بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن يدرى ويعلم رئيس اركان حرب القوات المسلحة الفريق سامى عنان ان شأنه لن يكون مثل شأن من سبقه من قادة اركان حرب القوات المسلحة والذين تولوا على منصابهم منذ ان وصل العسكريون الى سدة الحكم بمصر انه سيصبح الرجل الثانى فى الدولة بعد رئيسه كنائب للقائد العام للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة بعد قيام ثورة 25 يناير والتى اطاحت بنظام حسنى مبارك بعد تربعه على العرش لمدة ثلاثون عاما من الظلم والقهر للشعب المصرى لم يجراء فيها ان يمس احد عرشه الى جاءت الثورة
والتى تصدر مشهدها قادة المجلس الاعلى للقوات المسلحة والذين قد اقسموا بعد نزولهم الى ميادين مصر بعدم الرجوع لازاحة النظام الحاكم والذى كان يرغب رئيسه فى توريث نجله الاصغر الحكم على الرغم من من عدم ارتياح الجيش وقاداته من هذا الوضع المذرى ولكن ارادة الله فوق كل شىء فقد انضم المجلس العسكرى الى صفوف الجماهير من الشعب المصرى التى طالبت برحيل النظام فقد انحاز الجيش
الى الشعب ولم ينحاز الى النظام الحاكم وقتها وكان من اؤل المتصدرين لهذا المشهد الفريق سامى عنان رئيس اركان الجيش الذى لا يتحرك ساكنا لجندى واحدا دون اذنه فعندما اشتعلت المظاهرات التى اجتاحت البلاد بطولها وعرضها وشرقها ومغربها وخاصة بعد سقوط عدد من الشهداء بمختلف محافظات الجمهورية وبمحافظة السويس خاصة
فقد تم استدعاء الفريق سامى عنان من الولايات المتحدة الامريكية ليلة الثامن والعشرون من يناير بجمعة الغضب عندما كان يجرى مباحثات عسكرية بين البلدين تلقى مكالمة هاتفية من المشير طنطاوى بقطع زيارته والرجوع لمصر فى الحال لان المشهد قد ادخل فى ظلمة ولم تعد الرؤية واضحة للجميع بعدنا اصبح الجيش على الارض وبالفعل وصل الفريق عنان الى القاهرة بعدها بعدة ساعات ليكون بجانب قائد العام وقد تناقل الكثيرين عما جرى وحدث بعدما طلب الفريق عنان من المحلق العسكرى بالسفارة بواشطن
بضرورة حجز برحلة طيران الى القاهرة حيث حضر اليه وقتها رئيس الادارة المركزية و المندوب الموفد من قبل الرئيس الامريكى اوباما والذى قام بسؤاله بسؤال واحد فقط هل سيقوم الجيش المصرى بالتعامل بقوة مع المتظاهرين فكانت الاجابة الحاسمة والقاطعة من جانب الفريق عنان والذى قال ان الجيش المصرى دوره حماية مصر وشعبها وليس بفض التظاهرات بالقوة والعنف لا يستطيع عاقل ان ينكر الدور الذى قام
به الفريق عنان بإصدار اوامره صارمة الى جنوده وضابطه بمختلف اسلحة وقطاعات وزارة الدفاع و فى شتى بقاع مصر وارجاءها بضرورة ضبط النفس لاقصى درجة خلال التعامل مع المتظاهرين واثناء تواجدهم طيلة الاثنة عشر يوما حتى تنحى المخلوع فقد كانت الاموامر
حتى وان تم الاعتداء عليهم من قبل المتظاهرين فلابد من ضبط النفس حتى لا تقع البلاد فى مهلك بمواجهة الشهب امام قواته المسلحة
وهو ما جرى بالفعل عندما قام عدد من المتظاهرين بحرق عدد من المركبات العسكرية التابعة للقوات
المسلحة والشرطة العسكرية اثناء صعودها كوبرى السادس من اكتوبر ناحية ميدان عبدالمنعم رياض والذى يلاصق لميدان التحرير قلب الثورة المصرية مما لاشك فيه ان عنان ومن معه من قادات الجيوش والافرع الرئيسية بالقوات المسلحة قد وضعوا حسابتهم العسكرية بكفة غير الكفة التى وضعوا بهها مصلحة تلك البلد التى ينتمون اليها
فالفريق سامى عنان من مواليد محافظة الدقهلية مركز المنصورة بقرية بسيطة تسمى سلامون القماش فى شهر فبراير من عام 1948 تخرج من كلية الدفاع الجوى فى الاول من عام 1967 وشارك بحرب الاستنزاف وشارك ايضا بنصر اكتوبر العظيم ظل عنان يترقى المناصب والرتب من قائد فرقة الى حتى ان وصل الى قائد الفرقة15 دفاع جوى وقائد لواء دفاع جوى ثم وصل الى قيادة قوات الدفاع الجوى فى عام 2001 حتى ان قام بتعينه مبارك كرئيس لاركان حرب القوات المسلحة بعام 2005 فلديه باع طويل من العمل العسكرى ومن المؤهلات العسكرية
فهو حاصل زماله كليه الحرب العليا من اكاديمه ناصر العسكريه وايضا تلقى العديد من الدورات المتخصصة فى الدفاع الجوى من فرنسا ولايخفى على الكثيرين ان سامى عنان هو الرجل القوى فى المؤسسة العسكرية فهو الممسك باليد الحديدية داخل الجهاز الاقوى الان بالبلاد فلقد انهارات كافة مؤسسات الدولة عقب احتدام الثورة ولم يبقى سوى الجيش وقاداته الذين ابقوا على الحفاظ بمكاناته متماسكا فى ظل ما كانت تشهده البلاد من انهيار تام تصدرت تصريحات السيد الفريق سامى عنان الاعلام من الصحف والقنوات الفضائية فقد كان دائما محط انظار
الجميع بإعتباره الشخصية الخفية والتى لا يعلم عنها الكثير وقد تكاثرت حوله الاقاويل بانه اكثر الشخصيات التى تريد بقاء المجلس العسكرى بسدة الامور فى مصر ولكن جاءت تصريحات منافية لهذا الامر كليا حيث اكد فى اكثر من مناسبة انه المجلس العسكرى يعتزم تسليم السلطة الى رئيس منتخب وفق الجدول الزمنى المحدد ورغم ما يشاع عنه الا انه دائما ما يظل صامتا حتى ان تم تشبيه باللواء عمر سليمان نائب مبارك
السابق حيث انه الذراع الطولية فى البلاد وهو من يعلم ما يدور داخل الاروقة وقد اكد العديد من المقربين لدى قصر الرئاسة ايبان احتدام الثورة بأن عنان كان له دورا بالغاً للغاية فى الضغط على الرئيس المخلوع حتى ان تم تسجيل خطاب عمر سليمان والذى حمل بيان التنحى الشهير
وتولى المجلس الاعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوى ونيابة الفريق سامى عنان امساك زمام الامور فى البلاد فى ظل تلك المرحلة التى تعد الاهم والاصعب فى تاريخ مصر المعاصر لقى عنان قبولاً هائلاً في الشارع المصري وهناك حالة من الترقب لدى الشارع المصرى والعربى أنه سيكون الرجل العسكرى الذى يخرج من الجيش ليكون المدنى الذي يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية
المفضلات