شاب تعرف عليه رجل أعمال بسبب تواجده المستمر في المسجد,وسأله عن عمله فأخبره أنه يعمل في أي شيء , لأنه لا يجد عملاً دائماً, طلب منه الحضور إليه للعمل عنده, أوكل إليه مسئولية المخازن, فنجح في منع السرقات ووجد الرجل أنه لأول مرة تضبط الدفاتر, نقله إلى مراقبة النشاط التجاري, وجد أن الأمور قد انصلحت, وطرد الشاب كل من ثبتت ضده الانحرافات, حدثت طفرة كبيرة في مكاسب الرجل, ففوضه في إدارة النشاط التجاري كله, فنجح الشاب نجاحاً مبهراً, حيث وضع نظاماً للحوافز لجميع العاملين أدت لزيادة إخلاصهم للعمل وزيادة المكاسب, لم يبخل الرجل على الشاب بأي شيء , ضاعف له مرتبه,فادخر منه وتزوج واشترى سيارة, ثم اشترى أرضاً بمساحة ألف متر ليبني عليها فيلاً تليق بمنصبه ومكانته.
كان الشاب كثير التردد على رجل الأعمال في منزل أقامه وسط مزارع للمواشي والدجاج وحدائق للفاكهة والنخيل والخضروات, وكذلك كان يزوره في بيته الذي يقيم فيه مع أسرته. لاحظ الشاب أن رجل الأعمال لديه مجموعة من الأصدقاء يسهرون معه في منزله الذي في المزرعة, ولا يراهم في بيته الذي تقطنه أسرته, وقد عرف أحدهم وهو تاجر سيء السمعة, كذلك لاحظ الشاب أن رجل الأعمال يستقبله في غرفة في الطابق الأرضي, ولم يستقبله أبداً في الطابق العلوي, إلا أنه كان يسمع صوت أصدقاء الرجل وهم يضحكون ويتحدثون بطريقة مريبة, وتدل على أنهم تحت تأثير مسكر أو مخدر.
لم يستطع الشاب مقاومة الفضول الذي يدور بداخله, فصاحب أحد الحراس وأغدق عليه بالهدايا البسيطة, وحدثه بطريقة ذكية ليخر الحارس بما يراه, ولأنه لا يشك في الشاب, ويرى أنه من أفضل مساعدي رجل الأعمال , كما أنه لابد أن يكون على شاكلته, فعرف منه أن رجل الأعمال لديه من الرجال من يأتيه بالنساء ليقضي معهن الليالي في هذه الفيلا.صدم الشاب مما عرفه عن رجل الأعمال الذي يصلي الجمعة في المسجد الفخم الذي يرتاده كبار القوم, وفكر في عمل شيء, ولكن كل شيء سيؤدي حتماً لطرده مما هو فيه, والعودة به لحياة لا يريد أن يتذكرها.
قال الشاب في نفسه: أنا لم أر شيئاً, كل ما علمته هو مجرد ظنون, ربما تصدق وربما تخيب.
في يوم طلب منه رجل الأعمال أن ينتظر حتى يقوم بتوصيل إحدى النساء إلى حيث تريد لأن السائق أصابه إعياء مفاجئ ونقل للمستشفى, قام الشاب بتوصيل المرأة حيث طلبت منه, ولكنه تأكد من حديثها إليه في الطريق أنه إمرأة ليل, تقضي مع من يدفع لها.
قال الشاب: أنا أعمل في التجارة وأحصل على مالي نتيجة جهدي , ولا شأن لي بسلوك الرجل, هذا أمر سيحاسبه عليه الله.
زادت ثقة رجل الأعمال في الشاب, وعلم أنه يكتم السر, فزاد في العطاء له, وأصبح الشاب يعيش حياة الأغنياء في مأكله وملبسه وقضاء أجازته مع زوجته وأولاده. وذات يوم طلب منه رجل الأعمال أن يغير سيارته إلى أخرى جديدة وباهظة الثمن, وأحضرها له كهدية على وفائه له وأمانته , وطلب منه أن يقوم بتوصيل الشنط وتسلم شنط أخرى من رجال حددهم له وعليه أن يتقيد تماماً بما يأمرونه به في التسليم والتسلم.
أيقن الشاب بأنه يقوم بتوصيل مخدرات لا يعلم نوعها, أو على الأقل أشياء ممنوعة قانوناً.
قال الشاب في نفسه: إن علي ألا أفتش في النوايا, ولا أسأل عما في الشنط, وطالما أنني لم أعلم بما في الشنط فإن ما أفعله حلال إلا إذا أخبرني الرجل بأن هذه الشنط تحوي أشياء مخالفة للقانون.
وهكذا استطاع الشاب أن يحتفظ بالسعادة, بل وينتقل من سعادة إلى سعادة أكبر.



*
هل ترى أن الشاب قد أصاب في حكمه؟

* كم نسبة الذين سيسلكون مسلك الشاب في تمسكه بالعمل مع رجل الأعمال؟

* لو كنت مكان هذا الشاب فما هو موقفك؟.

* كم تحسب نسبة من سيصدق كلامك عن موقفك الذي افترضناه عليك؟


الموضوع بكامله منقول للدراسه والردود لحالات منتشره وموجوده في مجتمعنا


والله ولي التوفيق
.