mmx57181

في البداية أحب أشكر صاحب الموضوع
وهو محمد جلال

wwwcreepru0045


مقدمة :

عزيزى القارئ هذه قصة عاشها المصريون لاسابيع وايام لكن القصص التى مر بها

الثلاث شخصيات التى اقتصرت عليهم فى قصتى لم تكن حقيقة بالضبط لكنها من خيالى

او ربما تكون حقيقة اوربما تكون قد حدثت لكنها تحمل مشاعر مر بها كل المصريين وكتموها

فى قلوبهم الا ان جاء اليوم وانفجرت كل امالهم فى اسابيع وايام جعلت حكامها تندم على كل ما فعلوه

اما عن اسم القصة فأنا شبهت كل الليالى المرعبة التى مرت بالمصريين كأنها ليلة واحدة طال نهارها

وليلها والرعب يلتف بها حتى انتهت بنجاح كل المصريين على التغلب على هذا الرعب من قبل حكامهم


واليكم القصة .


wwwcreepru0045



ماقبل ا لثورة :

نعم يا ابى ، اريد بعض النقود لكى اشترى ملابسا لارتديها ،

لان ملابسى قد مر عليها وبدت كأنها قبيحة .

كان هذا سؤالى لابى لكنه بلا تردد اومأ برأسه سلبيا ، وهو يقول فى حزن شديد

لا// اننى // سوف // اصبر ، ارتبكت كلماته وكأنه لم يجد جوابا لطلبى ، لكننى

احسست بما يمر به من ضيق فى الوقت ، وقلة راتبه ، قال ابى هذه الكلمات واحمر

وجهه خجلا وحزنا وجلس حيث كان يقف فى مأساة شديدة ، وقال لى :

ان شاء الله سوف اقترض بعض المال لكى اشترى لك ولاخوتك الاملابس الجديدة يا عماد.


wwwcreepru0045


لكنى يا دكتور لا استطيع دفع كل هذا المال دفعة واحدة ، اننى اعمل ليل

نهار لكى اجلب المال لعلاج والدى ، وليس لدى اخوة يساعدونى فى ذلك ، اما عن

امى فهى امرأة كبيرة فى السن ولا تقدر على العمل ،

وانا لا اريد منك الا ان تسمح لى بتقسيط مبلغ العملية الجراحية لابى ،

واعدك بأنى سوف اقوم بسداده .

اجاب على هذا الطبيب بنظرات مخيفة :

اننى لا اسمح بالتقسيط ابدا وادار وجهه وجسده الى مكتبه وهو يقول

(( المريض التالى )).

فما كان امامى غير المستشفيات الحكومية ، ذهبت من عند ذلك الدكتور الذى لم

يعرف الرحمة ، انه ليس وحده من لايعرف الرحمة بل جميع الناس فى زمننا هذا لا

يعرفون غير شئيا واحدا الا وهو (( المال ))

اسرعت انا وابى الى احدى المستضفيات فى بلدتنا ، عندما عبرت بوابة المشتشفى

وجدت طابروا طويلا ، به ثلاثون رجلا ، وخمس وعشرون امرأة متزاحمين على الطابور

لكى يتمكنوا من دخول المستشفى ، تحدثت بأعلى صوتى للناس وللرجل الذى يعطى

التذاكر ويسمح بالدخول وانا اقول (( ان ابى مريض وهو بحالة سئية يجب ان

يدخل الى المستشفى فى اسرع وقت ))

فلما اجد احد يجيبنى او يسمح لابى بالدخول

الا ان قام الرجل الذى يعطى التذاكر وهو اسود البشرة والعينين واسود الشعر

واللحية ونظر اليا بكل برود وهو يقول

( تفضل يا استاذ وقف فى الطابور وعندما يأتى دورك سوف افكر

فى ان اعطيك الاذن بالدخول ام لا وان لم تقف فى الطابور سوف

اطردك انت وابيك من هنا )

قال هذا الكلمات ووقفت فى مأساة لا يشعر بها احد ، احمر وجهى واحمرت عيناى ،

ولم تكف عينى على البكاء ، وكأن عينى موصلة بنهر من المياه

يا حسن ؟ نعم يابى ، لم اعد اتحمل الجلوس على الارض فى هذا الجو الحار

يا ولدى : لكن تحمل يا ابى قليلا فلم يبقى من الوقت غير قليل على دخولنا


دخلت الى الطبيب بعد وقوف فى طابور لمدة ساعة ونصف

فى عيناى نظرات الفرح لانهم سوف يقومون بأجراء العملية لابى ، ويشفى ابى

بأذن الله ، الا ان هذه الفرحة لم تكتمل فقد حولها الطبيب الى مأساة وحزن شديد

عندما قال (( لن يتم اجراء العملية لابيك الا بعد الاتيان بالاوراق الرسمية

التى تأمرنا بذلك ))

نظرت اليه فى صمت وحزن قبل ان اقول :

ولكن هذه الاوراق سوف تأخذ حوالى اسبوع لاستخراجها وابى فى حالة سيئة جدا

ويجب اجراء العملية له فى اسرع وقت وبعدها سوف نستجرج الاوراق

وبعدما وجدت ان لا احدا يهتم بأمرى اخذت والدى وذهبت الى البيت بدأت فى

التجهيز فى الاوراق وعدت فى اخر يوم للتجهيز واستخراج الاوراق

وكنت فى سعادة تامة دخلت الى بيتنا ووجدت هناك صمت تام يجوب المكان

ناديت وانا فى حيرة – امى – ابى –

لكن لا احد يجيب ذهبت ولسانى ينطق ويقول اين ذهبوا ، فى غرفة ابى عندما فتحت

بابها وجدت اخوتى وامى جالسين حول فراش ابى دموعهم تلطخ خدهم

اانا اعلم عزيزى القارئ انك ربما تكوت قد توقعت الذى حدث

لكن توقعك صحيح ان اباه مات مظلوما من هذا الزمان الذى لا يخدم

غير اللصوص عاش ، عاش فقيرا ومات فقيرا ، توفى وهو يمد يد العون

لكى يساعده احد لكن زمننا كله اسود تأكل ولا ترحم .


wwwcreepru0045


انا اسمى جاسر ، حاصل على الثانوية العامة بدرجة كبيرة جدا

ست وتسعون فى المائة ، وامنيتى ان اكون ضابطا فى الشرطة لكى احقق العدالة

فعلت كل مابوسعى لتحقيق هذا الامنية ، لكن الزمن الذى نعيش فيه

لايؤمن الا بالمال وبالرشاوى والوسطات ، لم يهتم احدا بتحقيق امنيتى ولا

بالمجهود الذى بذلته لاحقق امنيتى ، فأنا الان عاطل ولا اجد عملا وامشى ليل نهار

لكى القى عملا مناسبا لى ، واصدقائى التحقو بأفضل الكليات ، لكن بالرشاوى

مع انى متفوق عليهم فى الدراسة والمستوى التعليمى الا انهم الان افضل منى

فى كل شئ بالرشاوى والوسطات .


wwwcreepru0045


هذه ثلاث امثلة من الشباب المصرى قبل الثورة



الاول : عماد الذى لم يعد ابوه قادرا على جلب المال له واشتراء ما يكسيه من ملابس

الثانى : حسن الذى مات ابوه فى قهر وظلم وهو مريض ولم يساعده احد

الثالث : جاسر الذى لم يعد قادرا على تحقيق امنيته مهما كان يفعل .


wwwcreepru0045


لــــــ،،،ـــــــيـــــــ،،ـــــلــــ،،ــــة الرعب فى
مـــــ،،ـــــــــصـــــــ،،ــــــر