الإمام الحسين






بعدما تولي يزيد بن معاوية حكم المسلمين خلفا لأبيه عام‏60‏ هـ‏,‏ جمع حوله مجموعات من المنافقين والجلادين وعاثوا في الأرض فسادا‏..‏

ولما كان ذلك قريبا من عهد النبوة فقد انهالت علي الإمام الحسين في الحجاز آلاف الدعوات من المسلمين تؤيده وتدعوه إلي الظهور وطلب البيعة والحكم لنفسه‏.‏
ولما حذره البعض من نذالة القوم‏,‏ ومن إنهم أهل شقاق‏,‏ وإنهم يصطنعون الحماسة بينما هم قد فطروا علي الخوف والخنوع‏,‏ قرر إرسال ابن عمه مسلم بن عقيل إلي الكوفة‏,‏ ليستطلع له الرأي‏..‏ وفي الكوفة جمع مسلم ثمانية عشر ألف مبايعة للإمام الحسين‏,‏ وتجمع الآلاف حول مسلم‏,‏ فتشجع وأمر من ينادي في الناس بشعار الشيعة يامنصور‏!‏ أمت‏.‏
لكن أصحاب المصالح ممن غلبت معداتهم ضمائرهم‏,‏ أشاعوا عن قرب وصول عسكر يزيد‏..‏ فلما غربت شمس ذلك اليوم صلي مسلم صلاة المغرب‏,‏ ثم نظر حوله فلم يجد أحدا‏!!‏ فقد تسللوا من حوله تحت الظلام وبقي وحيدا‏,‏ فقبض عليه الحاكم وضرب عنقه‏,‏ وقتها تسابق القوم علي إنكار مبايعاتهم السابقة‏!!‏
أما الامام الحسين فلم يرجع‏,‏ لأنه كان قد خرج فعلا من مكة‏,‏ ولما وصل إلي كربلاء وعرف القوم أنها الحرب‏,‏ انفضوا من حوله‏,‏ ولم يبق غير آل بيته‏,‏ حيث تصدي له العسكر وقطعوا رأسه‏!!‏
وأنصار الامام يقولون‏:‏ القلوب معك والسيوف عليك والنصر من عند الله‏!..‏ فتشتعل الثورة‏,‏ وما هي إلا أربع سنين إلا وتحل الكوارث بالبيت الأموي ويضيع الحكم منهم وتزول دولتهم‏..‏
ومن وقتها وحتي اليوم يلطم الأحفاد وجوههم في كربلاء خجلا مما فعله الأجداد‏.‏
ويري المؤرخون ومنهم الألماني ماريين في كتابه السياسة الاسلامية أن الحسين هو الذي انتصر‏,‏ فإنه حينما يتعلق الأمر بالقضايا الانسانية الكبري‏,‏ فإن الأمور لا تقاس بدفاتر التجار‏..‏ ويري العملاق عباس العقاد أن الحسين قد غلب علي مستوي الأسبوع والعام‏,‏ لكنه غلب علي مستوي الأجيال‏,‏ ويمكننا القول إنه بموت الحسين عاشت المبادئ العليا التي بعث من أجلها ـ جده ـ الحبيب المصطفي‏.‏