كذبت أذنى وكذبت عينى مرات ومرات وأنا أستمع لخطاب الرئيس الليبى معمر القذافى، وعلى الرغم من معرفتنا جميعا بطبيعة شخصيته إلا أن ما جاء على لسانه فى هذا الخطاب قد فاق كل التوقعات, رئيس الدولة يصف شعبه بأنهم جرذان، وأنهم عملاء مأجورون، وأنهم يتعاطون حبوب الهلوسة، ثم يتوعدهم بإبادة جماعية يخاطب شعبه وأنفه فى السماء، ويذكرهم مراراً وتكراراً بأنه فخر لليبيا كلها، وأنه ليس رئيساً وإلا للوح بالاستقالة فى وجوههم ويصفهم بالجراثيم ويعد بتطهير البلاد منهم بيت بيت, دار دار, زنجة زنجة, كما ورد عن لسانه.

ووجدت سيلا من الأسئلة يدق فى رأسى كأجراس لا تكف عن الرنين من سيحارب الجيش الليبى؟ شعب ليبيا!! من هم العملاء؟ ومن هى الدول التى تحرضهم؟ ممن سيطهر البلاد؟ من الشعب!! لماذا تنتفض الشعوب العربية الواحد تلو الآخر إلا لأن همومنا واحدة وأوجاعنا واحدة وسياساتهم جميعها ضدنا واحدة, سياسات القمع والقهر والكبت, سياسات تحجيم الحريات وتكميم الأفواه وتدمير الكوادر والقيادات, سياسات الإلهاء للجموع بالتجويع والتخويف من الغد والجرى وراء لقمة العيش, سياسات إثارة الفتن طائفية وقبلية, سياسات الإعلام الموجه الذى يخدم الأنظمة ويلمعها ويرفعها فوق أوجاع الشعوب.

ثم بعد كل هذا نسأل لماذا الدم العربى رخيص؟ لماذا العربى مهان؟ لا أجد جواباً غير أنه أهين فى أرضة قبل أن يهينه أحد, لأنه أهين من حكامه, لأنه سكت وصمت وعجز عن المطالبة بحقوقه, فاعتبروه عبداً لا يحق له أن يتنفس, أن ينطق, أن يثور أن يطلب أبسط حق له وهو العيش بكرامة داخل أو خارج وطنه, أن يعبر عن نفسه, أن ينظر صورته فى المرآة دون أن يخجل من نفسه كيف يحترمه العالم وقد فقد احترامه على أرضه.

كلها أسئلة دارت فى رأسى، ولكنى وجدت سؤالاً هو الأكثر إلحاحا, أرقنى وأزعجنى كثيراً فقلت لنفسى ترى بعد جمعة الرحيل فى تونس وجمعة الغضب فى مصر هل يقدم الزعيم الليبى على إلغاء يوم الجمعة فى ليبيا ؟؟؟!!!