لا أريد في بداية كلمتي أن أتحدث عن الشقاق والخلاف والفرقة في الصف الفلسطيني ، لان هذا حالياً لا يجدى ، وله أبعاده الخطيرة .
لكن حسبي أن أتحدث عن هذه المجزرة الوحشية التي يقوم بها أخس عرق، وأنجس شعب على ظهر الكوكب الأرضي بأهل غزة من الموحدين خاصة، وبأهل فلسطين من الموحدين عامة، بمباركة غربية صليبية لعينة تحمل بين ثناياها الحقد والكراهية والغل على المسلمين ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى ) وما يحزن القلب ويدميه هو وقف المسلمين السلبي في سائر الأقطار والأمصار ، ونسوا قَوْلِ النبي صلى الله عليه وسلم (( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى )) إن الأمة تعدت المليار نسمة لكنهم في ميزان البشر لا يساوون طفلاً يهودياً أو صليبياً في الحقوق التى له ، حتى أنك ترى شلالات الدماء تنزف من أجساد الموحدين والموحدات فى سائر الأرجاء، فى العراق ، وفلسطين وأفغانستان وغيرهم ولا قيمة لهم، ولو أن صبيّاً يهوديّاً جُرِح في أية بقعة من بقاع الأرض لقامت الدنيا ولم تقعد، ولجيشت الجيوش، واستدعى السفراء واجتمع الرؤساء والوزراء، وصار الأمر جريمة لا تغتفر ، وحُقَّ فينا قول النبي صلى الله عليه وسلم (( .... لكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعنّ الله المهابة من صدور عدوكم، وليقذفنّ في قلوبكم الوهن ...)).
وبانكشاف هذه العورة وثق المسلمون جميعاً أنه لا عزة إلا بتطبيق شرع الله جلَّ وعلا، وليست العزة فى البيت الأبيض أو الأسود، وكذا فى اعتصام المسلمين جميعا وتوحدهم ضد أعدائهم ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) في ترك التنازع المصطنع الوهمي الذى أودى بالأمة إلى الفشل الذريع ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) وفى نهاية المطاف أقول للمسلمين بغزة، اصبروا وصابروا وصححوا النية، واطلبوها شهادة فى سبيل الله فهي على أعتابكم، وحسبكم الله، والله غالب على أمره. والله المستعان .