عندما نحب ننسى من نكون ...
ننسى ماضينا .. حاضرنا .. مستقبلنا ..
نملأ بلون الحب كل ما حولنا ..
ننظر في ذكرياتنا كأننا لم نكن يوماً فيها ..
نكتب بألوان زاهية أيامنا .. نكتبها على كل الأوراق وفي كل الأمكنة ..
ثم ماذا ؟؟
تنتهي حكايتنا معهم ... تنتهي قبل آوانها .. تنتهي على غير ما كان مخطط لها ...
تتوقف حياتنا .. نعجز أمام هزيمتنا .. نيأس من واقعنا .. فأينما نظرنا .. لا نرى سوى طيفهم .. أينما اتجهنا .. لا نبصر سوى ذكرياتنا معهم ..
ثم ماذا ؟؟
يتملكنا الرعب من أيام تخلو منهم .. من أحلام بعيدة عنهم .. من ذكريات ليست لهم .. من حكايات فرغت من بطولتهم .. أن نضيع من غيرهم ..
ثم ماذا ؟؟
نملّ ..
نملّ انتظار عودتهم ..
العيش على أمل لقائهم ..
عد سنين العمر ورائهم ..
سهر الليل بعدهم ..
تخبير النجوم أحاديثهم ..
ترديد في الفضاء أسمائهم ..
السؤال عن مكانهم ..
البحث عن أخبارهم ..
ثم ماذا ؟؟
نملّ ..
نملّ أنفسنا .. أسمائنا .. هزل أقلامنا .. صفرة أوراقنا .. سماع صدى صرخاتنا ..
نملّ انهزاماتنا أمامهم .. فشلنا في غدرهم .. عجزنا عن هجرهم ..
ثم ماذا ؟؟
نرحل ..
الى عالم غير عالمهم ..
نغذي أقلامنا بغير قصصهم ..
نعيد تلوين أوراقنا بغير لون حبهم ..
نحيّ ذكريات كانت قبلهم ..
نبدأ حياتنا دونهم ..
نبدّل مللنا شموع أمل لا تنطفئ في غيابهم ..
نطوي صفحات أيامهم ..
نخمد سراج حزن توقد عند فراقهم ..
ثم ماذا ؟؟
في كل مساء .. عندما يلفنا سكون الليل .. يُسمع نبض .. نبض تخفية زحمة النهار وضوضائة .. قد يكون لاشئ .. ولكنه يبقى لهم .. يشتاقهم .. يناديهم .. يرعبنا المساء .. فإلى متى يرعبنا المساء ...؟؟!


مما اعجبني