ممارسة الحزن ...

قصيدة في الحب والحزن


ممارسة الحزن
أني أحبك حتى الجنون
ممارسة الحزن
أن نستسخف أحزاننا
أن نستخف بأقدارنا
أن نتمنى الحياة بكل وضوح
وليست لنا
ممارسة الحزن
أن تتركني
وحيدا بعيدا
أن لا تكون بقربي هنا

فحين أروح بعيدا عنك
تضيق عليّ المسافات أكثر
تضيق عليّ الشوارع أكثر
وأعلق في زحمة السير والناس
وأتعب فوق الذي تتصوّر
ممارسة الحزن
أنّ الطريق الوحيد لحبك
أن أتمسّك بالحزن أكثر
أن أستمرّ أنا
في الحياة الخفيفة
بين الطريق وبين المقاعد
وبين الحدائق
ممارسة الحزن
ألّا نضيف طقوس الحياة
إلى عيشنا

فحين أعود إليك جريحا
ألم الحياة على أضلعي
وأمسح في حسرة أدمعي
وأجلس بين يديك كتوما
حزينا صريحا
وأمشي بقربك في حينا

ممارسة الحزن
أنّ اللذين تحب
يحبون غيرك
ويمشون في الطرقات لغيرك
ويسهرون الليالي لغيرك
وأنت الوحيد
وصوت أنينك مثل اللقيط
مثل الشريد
تريد الحياة
ولكنّ من يمنحون الحياة
ليسوا يمرون في حينا

ممارسة الحزن
أنّ حبيبك يذهب كل مساء
إلى (أوراق الزمان )
وأنك مختنق في جدار المكان
وأنك مكسور العنفوان
وأنك أصبحت مثلي حزينا
يكورك الصمت
تعيش على ما تبقى لغيري وغيرك
من باقيات المنى

وحين أمر عليك
وتنزل من باب بيتك قربي
أسير بقربك حتى الذهول
وأعلق بعد المشاوير تلك الحزينة
في صمتنا

ممارسة الحزن
أني رجوتك عشرين مرة
أني أردتك عشرين مرة
أن تمنعني حتى
أن اكتب الشعر عنك
وأن أكتب الشعر منك
أن أتعلم كيف أعيش سجينا حرا
بلا جدران
لأنك في آخر الأمر
قدر كئيب
مثل جميع طقوس الحياة
نمارسه
مثل خبز الجسد
نجربه مثل جنس الجسد
ونهرب منه بعيدا
إلى حيث ليس يرانا أحد
إلى كهفنا
إلى يأسنا
لأني أراقب وجهك في الصمت
في النوم
لأنك ترغب في كل شيء
غيري أنا
غيري أنا

ممارسة الحزنْ
ممارسة الحضن
لأنك في آخر الأمر
قدر كئيب
مثل جميع طقوس الحياة
نمارسه
مثل خبز الجسد
نجربه مثل جنس الجسد
ونهرب منه بعيدا
إلى حيث ليس يرانا أحد