للعظة والعبره



ان من يقرأ هذه القصة ,سوف يجدها تنطبق على واقعنا اليمني الحالي ,أترككم مع القصة ,ومن ثم التحليل :

قرر المحتال وزوجته أن يدخلا مدينة ليمارسا أعمال النصب
و الاحتيال على أهل المدينة
في اليوم الأول : اشترى المحتال حمـــارا وملأ فمه بدراهم من الذهب
رغما عنه، وأخذه إلى حيث تزدحم الأقدام في السوق .
لمح الحمـــار مراهقة في السوق فنهق .
فتساقطت النقود من فمه ... فتجمع الناس حول المحتال
الذي اخبرهم إن الحمــار كلما نهق تتساقط النقود من فمه.
بدون تفكيرا بدأت المفاوضات حول بيع الحمــار
اشتراه كبير التجار بمبلغ كبير .
لكنه اكتشف بعد ساعات بأنه وقع ضحية عملية نصب غبية .
فانطلق فورا إلى بيت المحتال وطرقوا الباب.
قالت زوجته انه غير موجود
لكنها سترســـل الكلب وسوف يحضره فــــــورا .
فعلا أطلقت الكلب الذي كان محبوسا
فهـــرب لا يلوي على شيء،
لكن زوجها عاد بعد قليل وبرفقته كلب يشبه تماما الكلب الذ ي هرب.
طبعا، نسوا لماذا جاؤوا وفاوضوه على شراء الكلب ،
واشتراه احدهم بمبلغ كبير طبعا .،
ثم ذهب إلى البيت وأوصى زوجته ان تطلقه ليحضره بعد ذلك .
فأطلقت الزوجة الكلب لكنهم لم يروه بعد ذلك .
عرف التجار أنهم تعرضوا للنصب مرة أخرى .
فانطلقوا إلى بيت المحتال ودخلوا عنوة ....
فلــم يجــدوا سوى زوجته ، فجلسوا ينتظرونه .
ولما جاء نظر إليهم ثم إلى زوجته ، وقــــال لها:
لمـــاذا لم تقو مي بواجبـــات الضيافة لهـــؤلاء الأكـــارم؟؟
فقالت الزوجة : إنهم ضيوفك فقم بواجبهم أنت.
فتظاهر الرجل بالغضب الشديد وأخــرج من جيبه سكينا مزيفا
من ذلك النوع الذي يدخل فيه النصل بالمقبض
وطعنها في الصدر حيث كان هناك بالونا مليئا بالصبغة الحمراء،
فتظاهرت بالموت.
صار الرجال يلومونه على هذا التهور فقال لهم :
لا تقلقوا ... فقد قتلتها أكثر من مرة وأستطيع أعادتها للحياة.
وفورا اخرج مزمارا من جيبه وبدأ يعزف،
فقامت الزوجة على الفور أكثر حيوية ونشاطا،
وانطلقت لتصنع القهوة للرجال المدهوشين.
نسى الرجال لماذا جاءوا ,وصاروايفاوضونه على المزمار حتى اشتروه بمبلغ كبير،
وعاد الذي فاز به وطعن زوجته وصار يعزف فوقها ساعات فلم تصحو،وفي الصباح سأله التجار عما حصل معه فخاف أن يقول لهم انه قتل زوجته
فادعى أن المزمار يعمل وانه تمكن من إعادة إحياء زوجته،
فاستعاره التجار منه .... وقتل كل منهم زوجته بالتالي .
طفح الكيل مع التجار ، فذهبوا إلى بيته
ووضعوه في كيس وأخذوه ليلقوه بالبحر.
ساروا حتى تعبوا فجلسوا للـــراحة فنــاموا.
صار المحتال يصرخ من داخل الكيس ، فجاءه راعي غنم
وسأله عن سبب وجوده داخل كيس و هؤلاء نيام
فقال له بأنهم يريدون تزويجه من بنت كبير التجار في الإمارة
لكنه يعشق ابنة عمه ولا يريد بنت الرجل الثري.
طبعا ... أقتنع صاحبنا الراعي بالحلول مكانه في الكيس
طمعا بالزواج من ابنه تاجر التجار، فدخل مكانه بينما
اخذ المحتال أغنامه وعاد للمدينة .
ولما نهض التجار ذهبوا والقوا الكيس بالبحر وعادوا للمدينة مرتاحين.
لكنهم وجدوا المحتال أمامهم ومعه ثلاث مئة رأس من الغنم . فسألوه
فأخبرهم بأنهم لما القوه بالبحر خرجت حورية وتلقته وأعطته ذهبا وغنما
وأوصلته للشاطئ .....
وأخبرته بأنهم لو رموه بمكان ابعد عن الشاطئ
لأنقذته أختها الأكثر ثراء التي كانت ستنقذه وتعطيه آلاف الرؤوس من الغنم ..
وهي تفعل ذلك مع الجميع ...
كان المحتال يحدثهم وأهل المدينة يستمعون
فانطلق الجميع إلى البحر والقوا بأنفسهم فيه(عليهم العوض) ...
صارت المدينة بأكملها ملكا للمحتال
....

انتهت



شخصيات القصة
المحتال :وهو الرئيس
الزوجة :هم مستشاروه ومساعدوه والمطبلين والمزمرين.....
سكان المدينة :الشعب اليمني

أن المتتبع لواقعنا مع هذا الرئيس (المحتال),سيجد أن هذا الرجل هو سبب مشاكل اليمن ,منذ أن تولى الرئاسة ,فمن أزمة إلى أزمة ومن حرب إلى حرب ...
فنجده عاش على الحيلة والاحتيال,فمن طريقة توليه السلطة,ومشاكل المناطق الوسطى ,إلى حرب صيف 94 ,مرورا بحرب صعده (ست حروب )إلى المشهد الختامي ثورة الشباب .
ونجد من خلال مسيرته الأحتياليه على الشعب ,الكثير والكثير من الوعود الانتخابية(الطاقة النوويه ,والقطار ,القضاء على البطالة ,محاسبة الفاسدين ....)غير التحالفات والاتفاقيات التي غدر بها.
وما خفي كان أعظم .
ومن خلال قراءة نهاية هذه القصة ,كانت نهاية مؤلمة لسكان المدينة المساكين ,هذا الشعب الذي يعلم أنه ينخدع من قبل هذا المحتال, ولكن المحتال ينجح في خديعته مرة أخرى .
وهذا هو للآسف ما ينجح معنا فيه كل مره.
وعليه فإذا لم تنجح ثورتنا هذه المرة لا سمح الله ,فسوف تكون نهايتنا كنهايتهم الوخيمة.
ومن خلال ما سبق ,يجب توخي الحذر والحرص من هذا الشخص وعدم الوثوق فيه ,وخير دليل تلاعبه بالمبادرة الخليجية ,وعلى ما يبدو أنه ناوي على الخديعة والاحتيال.
وعلينا أن نفهم كلامه بعكس ما يقول ,فأذا قال سلم فهي الحرب ,وأن قال خير فهو الشر .
فالحذر الحذر