محاكمته العادلة هى الحقيقة الوحيدة التى ترضى وتقنع ملايين المصريين، وتؤكد شفافية النظام الجديد وحياده وخروجه من شرنقة مبارك المظلمة والظالمة.

نريد أن نعرف حجم تورطه فى قضايا الفساد التى سادت مصر فى عصره وحولتها من أحد أكبر الدول المنتجة فى العالم إلى دولة كسيحة تستورد ولا تصدر.. تنفق ولا تربح.. ووصلت ديونها إلى أرقام فلكية كما وصلت ثروات كبار مسئوليها وأولهم مبارك وأسرته إلى مبالغ خيالية.

نريد أن نعرف حجم تورط مبارك فى اعتداءات وزارة الداخلية البشعة على المتظاهرين السلميين الأبرياء فى القاهرة وبقية المدن من 25 يناير 2011 وحتى الانسحاب المهين للشرطة.. ونريد أيضا أن نعرف هل كان مبارك عارفا ومشاركا فى قرار الانسحاب أو أنهم استغفلوه ونفذوه دون علمه.. وهل كان عارفا أو مغفلا فى إطلاق سراح المسجونين وترويع البلاد وإهدار المليارات بين سرقات وحرائق ليلتى الجمعة والسبت 28 و29 يناير قبل ظهور ونضوج اللجان الشعبية الوطنية المحترمة.

وما دور مبارك فى نزول البلطجية إلى ميدان التحرير يوم الأربعاء 2 فبراير وبعد ساعات قليلة من إعلانه العاطفى رضوخه لطلبات الشعب، مع استمراره لرغبته الموت على أرض مصر.. البلطجة دامت لأكثر من خمس عشرة ساعة خالية من كل مظاهر الإنسانية والمدنية دون أى تدخل من الرئيس أو من نائبه أو من رئيس الوزراء أو من أى مسئول فى البلاد لحماية وإنقاذ الشباب من بطش الجمال والسيوف والحجارة.

خطايا مبارك أكبر من أن تعد أو تحصى.

والأمر لا يقتصر على فساد وسرقات ونهب وترويع وخطف وسجن وتعذيب وقتل.
الأخطر كان إهدار كرامة شعب وسحب العزة والأمل من كل العقول وزرع الخوف والجبن داخل كل القلوب.

أفسدوا التعليم عن عمد وبأسلوب دقيق ومنظم.

ضللوا الناس بإعلام حقير ينمى الجهل ويطرد الثقافة.

مبارك هدم عبر ثلاثين عاما حضارة آلاف وليس مئات السنين.. ومحاكمته لهدم مصر أهم ألف مرة من محاكمته لسرقة مصر.