وطن بالإيجار


كل نهارٍ ،
أجلس عند صديقي الإيطالي (روبرتو)
كل نهار .
أحمل تخطيطات الشعر ،
وآكلها بدل الإفطار ...
صار (روبرتو) يعرف وجهي
صار يقيس مساحة حزني بالأمتار ..

كل نهارٍ ،
أمشي فوق الورق اليابس ،
كل نهار .
أتحدث في لغة الأعشاب ،
وأفهم إحساس الأشجار
كل نهارٍ ،
أصنع أملاً من ألوان الطيف ،
وأصنع شعباً من أزهار ...
كل نهارٍ ،
أنوي فيه ركوب البحر ..
تقول الشرطة : لا إبحار
كل نهارٍ ،
أبني وطناً أسكن فيه
فتجرفه الأمطار ...
*

كل نهارٍ ،
ألبس ذات المعطف ،
أقطع ذات الشارع ،
أشغل ذات المقعد ،
أطلب ذات القهوة ،
أشري صحفاً من بلدان الشرق الأوسط
لا أتحمس كي أفتحها
فالأخبار هي الأخبار
في القرن الأول .. أو في القرن العاشر ..
الأخبار هي الأخبار ..

إن النملة تملك وطناً .
إن الدودة تملك وطناً .
إن الضفدع يملك وطناً .
إن الفأرة تملك وطناً .
إن الأرنب يملك وطناً .
والسحلية ، والصرصار .
وأنا ما ملكني أحدٌ وطناً
ولذا ، أسكن يا اخواني وطناً بالإيجار ..