أريدك عمري..

تعالي أعانق فيك الليالي - فلم يبق للحن غير الصدى

وآهٍ من الحزن ضيفا ً ثقيلا - تحكم في العمر.. واستعبدا

فهيا لنلقيه خلف الزمان - فقد آن للقلب أن يسعدا

إذا كنت قد عشت عمري ضلالا ً- فبين يديك ِ عرفت الهدى

*

هو الدهر يبني قصور الرمال - ويهدم بالموتِ .. ما شيدا

تعالي نشم رحيق السنين ِ- فسوف نراه رمادا غدا

هو العام يسكب دمع الوداع - تعالي نمد إليه اليدا

ولا تسألي اللحن كيف انتهى - ولا تسأليه.. لماذا ابتدا

نحلقُ كالطير بين الأماني - فلا تسألي الطير عما شدا

فمهما العصافير طارت بعيدا - سيبقى الترابُ لها سيدا

مضى العام منا تعالي نغني - فقبلكِ عمري .. ما غردا

نجيء الحياة على موعد ٍ- وتبقى المنايا لنا موعدا

*

دفاترُ عمرك هيا احرقيها - فقد ضاع عمركِ مثلي سُدى

وماذا سيفعل قلبٌ جريح - رمته عيونك .. فاستشهدا

تحب العصافير دفء الغصون - كما يعشق الزهر همس الندى

فكيف الربيع أتى في الخريف ِ- وبيت الخطايا غدا مَسجدا

غداً يأكل الصمت أحلامنا - تعالي أعانق فيك الردى

أراك ابتسامة عمر قصير ٍ- فمهما ضحكنا.. سنبكي غدا

أريدكِ عمري ولو ساعة ً- فلن ينفع العمر طول المدى

ولو أن إبليسَ يوما رآكِ - لقبل عينيكِ ثم اهتدى