الأرض تهتز شرقا وغربا*.. وبوناطيرو* يتوقع استمرار النشاط الزلزالي عاودت الأرض لتهتز من جديد* يوم أمس الأول لتمس منطقتين ساحليتين متفرقتين إحداهما بالقليعة في* ولاية تيبازة* غرب العاصمة والأخرى بشرقها وبالتحديد بتاكسنة* غرب ولاية جيجل،* شدة الأولى* 3*.8* درجات على سلم ريشتر،* فيما قدرت شدة الثانية بـ2*.9* درجات،* وذلك بعد أقل من عشرة أيام من الزلزال الأخير الذي* ضرب منطقة المسيلة وما جاورها أين خلف قتيلان والعشرات من الجرحى والمئات من المنكوبين وهي* الهزات التي* ستتواصل حسب بوناطيرو عالم الفلك والجيوفيزياء الذي* يؤكد بأنه نشاط عادي* للأرض من أجل إفراز طاقتها الكامنة على أن* يستمر ذلك إلى* غاية منتصف الشهر المقبل*.
ويتزامن هذا النشاط الزلزالي* بالشمال الجزائري* باعتبارها تقع في* منطقة زلزالية نشيطة،* والذكرى السابعة لأعنف زلزال شهدته الجزائر بداية هذه الألفية،* حيث خلف أربعاء بومرداس الأسود آنذاك* 1391* قتيلا و3444* جريحا وخسائر مادية تجاوزت الـ3* مليارات دولار،* أين اهتزت الأرض* يوم* 21* ماي* سنة* 2003* تاركة وراءها دمارا وآثارا لا* يمكن نسيانهما بموقع الهزة بولاية بومرداس والولايات المجاورة لها،* في* الوقت الذي* سارعت فيه السلطات إلى اتخاذ كامل التدابير لإعادة إحياء العديد من المناطق ببومرداس خاصة تلك التي* تضررت من هذه الكارثة الطبيعة*.
توقعات بوناطيرو*..
أكد الخبير في* علم الفلك والجيوفيزياء،* لوط بوناطيرو أن الزلزال الذي* ضرب ظهر أول أمس الخميس منطقة القليعة بولاية تيبازة وكذا ولاية بجاية،* هو نشاط زلزالي* عادي،* يدخل في* إطار إفراز الأرض لطاقتها الباطنية،* مضيفا أن الأرض في* أوقات أو شهور معينة من أيام السنة تكون معرضة لحدوث هذا الأمر*. موضحا في* تصريح خص به* »أخبار اليوم*« في* اتصال هاتفي* أن أواخر شهري* أفريل وماي* هي* فترة مرشحة لحدوث أنشطة زلزالية وبركانية،* وهو ما* يحدث هذه الأيام لا سيما مع وقوع زلازل قوية في* مختلف دول العالم لا سيما في* هايتي،* الشيلي* والمكسيك،* الذي* اعتبر أن للأرض فترات للانتعاش الجيوفيزيائي،* وبالتالي* إفراز طاقاتها الباطنية الكامنة،* مشيرا في* الصدد ذاته إلى أن كوكب الأرض هو الكوكب الوحيد الحي* في* المجموعة الشمسية*.
وأضاف الخبير في* علم الفلك والجيوفيزياء،* أن الزلزال الذي* شهدته ولاية تيبازة والذي* بلغت شدته* 4*.3* درجة على سلم ريشتر وليس* 3*.8* حسب ما تداولته العديد من القنوات الإعلامية هو أمر طبيعي،* شأنه شأن زلزال بجاية الذي* هز المنطقة في* اليوم نفسه بحكم أن المناطق تلك زلزالية وتاريخها الزلزالي* يشهد على ذلك،* مضيفا أنه ستكون هناك هزات أخرى،* خلال الأيام اللاحقة بحيث سيستمر النشاط* *-حسبه*-* إلى* غاية منتصف الشهر المقبل،* حيث قال في* هذا الصدد* »إن الهزات الأرضية مستمرة إلى* غاية نهاية جمادى الثانية* »حسب الأشهر القمرية كما جاء على لسان بوناطيرو*«. وعن سؤال* يتعلق حول إن كان زلزال تيبازة الأخير وبجاية اللذان توقعهما بوناطيرو بعد زلزال المسيلة،* فقد أكد أن النشاط الزلزالي* متواصل بحيث اعتبرهما من بين ما توقعه العالم الفلكي* بحكم علمي* أكيد وهو اقتران جاذبية القمر مع جاذبية الشمس وهي* الفترة التي* يزداد فيها النشاط الزلزالي* خاصة في* المناطق الساحلية للوطن التي* تعرف هشاشة في* التربة*.
دعوة لبناء سكنات تتلاءم مع خصوصيات كل منطقة
دعا وزير السكن والعمران نور الدين موسى أمس الأول من بسكرة على ضرورة تجسيد مشاريع سكنية تتلاءم وخصوصية الطبيعة لكل منطقة*. وأوضح الوزير لدى إشرافه على جانب من أشغال ملتقى جهوي* حول نظام البناء الحامل المترابط واستعماله في* البرامج السكنية احتضنه مركز البحث العلمي* والتقني* للمناطق الجافة عمر البرناوي* أن تطبيق نظام بناء معين* يستوجب مراعاة المعطيات الجغرافية والتضاريسية والمناخية وطبيعة التربة،* مشددا على أهمية الاختيار الأمثل لأرضية البناء ومواد البناء وتصاميم المشاريع*. في* حين أبرز الوزير أن تنفيذ نظام بناء في* منطقة بحد ذاتها لا* يعني* بأي* حال عدم صلاحية بقية الأنظمة كنظام البناء الحامل التقليدي* والأنظمة المصنعة بالهيكل المعدني* بل كل ما في* الأمر مثلما أضاف أن نظام البناء المعتمد* ينبغي* أن* يستجيب للمعايير التقنية لتلك المنطقة ومقاييس النوعية والأسعار والآجال والرفاهية لأجل بلوغ* خط التنمية المستدامة في* البناء*. هذا وتشير المعلومات التقنية حول نظام البناء الحامل المترابط إلى ان هذا الأخير* يتميز بإمكانية استعمال مواد محلية في* البناء وكذا الاستغناء عن أعمدة الخرسانة المسلحة المتداولة على نطاق واسع في* المشاريع السكنية ومختلف الإنشاءات*. يذكر في* الأخير إلى أن نظام البناء الحامل المترابط لديه قدرة على مقاومة العديد من العوامل الطبيعية السلبية كالزلازل والرياح وانزلاقات التربة والجفاف*. وبما أن الجزائر ليس في* منأى عن هذه الكوارث فلا بد من تضافر كامل الجهود من أجل بناء أكبر عدد من تلك البنايات التي* تصد تلك الكوارث خاصة وأن الشريط الساحلي* الجزائري* معرض لنشاط زلزالي* في* أية لحظة*.
الجزائر تتذكر نكبة زلزال بومرداس
تذكر سكان ولاية بومرداس وما جاورها من مدن وولايات،* أمس النكبة التي* حلت بهم وعلى الجزائريين جميعا والمتمثلة في* الزلزال المدمر الذي* مرّ* عليه* 7* سنوات تاركا وراءه الهول وتشريد العديد من العائلات دون ذكر الموت تحت الأنقاذ والجرحى والمعوقين وكانت حصيلة هذه الكارثة الطبيعية العنيفة ثقيلة حيث تسببت في* هلاك* 1391* شخص وإصابة* 3444* آخرين بجروح كما ألحقت خسائر مادية تجاوزت* 3* مليارات دولار*. كما شل هذا الزلزال الذي* حدد مركزه بمنطقة زموري* البحري* الحياة بأكملها وكأنه* يوم الهول،* حيث ألحقت أضرارا متفاوتة الخطورة بأكثر من* 100* ألف مسكن منهم أكثر من* 10* آلاف مسكن هدمت بكاملها إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي* لحقت بالمرافق العمومية وعلى البنية التحتية بأكملها*.
ومن بين أهم التبعات التي* نجمت عن هذه الكارثة والتي* أصبحت تؤخذ بعين الاعتبار في* المشاريع والبنايات هو إعادة تصنيف الولاية من منطقة زلزالية من الدرجة الثانية إلى منطقة زلزالية من الدرجة الثالثة،* حيث تم على إثر ذلك إعادة تكييف كل المشاريع التي* كانت قيد الإنجاز أو التي* هي* في* طور الانطلاق أو التي* ستنطلق لاحقا*. كما سمح هذا الزلزال العنيف استنادا إلى الدراسات المتخصصة التي* أقيمت في* هذا الشأن بمعرفة المناطق التي* مر بها الخط الزلزالي* ومركزه حيث تم تصنيفها وأخذها في* الحسبان في* كل مخططات التهيئة والتعمير التي* يجري* إعادة مراجعتها جميعها إلى حد اليوم مباشرة بعد السنة التي* وقع فيها الزلزال*.
وبعد سبع سنوات من تنصيب الشاليهات خصيصا للمنكوبين وإعادة إسكان أغلبية العائلات في* سكنات لائقة تحولت مواقع هذه الشاليهات التي* أعيد منحها لعائلات أخرى* غير منكوبة في* إطار اجتماعي* إلى عبء ثقيل على الدولة بعد تدهور حالتها* وتشويهها للمنظر العام لكل الولاية نظرا لمدة صلاحيتها المحدودة*. ويجرى حاليا التفكير لوضع إستراتيجية شاملة للقضاء على الظاهرة السلبية المترتبة عن هذه الشاليهات ترتكز على تسجيل إنجاز برنامج سكني* اجتماعي* هام مستقبلا تمنح سكناته بعد إنجازها للقاطنين بالشاليهات بعد دراسة الملفات حالة بحالة ليتم بعد ذلك إزالتها واستغلال العقار المسترجع في* مشاريع تنموية وسياحية أخرى خاصة وأن الشاليهات تحتل مساحات شاسعة وتقع بمواقع حضرية وسياحية هامة*. وكانت الدولة قد رصدت بعد الكارثة ميزانية ضخمة في* كامل المجالات حيث تم إنجاز برنامج سكني* استعجالي* ضخم* يتكون من ثمانية آلاف مسكن لإعادة إسكان المنكوبين بعد تهدم سكناتهم أين تم إلى حد اليوم تسليم* 7350* وحدة سكنية،91* بالمائة من مجمل البرنامج السكني* المبرمج ويبقي* 650* وحدة سكنية قيد الإنجاز*. وتم التكفل في* هذا الإطار بـ* 6848* عائلة منكوبة تهدمت سكناتها بإعادة إسكانها في* سكنات لائقة و3272* عائلة أخرى في* نفس الخانة منحت لها إعانات مالية مباشرة من أجل إعادة بناء سكناتها المهدمة أو اقتناء سكنات جديدة لتبقى* 500* عائلة تنتظر إعادة الإسكان ببلدياتهم الأصلية في* السكنات التي* لا تزال قيد الإنجاز،* كما تم التكفل كلية في* نفس الإطار بـ* 85738* مسكن متضرر جراء الزلزال بعمليات الترميم على عاتق مؤسسات البناء التي* جندتها الدولة أو عن طريق منح إعانات مالية مباشرة للمنكوبين للقيام بعمليات الترميم وإعادة بناء سكناتهم،* كما شملت عملية إعادة التهيئة والبناء العديد من المنشآت الأخرى سواء تعلق الأمر بقطاع التعليم،* الصحة،* الري* أو الكهرباء وحتى الأشغال العمومية من أجل أن تستعيد جوهرة الساحل بومرداس بريقها من جديد الذي* فقدته خلال السنوات الماضية المتزامنة والزلزال المدمر الذي* ألحق بها خسائر في* كامل مجالات الحياة*.
المفضلات