attachmentphp?attachmentid96057&ampstc1&ampd1316377101

طبيب العيون زرع لعينيه عينين لا تريان الدماء كما نراها نحن، هو يرى انه يقوم بجراحة بسيطة ولا بأس ان أفنى نصف الشعب أو كله.
والسيد الرئيس لا يرى الشعب يهتف مطالبا بسقوطه.
السيد الرئيس هو الشعب، لولاه لضاعت فلسطين ولولا ممانعته لأصبح حجاج مكة يحصلون على تصاريح إسرائيلية، ولولا مقاومته لما احتلت إسرائيل بيروت ولا غزت أمريكا العراق.
أيعقل أن لا يرى هذا الطبيب الشاب كل هذه الآلاف المندسة التي لم تكل ولن تمل عن المناداة بسقوطه؟. من فبرك خروجهم؟ من قتل أحلامهم؟ من زيف نفوسهم؟ من سرق مالهم بالفساد والرشوة؟ من تاجر بالشعارات وادعى النضال والمقاومة والتصدي فاستمد شرعيته ثم حولها إلى مملكة يتوارثها الابن ليكمل مسرحية المقاومة واستعادة الجولان.
لم تعد الجولان وصار الرئيس يستجدي أردوغان ان يصلح علاقته مع اسرائيل لأنه وسيط السلام معها، ذلك قبل أن يصنفه مع المتآمرين عليه.
السوريون أعطوا لبشار وأبيه كل حياتهم والاثنين لم يعطيا الشعب شيئا.. كافأوا الناس بالقتل والقمع والتعذيب والسجون وهدر الكرامة وسرقة الأموال.
السوريون صبروا على الفقر والقمع والذل لأنهم صدقوا أن معركة الرئيس المقبلة ستكون مع إسرائيل فصارت حربه عليهم، اعتقدوا أن أربعين عاما ستكفي لتحرير الجولان فإذا بالدبابات التي استقطع ثمنها من حليب أطفالهم تحرر مدنهم وقراهم منهم.
هم المندسون. لا يهم عددهم بالآلاف أو الملايين. فلا نبي يدعو للمقاومة والممانعة على وجه هذه الأرض سوى بشار ومن خالفه أمرا أو كرهه يُقتل بأبشع الطرق ليكون عبرة لغيره.
كم يلزم من الذخيرة ومن الجنود ومن الموت ومن المدارس المقلوبة لمعتقلات ومن أبواق حكايات المؤامرة والمندسين حتى تضع الحرب أوزارها؟!. بشار يعرف انه ليس العراق ولا ليبيا ولا تونس ولا حتى مصر.
أنه سوريا بحدودها مع إسرائيل بالدرجة الأولى، والثانية بلبنان والعراق وتركيا. إذن ليأخذ العالم راحته بإصدار البيانات والتصاريح والقرارات.. لن يجرؤوا مجتمعين على مهاجمته. وليأخذ أيضا المعارضون وقتهم الكافي في عقد المؤتمرات والتسلي في غرف الفنادق الفاخرة.
والسوريون يخوضون معركتهم وحدهم، لم ينتظروا أحدا، والطبيب الذي يوغل سفكا في دمائهم لا يعرفهم جيدا. إنهم مستمرون حتى النهاية. هذا ما لم يدركه النظام. أنهم يفضلون الموت لأنهم يحبون الحياة. حياة الحرية.
لم يخلق الله الحرية لأقوام وأقوام.. قوم يعيشون أحرارا، عزيزين بكرامتهم يعطون وطنهم ويأخذون حقهم دون أن تهدر كرامتهم وتستباح دمائهم وأعراضهم. وقوم يقتلون على يد حاكمهم لأنهم طلبوا الحرية.
بشرعية من يحكم هذا الطبيب الأعمى؟
بشرعية البعث؟ أينه؟ وعائلته تحكم البلد من ماهر أخيه الذي يحقق بطولاته بدماء شعبه إلى رامي مخلوف ابن خاله الذي مص شريان دمهم.
بشرعية من؟ الطائفة العلوية؟ ويتشدق بالقومية والعلمانية والعروبة والأمة التي ستبعث من جديد على يديه.. بعد أن يبيدها.
لو كان العرب عربا حقا لانفجروا بوجهه كفى.. ملعونة هذه العروبة والقومية، فلا متآمر سواك، ولو كان للفلسطينيين صوتا لانفجروا بخطاباته: الموت مع إسرائيل أهون من الموت معك. فلا تحرر لنا فلسطين. حرر جولانك.
بشرعية من يحكم هذا السفاح؟

الكاتب/ نظام المهداوي

المصدر

http://www.watan.com