محمد أديب الدايخ
يوم الوداع
يومَ الوداع فلا سقتكَ طَََلولُ
كم أرّقتنا في البُعاد طُلولُ
رِقِّي سعاد وودّعينا فالنوى
مرٌّ – فديتُك – والفراق طويلُ
لا ذقتِ ما ذاق الفؤادُ من الهوى
أبداً- فما أمرُ الغرام قليلُ
أوَ تُسعفينَ أيا سعادُ بنظرةٍ؟
يا أُنسَ روحي ،هل لذاك سبيلُ؟
فلعلّني أقضي وأُدفَنُ عندها
وعسى تُوافي تُربتي وتقولُ
نم يا حبيبي ما عَرَفتُك صادقاً
حتى قضيتَ وحان منك رحيلُ
نم يا حبيبي قد وهبتُك مهجتي
يوم القيامة أذ يدوم وُصولُ
حرّمتُ نفسي عن سواك وإنني
حتى نُزََفّ إلى الجِنانِ بتولُ
إن حرّم المولى لقانا هاهنا
فلنا لقاءٌ في الجِنان يطولُ
وهناك لن نلقى عذولاً ظالماً
ما ثَمَّ إلاّ خُلَّةٌ وخليلُ
إنّ العواذلَ أسرفوا في عذلنا
ياليت شعري هل هناك عذولُ؟
نظري إلى الوجه الجميل
نظري إلى الوجه الجميل نعيمُ
وبعاد من أهوى عليّ عظيمُ
أنا الذي كنت لم ارحم عاشقاً
حتى بليت فصرت بالعشق للعاشقين رحيمُ
يا زارع الريحان حول خيامنا
لا تزرع الريحان لست تقيمُ
لا تحسبوا كل من ذاق النوى عرف الهوى
ولا كل من شرب المدام نديمُ
ولا كل من طلب السعادة نالها
ولا كل من قرأ الكتاب فهيمُ
مالي لسان أن أقول ظلمتني
والله يعلم أنني مظلومُ
قالوا تسلى عن المحبوب قلت بمن ؟
كيف التسلي وفي الأحشاء نيرانُ
إن التسلي حرامٌ في مذاهبنا
فكيف يبدل بالكفران إيمانُ
فشارب الخمر يصحو بعد سكرته
وشارب الحب طول العمر سكرانُ
أنا راهب العشاق
كلتاهما للسكر خمرة لذةٍ
من قال سكري في هواكِ حرام ؟
وأنا المتيم بالمدامة والهوى
أنا راهب العشاق كيف أُضامُ
وجهت وجهي للجمال تعبداً
فمناسك التسبيح والإحرام
سبحان من خلق الجمال معارجاً
للروح حتى تسلوا الأنسام
فالحسن فرضٌ والمظاهر عدةٌ
وأنا في محراب الغرام إمامُ
المفضلات