِيهُ بِنُطْقِهِ وَمَقَالِهِ
وكذا الرَّءيسُ هو الرئَّيسُ بخلقهِ ليسَ الرَّئِيسَ بِقَوْمِهِ وَرِجَالِهِ
وكذا الغنيُ هو الغنيُ بحالهِ ليسَ الغنيُّ بِمُلْكِهِ وَبِمَالِهِ

ويقول ايضا:


أُحِبُّ مِنَ الإخْوانِ كُلَّ مُوَاتي
وَكلَّ غَضِيض الطَّرْفِ عَن عَثَرَاتي
يُوَافِقُنِي في كُلِّ أَمْرٍ أُرِيدُهُ
ويحفظني حياً وبعدَ مماتي
فَمِنْ لِي بِهذَا؟ لَيْتَ أَنِّي أَصَبْتُهُ لَقَاسَمْتُهُ مَالِي مِنَ الْحَسَنَاتِ
تَصَفَّحْتُ إخْوَاني فَكانَ أقلَّهُمْ على كثرة ِ الإخوان أهلُ ثقاتي

ويقول ايضا:


لا يُدْرِكُ الحِكْمة َ مَنْ عُمْرُهُ يكدحُ في مصلحة ِ الأهلِ
وَلاَ يَنالُ العِلْمَ إلاَّ فَتًى خالٍ من الأفكارِ والشغلِ
لَوْ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيم الذي سارت به الرُّكبانُ بالفضلِ
بُلِي بِفقْرٍ وَعِيالٍ لمَا فرَّقَ بَيْنَ التِّبنِ والبَقْلِ

ويقول ايضا:


أعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِ السَّفِيه فكلُّ ما قالَ فهو فيهِ
ما ضرَّ نهرَ الفراتِ يوماً أن خاضَ بَعْضُ الكِلاب فيه

ويقول ايضا:


وَدَارَيْتُ كلَّ النَّاسِ لَكِنَّ حَاسِدِي مدراتهُ عزَّت وعزَّ منالها
وَكَيْفَ يُدَارِي المرءُ حَاسِدَ نِعْمَة ٍ إذا كانَ لا يرضيه إلاَّ زوالها

ويقول ايضا:


مَا شِئْتَ كَانَ، وإنْ لم أشَأْ وَمَا شِئْتُ إن لَمْ تَشأْ لَمْ يكنْ
خَلقْتَ العِبَادَ لِمَا قَدْ عَلِمْتَ فَفِي العِلْمِ يَجري الفَتَى وَالْمُسِنْ
فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ، وَمِنْهُمْ سَعِيد وَمِنْهُمْ قَبِيحٌ، وَمِنْهُمْ حَسَنْ
عَلَى ذَا مَنَنْتَ، وَهَذا خَذلْتَ، وذاكَ أعنتَ، وذا لم تعن

ويقول ايضا:


وَلَرُبَّ نَازِلَة ٍ يَضِيقُ لَهَا الْفَتَى ذرعاً، وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلمَّا استحكمت حلقاتها فرجت، وكنتُ أظنُّهالا تفرجُ
ويقول ايضا:

إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّ تَقِيَّاً فَوِحْدَتي
ألذُ وأشهى من غويَّ أعاشرهُ
وأجلسَ وحدي للعبادة آمناً
أقرُّ لعيشي من جليسِ أحاذره
ويقول ايضا:

تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي
وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكٌ رازقي
وما يكُ من رزقي فليسَ يفوتني وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِ الغَوامِقِ
سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِ
ففي أي شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرة ً وَقَدْ قَسَمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلاَئِقِ

ويقول ايضا:
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ً فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا صديق صدوق صادق الوعد منصفا