في ذات يوم باريسي مشهود أطلت الملكة ماري أنطوانيت من شرفتها لتستطلع خبر هذه الجموع الغاضبة ,التي كانت تتظاهر أمام قصرها الشهير,مطالبين بالخبز ليسدوا به رمقهم بعد أن استبد بهم الجوع.فسألت أفراد حاشيتها عن سبب هذا الهرج والمرج, فأخبروها أن الشعب يريد الخبز فكان ردها الشهير ‘لماذا لايأكلون الكعك أو البسكويت؟‘
وتم اعدام الملكة في عام 1793 بعد أن اقتيدت بعربة مكشوفة كانت تجوب بها في شوارع العاصمة, حيث كان العامة يرمونها بالقاذورات وكل ماكان يقع تحت أيديهم.
ولم يكن يدور بخلدها أن هذه الحادثة ستكون بمثابة الشرارة الأولى للثورة الفرنسية.
يبدو أن حكامنا مولعون بتكرار المشهد نفسه ,وان اختلف الزمان والمكان.
هؤلاء الطغاة يصرون على العيش في أبراجهم العاجية, خلف الأسوار الشاهقة رافضين الاصغاء الى نبض الشارع, غير مبالين بشكوى رعيتهم,ودون حياء أو خجل يطالبونهم على الدوام بشد الحزام, بينما هم يصابون بالتخمة وعسر الهضم.
أكثر مايحيرني هو شغف هؤلاء الحكام بالبزات العسكرية والالقاب والنياشين حتى تحول الأمر الى هوس يسيطر على عقولهم المريضة.
ولشدة ولعهم بهذه البزات نراهم يرتدونها في كل مناسبة لاظهار تفوقهم. ففي عام 1969 اثر انقلاب القذافي منح نفسه رتبة عقيد بعد ان كان ملازم.
والأمر نفسه تكرر مع الرئيس اليمني الذي كان برتبة عريف واذ بقدرة قادر يتحول الى عقيد ثم مشير.
تعرف مدرسة علم النفس السلوكي الطاغية بأنه شخص يتسم بالعدوانية ولايعرف أبدا الاحساس بالذنب أو الندم, ويعاني من جنون العظمة ومستعد أن يحرق بلده كما فعل نيرون عندما أحرق روما.
المفضلات