السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



][عادات الزواج في الأمارات قديماً!!][






فترة الخطوبة



يتوجه والد الفتى إلى والد الفتاة ليخطب يد ابنته لولده، فالفتاة التي يراها الأب صالحة لابنه زوجها له، والرجل الذي يرى الفتى صالحا لابنته زوجها له رضيت أم أبت، فالفتاه ليس لها حق الاعتراض ولاتستشار أبدا، فرأيها عند أبيها الذي يملك زمامها دائما

وأحيانا يقوم أهل الفتى بإرسال امرأة ذات عقل وفكر ولباقة في الحديث إلى أهل العروس، فتذهب لهم في زيارة ودية تقصد من ورائها التعرف على البنت، وربما دخلت على حين غفلة فرأت البنت وجها لوجه، لأنه من الصعب الالتقاء بالبنت البكر، فهي لا تظهر أمام النساء سوى جلوسها مع أهلها وذويها، وعند دخول امرأة أجنبيه فإنها تسارع بالاختفاء
وإن رجعت المرأة بلغت الأهل بأوصاف البنت ومدحتها لهم وشرحت لهم مواصفاتها فإذا رغبوا في خطبة البنت، أرسلوا عدة رجال من كبار السن المعروفين ليعرضوا على أبيها ماجاءوا من أجله، فيرحب بهم ثم يعدهم برد الجواب، فإذا رجعوا من عنده شاور أخل بيته وفي مقدمتهم أم البنت، وربما انفرد برأيه في الرد أو القبول

وعند عدم الرغبة في تزويجهم يلتمس عذرا لحسن التخلص منهم، وعند الموافقة فإن والد العروس لايضع أية شروط كقيمة للمهر ومؤخر الصداق مكتفيا بحسن سيرة العريس واصله وقبيلته

وتقول سلامة راشد ـ من أهالي الجميرا ـ إن أهل البنت لا يسألون عن المهر، بل ان أصل الوالد وحسبه وعائلته وأخلاقه تشكل لديهم أهمية أكبر من المال، وبعض العائلات يتفاخرون بمصاهرة القبائل المعروفة في المنطقة، كما ان بعض القبائل تستشير شيخ القبيلة إذا تقدم لابنتهم شاب ويكون له الرأي بما لديه من خبرة ودراية بالناس وأمورهم، وأحيانا يرفض الشاب إذا لم يوافق عليه كبير القوم أو شيخ القبيلة، والفتاة المخطوبة لا ترى خطيبها وكذلك الخطيب لايرى مخطوبته، بل انه يكتفي بما سمع عنها من أمه أو أقاربه

فإذا كان الخطيب من أهل القرية فربما يرى مخطوبته عند العين أو الفلج، ولكنه لا يرى وجهها لأنه مغطى، أي أنها تلبس الغشوة وتكون بصحبة أمها أو إحدى قريباتها

المَهْـــر

من المتعارف عليه أن اي زواج أو اقتران بين رجل أو امرأة لا بد أن يكون هناك مبلغ من المال يدفعه العريس إلى أب العروس

وعندما تأتي الموافقة من الأب على زواج ابنته، وهذا يحدث أحيانا بأن الأب أو ولي الأمر يقرر أو يعطي رأيه في نفس الوقت دون الرجوع إلى والدة البنت أو أي أحد، هنا يقوم أحد أبناء القبيلة بإطلاق أعيرة نارية ثلاث مرات بمناسبة الموافقة، وحتى يعرف أهل القرية أو المنطقة أن ابنة فلان خُطِبت إلى ابن فلان، ويقوم الرجال بتقديم التهنئة والمباركة إلى والدي العروس والعريس، وتكثر الصلاة على النبي، ويحدد مهر العروس من قبل والدها، وأحيانا يترك دون تحديد كأن يقول والد العروس لوالد العريس "البنت بنتكم والولد ولدكم"

وهنا نرى أن والد العريس لا بد أن يدفع مهرا يليق بما سمعه من كلام، فالنظام القبلي دائما يقوم على الكلمة، فكلمة الرجل عندما يقولها فلا تغيير لها مهما كلف الأمر

وتختلف القبائل بعضها عن بعض في تحديد المهر، والمهور دائما مهما اختلف تكون مرتفعة، وقد يكون المهر عبارة عن عدد كبير من رؤوس الأغنام أو الجمال، وأحيانا تقدم بعض المجوهرات على سبيل المثال: "طبلة ذهب أو مرية"، إذا كان العريس ميسور الحال وتعتبر كدليل على أن البنت محجوزة