هل يوجد لص مؤدب؟. بالطبع فكثير من اللصوص مؤدبون، وخجولونsmiley9، ليس فقط لأنهم يمارسون أنشطتهم ليلا أو من دون علم ضحاياهم، ولكن أيضا لإتقان الدور. بعضهم يعمل متخذا من أدبه وظرفه ستارا لإتقان عمله، مثل لص البنوك الأمريكي الذي نهب آلاف الدولارات من عدد من بنوك ولاية فلوريدا خلال شهر واحد، متسلحا بكل مظاهر الأدب واللطف. كان يدخل البنك فيلقي التحية على كبار الموظفين، ويسامرهم ويلقي عليهم النكات، ويقترب من الصرافين ولا ينسى طبعا أن يلقي عليهم التحية الواجبة والتي تليق بجنتلمان. ويتمنى لهم يوما سعيدا موفقا!...
ثم يمد يده بقصاصة ورق مكتوب فيها سطر واحد “أنا لص، وأمامكم عشرون ثانية لتسليمي كل ما لديكم من أموال... ولا تعطني عبوات صبغة لتلطيخ الأموال...”، وطبعا يظهر سلاحه بشكل احترافي، ثم يأخذ الأموال المنهوبة ويضعها في مظروف خاص به قبل أن يغادر مسرح الجريمة بهدوء شديد. وهو يلقي التحية، وما إن يفيق الموظفون من ذهولهم حتى يكون اللص المؤدب، أسلم ساقيه للريح واختفى.

ونجح المؤدب في مهاجمة عدد من المصارف في مقاطعات الولايات، وحار رجال البوليس في شأنه لدرجة أن خبيرا أمنيا قال إنه بالرغم من أدبه الظاهر، فهو من اخطر اللصوص الذين صادفهم في حياته الطويلة



اللص الآخر كان أكثر ذكاء، ففي إحدى المرات اكتشف أحد الموظفين سرقة سيارته، وظل يبحث عنها قبل أن يبلغ الشرطة وبعد ساعات وجد السيارة في مكانها سليمة، وما إن فتح الباب حتى فوجئ برسالة في مقدمة السيارة، فتحها ووجد اعتذارا من الرجل الذي سرق السيارة، يؤكد له انه ليس لصا وإنما كان يواجه ظرفا قهريا اضطره لاستعارة السيارة، وأكد له انه يطلب منه الصفح، وتأكيدا لحسن نيته، قال إنه يرجو من الرجل وزوجته أن يقبلا دعوته لهما على المسرح في اليوم التالي، وبالفعل أرفق باعتذاره، الذي كتبه على ورق فاخر، تذكرتي مسرح في مساء اليوم التالي، لإحدى المسرحيات الشهيرة، وكان ثمن التذكرة مرتفعاً جدا. وبالفعل اصطحب الرجل زوجته في اليوم التالي الذي تصادف انه نهاية الأسبوع إلى المسرح، وهما معجبان بلطف الرجل الذي استعار السيارة وأهداهما تذكرتي مسرح.

ذهبا إلى المسرح وتفرجا على المسرحية الكوميدية، ضحكا كثيرا، وتعشيا وعادا إلى منزلهما، ليكتشفا أن لصا دخل في غيبتهما، وسرق كل الأشياء الثمينة، مصوغات الزوجة، والأجهزة الكهربائية، والتحف، والهدايا. واكتشفا أن التذكرتين كانتا تمويها عبقريا من لص مؤدب، اعتذر بالأمس، لكنه اليوم لم يترك خلفه لا اعتذارا ولا أي دليل.