السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الواحد زهقاااااان و قرفاااااااان و مخنوووووووق و كل حاجة !!

خلاص الواحد مش حاسس بطعم الجبنـ.... قصدي بطعم الحياة

حاسس إن الواحد ( عايش و مش عايش ) ..
و إننا ( عايشينها و خلاص ) !!

عادى عادى متخودش فى بالك

- عادي إيه يا عم ؟؟؟


- أقول لك ليه عادي

حط نفسك مكان عربية آخر موديل و محركها جامد , و نظام تعليق ما حصلش
مرسيدس F700 مثلا ,

لكن الريّس (أبو مرسيدس) أو المعلم (بنز) حاطينها في المخزن ,
و مش عاوزين حد يشتريها و لا يستعملها

حط نفسك مكان العربية دي , و قول لنا حاسس بإيه ؟؟
.. اتفضل , المايك معاك

- مش حاسس بحاجة طبعا !! ,
انت شايفني (مازدا) الخطيب , ؟؟

- ابسطهالك


اللي عمل عربية بالمواصفات دي كلها , يخليها في المخزن ليه ؟؟

أكيد اللي خلاه يحط المواصفات دي كلها في العربية ,
يبقى عاوزها تطلع و تمشي و (تمرق) الطريق و الحاجات دي ,
و لو فضلت العربية في المخزن , يبقى هتبوظ و تصدي و حالتها هتتدهور على الآخر !!

gemflash


- أنا شكلي فهمت و لا بيتهيأ لي ؟؟

- لا يا عم , انت اللي فاهم بس خايف من الحسد
أصل انت لو تيجي تفكر معايا كده
ربنا خلق الإنسان في أحسن تقويم ,
و جعله في الأرض خليفة ,
و فضله على كثير ممن خلق تفضيلا ,
و سخر لنا الأنعام و الشمس و القمر , و ..... كل ده ليه ؟؟
علشان ناكل و نشرب و ننام ؟؟
علشان نعيش و خلاص ؟؟

طبعا , لأ , و إلا هنكون زي المرسيدس إياها
هنصدي و نبوظ و نكره نفسنا و نكره العيشة و كل حاجة !!

زي ما ابن القيم ما بيقول :
كل عضو من أعضاء البدن خُلِقَ لفعلٍ خاصٍ به ,
كماله في حصول ذلك الفعل منه
و مرضه أن يتعذر عليه الفعل الذي خلق له
حتى لا يصدر منه أو يصدر مع نوع من الاضطراب

فمرض اليد أن يتعذر عليها البطش
و مرض العين أن يتعذر عليها النظر والرؤية
و مرض اللسان أن يتعذر عليه النطق
و مرض البدن أن يتعذر عليه حركته الطبيعية أو يضعف عنها

و مرض القلب أن :
يتعذر عليه ما خُلق له من معرفة الله و محبته و الشوق إلى لقائه و الإنابة إليه و إيثار ذلك على كل شهوة



- أيوااااااااااا هتقول لي مخلوقين للعبادة عارف و الله يا (عم الشيخ)
بس ... يعني ..


طيب استنى , طيب لما احنا مخلوقين للعبادة ,
ليه ربنا اعطانا قدرات تانية نستعملها في غير العبادة ؟؟
ليه ربنا ما خلاناش زي الملائكة نعبد و خلاص ,
ووضع فينا شهوات و إرادات و حاجات تانية ؟؟


- بص يا سيدي , بالنسبة لأن المولى سبحانه وتعالى أعطانا قدرات تانية غير القدرات اللازمة للعبادة , فده لأننا مش رهبان

احنا في الأرض كي نعمرها كما أمرنا الله , و لسنا للصلاة فقط ,
يعني احنا كل حياتنا تصب في العبادة , سواء بنصلي نبقى في عبادة ,
أو سواء بنشتغل و بنستغل باقي قدراتنا لكن برضه كله بنية التقرب إلى الله , و هتبقى عبادة في الآخر
و هيبقى كده كل تصرفاتنا هي عبادة لله ,

و بالنسبة بقى ليه ربنا وضع فينا الشهوات و الحاجات التانية ,
اذا كان سبحانه خلقنا للعبادة ,لماذا يضع فينا حاجات تصرفنا عنها ؟؟

سبحانه وتعالى خلقنا للعبادة و الابتلاء , قال تعالى " (( الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ))
يعين هو خلقنا في دار امتحان , و لو لم يكن هناك صعوبات , لما سُميَ هذا امتحاناً ,
يعني لازم يبقى فيه شهوات , كي يتبين المطيع من العاصي ,
و (( ليعلم الله من يخافه بالغيب ))
و طبعا فإن الله يعلم قبل أن يخلقنا إن كنا في الجنة و لا في النار
لكن ليعلم علما يحاسبنا عليه ,
و يقيم علينا الحجة ..

gemflash


- طيب سؤال لولبي بقى msn wink
و لو جدع هات الإجابة يا عم ( الفلحوس ) shades

انت بتقول إن الواحد مخنوق علشان مش بيعمل للآخرة ,
و إن كل حياته سواء عبادة , سواء عمل , لازم كلها تصب و تكون موجهة للآخرة و ليس للدنيا ,
و إلا هيحس بالخنقة و هيبقى مش طايق نفسه ..

و السؤال هو : ليه المغنيين nopity مثلا أو الممثلين , أو (الخواجات)euro
أو يا عم ناس زمايلنا عايشين بالطول و العرض punk ,
و لا حتى بيصلوا , و مش حاسين بضيق قد كده و لا حاجة يعني S ؟؟


- أقول لك يا سيدي ,
تعرف تاكل ( لحمة قرود ) ؟؟ أكيد هتقرف منها , صح ؟
طيب ليه فيه ناس تانيين -في أفريقيا مثلا - بياكلوها و ( بيمزمزوا ) فيها كمان ؟؟

هل لأن لحمة القرود حلوة و طعمة و خفيفة على المعدة و ... ؟؟
و لا لأن ( معدتهم فسدت ) و باظت من كثر ما ( تعودت ) على أكل مثل هذه القذارة ؟؟
فصارت لا تبالي ؟؟
بل إن الناس دي لو جيت مثلا تأكلهم لحمة بقر مثلا هيقولوا لك إنها مش طِعِمة زي لحمة القرود , صح و لا لأ ؟؟


زي ما ابن القيم ما بيقول :

وكل من عرف الله أحبه وأخلص العبادة له ولا بد ولم يؤثر عليه شيئا من المحبوبات
فمن آثر عليه شيئا من المحبوبات فقلبه مريض

كما أن المعدة إذا اعتادت أكل الخبيث وآثرته على الطيب سقطت عنها شهوة الطيب وتعوضت بمحبة غيره

و قد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يعرف به صاحبه لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها

بل قد يموت و صاحبه لا يشعر بموته
وعلامة ذلك :
أنه لا تؤلمه جراحات القبائح ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده الباطلة
فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه و تألم بجهله بالحق بحسب حياته
وما لجرحٍ بميت إيلام


أما بقى اللي بيعمله معظمنا فبيبقى غالبا زي ده كده :

وقد يشعر بمرضه ولكن يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها
فهو يؤثر بقاء الداء على مشقة الدواء !!
فإن دواءه في مخالفة الهوى
وذلك أصعب شيء على النفس وليس لها أنفع منه

يعني بنحاول ننسى و نقنع نفسنا إننا مش محتاجين ,
و إننا ممكن نجد السعادة و الراحة في أي حاجة تانية ,
بس طبعا بيبقى مجرد تخدير مؤقت و بيزول
و بنفشل في الآخر و نرجع ندور تاني ..

gemflash

- طيب معلش , أنا عارف إني طولت عليك
سؤال أخير بعد إذن جنابك
انت بتقول إن العبادة و الحاجات دي كلها بتخلي القلب مستريح و كل حاجة حلوة ,

لكن المشكلة إن الواحد مش بيلاقي لذة في العبادة و لا انشراح في الصدر و لا الحاجات دي كلها ,
بل بالعكس , الواحد بيلاقي الصلاة صعبة , و ثقيلة على النفس و ...
تفسر ده بإيه بقى ؟؟

- بص ياعمي ,
هو المرسيدس إياها اللي كانت متخزنة ,
أول ما بتطلع بتمشي على طول ؟؟

و لا لازم تشغلها شوية في (التليين)
و تشوف الحاجات اللي كانت مصدية من الركنة تغيرها ,
و تظبط شوية حاجات كانت باظت فيها ,
و بعدين هتلاقيها ( ماشية معاك حلاوة )


قال العلامة ابن القيم:
" السالك في أول الأمر يجد :
تعب التكاليف و مشقة العمل لعدم أنس قلبه بمعبوده،
فإذا حصل للقلب روح الأنس زالت عنه تلك التكاليف والمشاق،
فصارت قرة عين له وقوة ولذة،
فتصير الصلاة قرة عينه بعد أن كانت عملا عليه،
و يستريح بها بعد أن كان يطلب الراحة منها "


و قال أيضا :


" ومنها ان المعاصي تزرع أمثالها
وتولد بعضها بعضا حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها
كما قال بعض السلف أن من عقوبة السيئة السيئة بعدها
وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها

فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى الى جنبها أعملني أيضا
فاذا عملها قالت الثانية كذلك وهلم جرا
فيتضاعف الربح وتزايدت الحسنات
وكذلك كانت السيئات أيضا

حتي تصير الطاعات و المعاصي :
هيئات راسخة و صفات لازمة و ملكات ثابتة

فـلو عطل المحسن الطاعة لضاقت عليه نفسه
و ضاقت عليه الارض بما رحبت
وأحس من نفسه بأنه كالحوت إذا فارق الماء حتي يعاودها
فتسكن نفسه و تقر عينه

و لو عطل المجرم المعصية وأقبل على الطاعة لضاقت عليه نفسه
و ضاق صدره و أعيت عليه مذاهبه حتي يعاودها
حتي أن كثيرا من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة يجدها و لا داعية اليها
إلا لما يجد من الالم بمفارقتها

و لايزال العبد يعاني الطاعة و يألفها و يحبها و يؤثرها
حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكة تأزه اليها أزا
وتحرضه عليها وتزعجه عن فراشه ومجلسه اليها

و لايزال يألف المعاصي و يحبها و يؤثرها
حتي يرسل الله اليه الشياطين فتأزه اليها أزا

فالأول قوَّي جند الطاعة بالمدد فكانوا أكثر من أعوانه
وهذا قوي جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانا عليه "


يعني من الآخر ,
ما تستعجلش لازم تتعب في الطاعة في الأول
لحد ما طبقة الصدأ اللي على القلب تروح ,
و بعدين هتلاقي نفسك مستمتع بجد

و ربنا يهدينا و إياك إن شاء الله ..
و يتوب علينا و يوفقنا لما يحب و يرضى
فى حفظ الله