من قال قابيل انتهى ؟
تتساقط الأوراق
يُسقِطُ بعضُها بعضا
لتولد من جديد
لكنما الأوراق تسقطُ ههنا
لتموت موتاً من جديد
وحملتُ قيثارى ..
أجوب شوارعَ الدنيا
وأدخلُ فى المؤانى من بعيد
وأخبىء الظلَّ المديد
فمدينتى الحمقاء تأكل لحمها الباقى
وتلبس من أجيج النارِ أردية
وترقصُ فى العراء
وأنا على باب الدخول
بلا دخول أو ردود
ضيعتُ أمس بطاقتى ونسيت
أوراق الثبوت
وبحثت عن ذاتى أمامَ جماركِ الأحزان
حاصرنى الجنود
وغدت تفر مدينةُ الموتى
من الموتى وتلتفحُ الرماد
وتدور فى كلّ المنافى دونما ماءٍ وزاد
تقتاتُ من ثمر القتاد
من قال قابيل انتهى
يا اخوتى قابيلُ عاد
***
قم من سراديب الدُّجَى
فالفجر عصفور’’ ينقِّرُ بابك الحجرى
يغسل نوره الجدران إن الحوت مات
فافتح نوافذَك العتيقة
فالهواء الراكد الأثرى
والموتى ورائحة الحنوط
وغبار أزمنة الكهوف عظام حيطان المحيط
الحوت مات
بقايا ضوء
وكانت معى حزمة’’ من شعاع
تفتح جفن الدجى المدلهِّم
وتبسط لى بسطاً من حرير
وأسبح فى حلم من رذاذ الندى
وكان الأمل
وكالقمر المكتمل
أطلّ على شرفات الجبل
ولكن أفل
وخلَّفنى فى صحارى الزمن !!
وحيداً بلا أى ظلٍ وأركض فى داخلى
والمدى هُوَّة’’ .. والنهار مغارة
تجوب التماسيح بين بحار السراب
ويخبو الشهاب
وتمشى الهضابُ وراء الهضاب
ألوك المرارات أحسو شراب العذاب
أغنى على صخرة اليأسِ لحن الوداع
وألمح بين خسوف المغيبِ
بقايا شراع
ولكن تبقت أثارة’ حلم
وحزمةُ ضوءٍ وبعث’’ جديد
وكل الأظلة
تعود الى الشجراتِ الموات
وتورق أثمارها المضمحِلَّة
وتبنى العصافير أعشاشها
وأعناقها من قراها مطلة
صورة من الشارع
تحدق فى وجهىَ الأرصفة
وتلقى عليَّ السلام
وأعمدةُ الطرق المترفة
تقول أتئد
إن خلف السياج عيون الردى المتلفة
وآذانها المرهفة
ستلفظ النأمة المسرفة
شواركم مطبقات الجنون
تنام على شقها المائل
ستلقى لديها فتات الفتات
وأرغفة الصبر للسائل
فسار لينبش بعض الزوايا
ولكن .. ولكن بلا طائل
فراح يكوم من نفسه
ويرنو الى المطر الهاطلِ
الشاعر السودانى /محى الدين فارس
المفضلات