بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هو موضع لا نمل الحديث معه خاصة مع انتشار مواقع الانترنت التي لا يتقي أصحابها الله في الشباب - هادنا الله وإياهم لما يحبه ويرضاه - فكل يوم ترى موقع مخل جديد ومنتديات سفيهة ترى فيها موضوعات حقيرة من الفنانة فلانة وفضيحة .... وما إلى ذلك وهو موضوع الشهوات وخاصة الشهوة الجنسية عند الشباب ولقد شبهت الفرد الذي يتعود هذه الممارسات الشاذة من مطالعة الأفلام الإباحية والصور المخلة هو كشخص جائع جداً يريد ان يأكل ويشبع نفسه فنظر فلم يجد معه مال ووجد المتاح أمامه فاتح للشهية فأقبل عليه يأكله بنهم أهذا شخص عاقل ؟؟ طبعًا الجميع سيجيب بلا هو مجنون بالفعل كيف يكون جائعًا جداً فيتناول فاتح للشهية يزيد من جوعه وهو ليس معه ما يسد جوعه ومع ذلك فما يفعله هذا الشخص الذي نتهمه بالجنون لا يُغضب الله ولا يجعله آثمًا أمام الله ولا عاصيًَا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم أما الذي يسد جوعه الشهواني بمشاهدة هذه الأفلام المخلة فهو من ناحية لا يفيد نفسه بشيء ومن ناحية أخرى وهي الأهم فهو يثقل موازين سيئاته ويغضب الله عز وجل القادر على أن يقبض روحه في هذا الوقت بالتحديد فيُبعث يوم القيامة وهو يفعل هذه الأفاعيل المخزية وهو في نفس الوقت لا يستحي من الله ويفعلها, وتجده - ويا سبحان الله - يؤمن نفسه تمامًا قبل أن يفعل مثل هذه المعاصي فيطمئن أن الجميع نائم أو يطمئن انه أغلق الباب تمامًا عليه فلا يستطيع أحد الدخول عليه وهو يفعل مثل ذلك ويغلق الشبابيك ولكنك لم تغلقها أما الله عز وجل فهو يراك أينما تكون ومهما فعلت يراك وأنت قائم على انتهاك حرماته يراك وأنت تبيع آخرتك الباقية بدنياك الزائلة يراك وأنت تضرب بدينه وتعاليمه وتعاليم نبيه صلى الله عليه وسلم عرض الحائط يراك وأنت ترعى حول حماه وتقع فيها وحمى الله هي محارمه يراك وانت ترتعد وترتبك إذا أحسست بقدوم احد نحوك ولا يهمك كونه ناظر إليك مطلع على ما تفعل يراك وأنت تقدم شهوتك وشيطانك على طاعته ومرضاته يراك وأنت تقدمشهوتك الحقيرة على مرضاته الكريمة يراك وأنت يرتفع عنك الدين حتى يكون فوق رأسك فإن رجعت رُد إليك دينك وإن لم ترجع ذهب عنك للأبد يراك وأنت يغرك حلمه عليك وإمهاله إليك لتعود إليه وتطيعه لا لتبتعد عنه وتعصاه يراك وهو يمهلك لتعود ويغرك إمهاله لك فتتمادى في غيك يراك وهو ينعم عليك بستره فتبارزه بالمعاصي ويغرك ستره عليك ولقد قال تعالى ((والذين هم لفروجهم حافظون إلا على ازواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين*فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون)) ((ومن يعظم حرمات الله فإنها من تقوى القلوب)) ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)) ((قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن)) ولقد قال صلى الله عليه وسلم فيما معناه: (( ... والعين تزني وزناها البصر ... والقلب يهوى ويتمنى والفرج يصدق ذلك او يكذبه)) ((من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)) وأحببت ان انقل لك هذا الجزء الرائع من كتاب البحر المديد الباب 30 الجزء الرابع ص 236
قال صلى الله عليه وسلم « من غض بصره عن محارم الله ، عوضه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه »
وفي النهاية أحب ان أقول لك ما أشعر ان الله يقوله لك ألا تستحي ألا ترجع ألا تتوب فهو كل يوم يرسل إليك رسائل تقول لك عبدي تب إلي إرجع إلي لا ملجأ لك إلا ألي ولا منجى لك مني إلا إلي فأنا خلقتك وإلي تُرد فتُحاسب على ما فعلت فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه فاتقيني في دنياك أكرمك في آخرتك وأصلح دنياك أصلح لك آخرتك ولعل ما كتبته هنا هو رسالة أخرى إليك فتب وارجع قبل ان يختم على قلبك فلا تستطيع العودة إليه مهما فعلت قال تعالى: ((واتقوا يومًا تُرجعون فيه إلى الله ثم تُوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون))

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته