آخر كلمات القَرَّاء الضرير
شعر/ أ.د: جابر قميحة
في منطقة (تل الخرابنة) بجنوب مصر عُثِر سنة 1928م في قبوٍ على مجموعة من الأوراق البردية، وعددها 52 مكتوبة بلغةٍ مركَّبة من الهيروغليوفية والآرامية القديمة، منسوبة إلى (حاموتاب) القَرَّاء الضرير، وأقدِّم ترجمةً شعرية للورقة رقم 52.

(1)

يا أفق الوطن المسكين
ماذا في غدك المكنون؟
دعني أهتك عنك
ضباب كتابك حتى أشهد
يا لله
!

إني لا أشهد غير سوادٍ ملعون
وشبابٍ مهزوم النخوة
مهتوك العزم
وحطامٍ كالعصف الذاوي
من شجر التين المحروق
وغصونِ الزيتون البالي
وبقايا راكدةٍ من ماءٍ وعيون
وقوافلَ من فلكٍ
مشحون
تحمل للشعب المحروم
شحنة
"بانجو" وهيروين

(2)

إني أسمع عصف الريح الصَّرصرْ
تعوي في الوطن المفجوع
وتزأر
يَهْدم ويدمر
يجتاحُ اليابسَ والأخضر

(3)

ما كانت هذي بالرؤيا
بل أشهدُ ذلك رأيَ العين
وأرى أيضًا بقرات سبعًا
عجفاوات سودًا
ينزفن دماءً وصديدًا
يأكلن سمينات من
أبقارٍ
.. ألفٍ.. بل مليونْ
وأرى كل سنابل أرض النهر
تجف
.. وتيْبَسُ ثم تَهاوَى
لتكون طعامًا للدود المنكود

(4)
وأرى الطوفانَ العارِم قادمْ
بسيول عاتيةٍ سوداء
ليست من ماء
بل من قَيءٍ
.. وصديدٍ
ودماءْ
..

فإذا ما حُمَّ اليومُ الأسودُ
فاحذر أن تسأل
- يا
ولدي الطيب
- عن نوح
وسفينة نوحْ
أو عن جبلٍ يحميك
ويعْصمكَ من اللُّجَجِ
السوداءِ
.. الحمراءْ
أو عن قطعة ضوءٍ
تستهديها في الظلماء
أو عن نوحٍ وسفينته
فسفينة نوحٍ
..

صادرها
"الأمنُ الليلي"

وزوارُ الفَجرْ
في صمت
.. فكوها..

باعوها لَوْحًا لوحا
مسمارًا
.. مسمارا
للملِك
"اليأجوج"

باعوها بالدولار
.. وبالدينار
وبالويسكي المستورد والكفيار
وأجوس خلال الجوديّ
..

فيا بؤس الجوديِّ الأخضر
مَرسى نوحٍ
.. وسفينته
وحمائمه
.. وصحابته
جعلوه
"منطقة حرة"
"
منطقة الجودي الحرة
للتهليب
.. وللتهريبْ"

(5)

فلتلزم تابوت الصمت
ولتحذر أن تهتف
في غدك المفجوع العاني
"
يا يوسف فلتأت إلينا..

يا يوسف لا تبعد عنا
"

يوسف صدِّيقٌ يا ولدي
ولذلك يأبى أن يتولى
أمرَ خزائنِ وطنٍ منهوبٍ
مطحونْ
..

ليكون عليها خيرَ أمينْ
يوسف هاجر للصحراءْ
آثر أن يرجع للجبِّ المعزول
هناكْ
فخزائن هذا الوطنِ المطحونِ
تولاها حرَّاس الوطن
من العسكر
شطارِ المنسر
(6)

وأرى في سِفْر الوطنِ المكنونِ
الطفلَ الأخضرَ
نَبْتَ الوطنِ العاني
إما مفقودًا
.. أو مغتصبا
أو موْءودا
إذ يأتي يومٌ يا ولدي
..

يتشبث فيه بثدي الأم
يعتصر بفكيه الحلَمة
يستجديها نقطةَ لبنٍ
هاربةً في أعماق الصدر
لكي تنقذه
من جوع ساعرْ
لكنَّ الحلمةَ لا تسعفه
إلا بنقاط من دمْ
يتلوها قيْءٌ وعدمْ
فالعسكر
- في نهم كافر-

امتصوا حتى لبن الأمِّ
فلما شبعوا
خنقوها في ليلٍ دامٍ
أما الطفل
..

فقد وأدوه بقاعِ النهرْ
(7)

وأرى ألسنة الصفوة
من أحرار الناس ستُقطعْ
وعيون الأطهار ستُقلعْ
لتكون قلائد وعقودا
وأساور تُهدَى
"
لِسالومى"

راقصةِ الملكِ اليأجوجْ
(8)

والكلمةْ
..

يا ويلَ الكلمة
ستُراق دماها ليل نهارْ
كي تَروي بستان
"سالومى"

ولِتَروِيَ أرض
"اليأجوج"

المنهوبة من
"أرض النهرْ"

(9)

وستشهد كل فجاج الأرض
تضيقُ
.. تضيقُ بما رحُبت
حتى يتخذ الأحياءُ
قبورَ الأمواتِ مساكنْ
بل يغدو الموت
- بلا ألمٍ-

حلمَ الأحلامْ
..

يطلبه الناس صباح مساء
"
بحق البؤس
وحق الذل
تعالَ
.. تعال"

فلا يأتي
حتى الأيام
- وصدقني-

ستحاول أن تنتحر فلا تقدرْ
تنتحر لتخلص من عارٍ
موهومٍ
.. كاذبْ
ألصقه فيها الأفاقون
الأفاكون
إذ قالوا
:
"
عار الأيام
ظلم الأيام
غدر الأيام
"

مع أن الأيام من العار بريئةْ
والحقَّ أقول
:

العار الداعر فيمن سبوا الأيام
فيمن شحنوا الزمن الناصعَ
بمخازيهم
.. هربًا منها
فيمن قالوا
:

ليس العدل أساس الملك
فيمن قالوا
:
"
إن الملكَ بديلُ العدل.. وفوق العدل"

فيمن تخذوا الجبن فضيلة
فيمن جعلوا الطهر جريمة
أما الصدق فشر رذيلة
فيمن قصفوا عنق الكلمة
وبغدر قد غالوا الشمس
وانتزعوا روح المستقبل
وانتهكوا الحاضر والأمسْ
(10)

وأرى
"سالومَى" والمنسرْ
في رقصة عُهْر مجنون
تسكرهم أنخابٌ شتَّى
من خمر ضارٍ
.. ودماءْ
في مأتم شعب مطحونْ
في أرض النهر المحزونْ

(11)

يا ولدي الطيب معذرةً
فالرؤية قد تاهتْ مني
والسحب الدامية السوداءْ
تمطر جمرًا وسكاكينْ
تطوى كل حطام باقٍ
من ماء وعيونْ
وجذور التين أو الزيتون
وأحسُّ بنبضي الذاوي
في قلبي المطعونْ
يأسره الصمت الأبديُّ
فأعجزُ عن أن استقرئ
باقية باكية
من سِفْر الوطن المكنونْ

لا تصالحْ
!

شعر/ أمل دنقل
القصيدة ذائعة الصيت التي استوحى فيها الشاعر قصة حرب البسوس وقد جاءت في إطار انتقاده مساعي السلام المصري الإسرائيلي


لا تصالحْ!
..
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(
إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
"..
ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-
كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ

وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(
في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9)
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ

الأدلّـة !


شعر/ أحمد مطر

الموتُلَهُبالمِرصـادْ :
هَـدأةُفَـخٍّ،
رَعْشَـةُحَبْـلٍ،
شَهْقَةُقَوسٍ،
رَعْـدُزِنـادْ .
إنطارَإلىأعلىجَبَـلٍ
أوغارَإلىأسـفَلِوادْ
سَـوفَيُبـادْ .
**
-
هُـوَشُـوهِدَيَلتَقِطُالزّادْ !
-
ويَطيـرُإلىحيثُأرادْ !
-
وَيَحُـطُّلِيَنظِـمَأعشاشـًا !
-
ويُمارِسُفَـنَّالإنشـادْ !
كُـلُّأفاعيـلِالعُصفـورْ
شـاهِدَةٌأنَّالمَذكـورْ
قـامَبإرهـابِالصَيَّـادْ !
**
أيُّبِـلادْ
تَجـرؤُأنتَضَـعَالأصفـادْ
أوتَنفـيَجُـرْمَالإفسـادْ
عَـنمُتَّهَمٍبِبَـراءتِه
فيهـذاالزّمَـنِالقَـوّادْ؟!


شباب الإسلام
شعر/ هاشم الرفاعي
القصيدة التي أبدعها الشاعر الشهيد هاشم الرفاعي لتصبح نشيدا يردده الشباب المسلم في كل مكان ، وقد صدح بها المطرب السوري أبو مازن - رضي الله عنهم أجمعين.
مَـلـكنـا
هـذهِالدنياقُرونـاً
وأخـضَـعَها
جدودٌiiخالـدونـا
وسـطَّـرنـا
صحائفَمنضياءٍ
فـمـا
نسيَالزمانُولاiiنسينـا
حـمـلنـاهـا
سيوفاًiiلامعـاتٍ
غـداةَ
الـروعِتـأبـىأنْiiتلينا
إذا
خـرجَـتْمـنالأغمادِيوماً
رأيـتَ
الـهـولَوالفتحَiiالمبينـا
وكـنُّـا
حـيـنَيرمينـاiiأناسٌ
نُـؤدِّبـهـمْ
أبـاةًiiقـادريـنـا
وكـنَّـا
حـيـنَيأخُذنـاولي
بـطـغـيانٍ
ندوسُلـهُiiالجبينـا
تـفـيـضُ
قُلوبُنابالهديِiiبأسـاً
فـمـا
نُـغضيعنالظلمِiiالجُفونا
ومـا
فـتـئَالزمانُيدورiiحتى
مـضـى
بـالمجدِقومٌiiآخرونـا
وأصـبحَ
لايُرىفيالركبِiiقومي
وقـد
عـاشـواأئِـمَّتَهُسنينـا
وآلـمـنـي
وآلـمَكـلِّحـرٍّ
سـؤالُ
الـدهرِ: أينالمسلموناii؟
تُـرى
هـليـرجـعُالماضيii؟
فـإنـي
أذوبُلذلكَالماضيحنينا
بَـنَينا
حقبةًفـيالأرضiiمُلكـاً
يـدعِّـمـهُ
شـبـابٌطامحُونـا
شـبـابٌ
ذَلَّـلواسُبـلَiiالمَعالي
ومـا
عَـرفواسوىالإسلامِiiدينا
تَـعَهَّدَهـمْ
فـأنبتهمْنباتـاًكريماً
طـابَ
فـيالـدنـيـاiiغَصونا
هـمُ
وردواالـحـياضَمباركاتٍ
فـسـالتْ
عندَهمْمـاءًiiمَعـينا
إذا
شـهِـدواالوغىكانواiiكُماةً
يـدكُّـونَ
الـمـعاقلَiiوالحُصونا
وإنْ
جـنَّالـمـسـاءُفلاتراهم
مـن
الإشـفـاقِإلاساجِدينـا
شـبـابٌ
لـمْتُـحطِّمهُiiالليالي
ولـمْ
يُـسـلِمْإلىالخصمِiiالعرينا
ولـم
تـشـهدُهُمُالأقداحُيـوماً
وقـد
مـلأوانـواديـهمiiمُجونا
ومـا
عـرفـواالأغـانيiiمائعاتٍ
ولـكـنَّ
الـعُـلاصِيغَتْiiلُحونا
وقـد
دانـوابـأعـظَمِهِمْنِضالا
وعـلـمًا،
لابـأجرِئِهمْiiعيونا!

فـيـتَّـحدونَ
أخـلاقاًعِـذاباً
ويـأتـلـفُـون
مُجتمعـاًرزينا
فـمـا
عَـرَفَالخلاعَةَفيبناتٍ
ولا
عَـرَفالـتـخـنُّثَفيبنينا
ولـم
يـتـشدَّقوابقـشورِعلمٍ
ولـمْ
يـتـقيّبوافـيiiالمُلحدينا
ولـم
يـتـبـجحوافيكلِّأمـرٍ
خـطـيـرٍ
كـيْيقـالَمثقفونا
كـذلـكَ
أخرجَالإسلامُiiقومي
شـبـابـاً
مُخلصاًحـرًّاiiأمـينا
وعـلَّـمـهُ
الـكرامةَكيفiiتُبنى
فـيـأبـى
أنْيُقَّيدَأوiiيـهونـا
دعـونـي
مـنأمـانٍكاذباتٍ
فـلـم
أجـدِالـمُنىإلاظُنونـا
وهـاتـوا
لـيمـنَالإيمانِiiنوراً
وقَـوُّوا
بـيـنَجـنبيَّiiاليَقينـا
أمُـدُّ
يـديفـأنـتزعُiiالرواسي
وأبـنِِ
الـمـجـدَمؤتلقاًمكينـا







حديث عصري
إلى أبي أيوب الأنصاري

شعر / أ.د: جابر قميحة
"ظل الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - يجاهد في سبيل الله إلى أن دفن في استانبول . وقد ألقيتُ هذه القصيدة يوم 25/8/1993م في مؤتمر رابطة الأدب الإسلامي العالمية المنعقد في استانبول" بتركيا.
يـا
أبـاأيـوبَوالإسـلامُقُـرْبـىiiوانْتسابُ
قـدأتـيـنـاكفـفـيالـلُّقيااغتنامٌiiواكتسابُ
نـتـمـلَّـىأرضمـجدٍيزدهيفيهاiiالخطابُ
يـاكـريمًاضافَخيرَالرُّسْل،ياطِبْتَوطابوا
نـاخـتالقصواءُفيرحبكيانِعْمَiiالرحابُ
قـدقـصـدنـاكضـيوفًاولنافيكمْرغابُ
نـيِّـراتُالـقـصْـدِلامـنهاطعامٌأوiiشرابُ
أوهـوىلـيـلـىولُـبْنَى،أوسعادٌأوiiرَبابُ
إنـمـاجـئـنـاكتـحـدُونابطولاتٌiiعُجابُ
ذكـريـاتٌفـيفـمِالـدنياهيالمسْكُiiالمذَابُ
حينكنتمبلْسمًافي السلم صَفْوًا لاiiيُشابُ
ولـكـمفـيسـاحـةِالـنـوربـنودٌوقبابُ
وقـلـوبٌمـلْـؤهـاالـرحمةُوالحبُّiiاللبابُ
***

فـإذا
مـاظُـلِمَالبُرْهانُأوغِيلَiiالصوابُ
هِـجْـتُـمُالـهْـولَ،فَـلـلْـهولِزفيرٌiiولُهابُ
وإذاأنـتـم - حُـمـاةَالـحـقِّ- آسادٌغضابُ
رفـرفـتْمنفوقهمْفيساحةِ الهولI iالعُقَابُ
وخـيـولُاللهتـمضِي،فهْيَفيالسَّاحِiiالجَوابُ
مـثـلماالسيلُ،لهافيالحَزْنِوالسَّهْلiiانصبابُ
ولـهـافـيسـاحـةِالـنـصرذهابٌiiوإيابُ
وضُـبـاحٌوصـهـيـلٌ،وصـلـيلٌiiوضِرابُ
وحِـرابٌسـاعـراتٌ،فَـلْـتَـقُوليياiiحِرابُ
وسـيـوفٌ،وحـتـوفٌ،وزحوفٌ،لاiiانسحابُ
وهـتـافُالـعـزةِالـقَـعْساءِيحدُوهالسحابُ
والـمـنـايـا- لاالدنايا- هيللصَّحْبِiiالطِّلابُ
خـالـدٌفـيـهـم،وسـعـدٌ،والمثنَّىiiوالحُبَابُ
مِـنْدمـاهُمْفينواصيالخيلعطرٌiiوخِضابُ
لـميـكـونـواكجيوشٍقطعواالأرضَiiوجابوا
مـاهُـمُـوإلاشُـمُـوسٌزاحفاتٌأوiiهِضابُ
لـيـسيـثـنـيهمْعنالزحفِجبالٌأوiiعُبابُ
فـهُـمُـولـلـمـوتهَـبُّوا،ونِدااللهiiأجابُوا
يـومدكُّـواالـفـرسَوالرومَوماهانُواiiوهابوا
فـإذاالأعـداءُ - مـنرُعْـبٍهباءٌأوiiسرابُ
إنـهالـمـسـلـمُحـقًّـاسيفُحقٍّأوشِهابُ
فـيسـبـيـلاللهيـحـيـا،لانفاقٌلاكِذابُ
مـصـحـفٌيـمشي , عليهمنتقىاللهiiثيابُ
سـيـفُـهُإنيَـبـغِبـاغٍهـوللباغيiiعِتابُ
هـكـذاكـنـتـم - أباأيوبَوالغرُّiiالصحابُ
دررًازانـتْجـبـيـنَالـدهْـرَشِيبٌوشبابُ
شـابَفَـوْداكَمـنالدهرومافيالشيبِiiعابُ
لـميـكـنيُـحْـسَـبُبالسنِّمشيبٌأوiiشبابُ
لـيـسَبـالـشبانِمنهانُواإذاحطَّتصِعابُ
وإذاالـشـيـخُتـجلىفهْوفيالحربiiالشهابُ
ثـمطـالالأمـدُالـمـنـكـودُواهتزَّالجَنَابُ
وغـدابـيـنَقـلـوبِالـقوموالدينiiحجابُ
ثـمحـلالـوهْـنُفـيهموهوىالدنياiiطلابُ
***

ثـم
جـئـنـاكَولـلـشـعـرِنشيجٌوانْتحابُ
بـقـلـوبٍدامـيـاتٍبـعْـدَأنجلَّiiالمُصابُ
مـنديـارقـدتـغـشـاهـاظـلامٌiiوضَبَابُ
فـالـقـوانـيـنُانـتـهاكٌوانتهاشٌiiوانتهابُ
وسـجـونٌوشـجـونٌودمـوعٌواغـتـصابُ
وأنـاالـمـسْـلِمَفيأرضيلِيَالعُقبىiiاغترابُ
لـميَـعُـدلـلـبـلبُلِالغرِّيدِفيالدوْحِiiرحابُ
واسـتـقـرتْفـيرحابِالدوحبُومٌiiوغرابُ
صَـوْتُـهُفـيـهِنـعـيـبٌونـعيقٌiiمستطابُ
وعـلـىالـبُـلـبـلِأنيمضييُغَشِّيهiiالعذابُ
شـاردَالـخطو،حبيسَالشجْوِتَقْلِيهiiالشعابُ
ويـنـاديالأُفْـقَ : هـلللفجرمنليْلِكَبابُ؟
فـإذاالأصـداءُهـمٌّوضـيـاعٌiiواكـتِـئـابُ
إنـهلـيـلٌكـثـيـفٌمُجرمُالظُّلْمَاتِ.. iiغابُ
ذوعُـيـونٍراصـداتٍشَـرعُـهاظُفْرٌiiونابُ
قُـوتُـهـاالأعْـراضُ،أمَّـادَمُنَافَهْوَiiالشرابُ
وبّـخـورُالـزيـفِدِيـنٌوالـنـفاقاتُiiكتابُ
والـمـروءاتُخـطـايـا،والـنَّذالاتiiصوابُ
ويْـحَقـلـبي - ياأباأيوبَ - قدجُنَّالحسابُ:
ألـفُمـلـيـونبـلاقـدْرٍولاحتىالذبابُ!!
بـلغُـثـاءٌكـغُـثـاءِالـسـيْلِبالنفخِيُذابُ
وقـلـوبٌمـنهـواءوحـنـايـاهُـمْiiخرابُ
يـسـتـويمـنهمحُضورٌفيحماهاأوiiغيابُ
لاتـسَـلْـهُمْعنغِضابٍ،لميَعُدْفيهمiiغضابُ
لاتَسِلْهُمعنعُضاب،ماتَفيالغِمْدِالعُضابُ
والـخـيـولُالـجـردُنامتْفيمآقيهاiiالذبابُ
غـابـتالـصَّـهْـوَاتُمنهاوتغشاهاiiالتُرابُ
أَنـعَـاجٌمـاأرىفي الساحِ أمْخيْلٌعِرابُ
أيـنسُـوَّاسُـكيـامنكنتِفيالهولِiiتُهابُ؟
قـالثـأرُالله "لاتـسـألْ،فـقـدوَلًَّواiiوذابوا
يـالَـقَـومـيعنجهادالقومقدصامُواiiوتابوا
وأطـاعُـوامـنأضـلُّـوهموأَغْروْهُمْiiفخابُوا
"
وأعِـدُّوامـااسـتـطـعـتم" قدتولاهاالغيابُ
أمتـرىالأنـفالَوا ذلاهلـميَـحْـوِiiالكتابُ؟
أوَديـنٌغـيـرُديـنِاللهلُـحـمَـاهُiiارتيابُ؟
وانـقـهـارٌوانـهـيارٌوانصهارٌواضطِرابُ؟
***

أنـا
لمأَقْنطْولكنْ ضَلَّفيقوميiiالصوابُ
ويـقـيـنـيأننيبينيوبينالنصْرِI iقابُ
إنـهـاسُـنَّـةُربِّـيلـيـسَتَـفْنَىياذئابُ
قـديـغـيـبُالحقُّيومًاثميأتيهالغلابُ
فـإذاالـلـيـلُتـمادىفسيمْحُوهُانْجِيابُ
ويـشـقُّالأفْقَسيفُالفجرِ والآيُiiالعِذابُ
ويـعـودُالـبـلـبـلُالـغِرَّيدُ،يانِعْمَI iالإيابُ
ويـعـودالـدوحُدَوْحًـاوالـروابيiiوالشِّعابُ


ولد الهدى

شعر / أحمد شوقي
القصيدة الهمزية
التي أبدعها أمير الشعراء أحمد شوقي في مولد خير خلق الله محمد بن عبد الله
وقد صدحت بها أميرة الغناء العربي أم كلثوم
.
وُلِدَ
الهُدىفَالكائِناتُضِياءُ
وَفَمُ
الزَمانِتَبَسُّمٌiiوَثَناءُ
الروحُ
وَالمَلأُالمَلائِكُiiحَولَهُ
لِلدينِ
وَالدُنيابِهِiiبُشَراءُ
وَالعَرشُ
يَزهووَالحَظيرَةُiiتَزدَهي
وَالمُنتَهى
وَالسِدرَةُiiالعَصماءُ
وَحَديقَةُ
الفُرقانِضاحِكَةُiiالرُّبا
بِالتُرجُمانِ
شَذِيَّةٌiiغَنّاءُ
وَالوَحيُ
يَقطُرُسَلسَلًامِنiiسَلسَلٍ
وَاللَّوحُ
وَالقَلَمُالبَديعُiiرُواءُ
نُظِمَت
أَساميالرُسْلِفَهيَiiصَحيفَةٌ
في
اللَّوحِوَاسمُمُحَمَّدٍiiطُغَراءُ
اسمُ
الجَلالَةِفيبَديعِiiحُروفِهِ
أَلِفٌ
هُنالِكَوَاسمُطَهَiiالباءُ
يا
خَيرَمَنجاءَالوُجودَiiتَحِيَّةً
مِن
مُرسَلينَإِلىالهُدىبِكَiiجاؤوا
بَيتُ
النَبِيّينَالَّذيلاiiيَلتَقي
إِلّا
الحَنائِفُفيهِوَالحُنَفاءُ
خَيرُ
الأُبُوَّةِحازَهُمْلَكَiiآدَمٌ
دونَ
الأَنامِوَأَحرَزَتiiحَوّاءُ
هُم
أَدرَكواعِزَّالنُبُوَّةِiiوَانتَهَت
فيها
إِلَيكَالعِزَّةُiiالقَعساءُ
خُلِقَت
لِبَيتِكَوَهوَمَخلوقٌiiلَها
إِنَّ
العَظائِمَكُفؤُهاiiالعُظَماءُ
بِكَ
بَشَّرَاللَهُالسَماءَiiفَزُيِّنَت
وَتَضَوَّعَت
مِسكًابِكَiiالغَبراءُ
وَبَدا
مُحَيّاكَالَّذيقَسَماتُهُ
حَقٌّ
وَغُرَّتُهُهُدًىiiوَحَياءُ
وَعَلَيهِ
مِننورِالنُبُوَّةِiiرَونَقٌ
وَمِنَ
الخَليلِوَهَديِهِiiسيماءُ
أَثنى
المَسيحُعَلَيهِخَلفَiiسَمائِهِ
وَتَهَلَّلَت
وَاهتَزَّتِiiالعَذراءُ
يَومٌ
يَتيهُعَلىالزَمانِiiصَباحُهُ
وَمَساؤُهُ
بِمُحَمَّدٍiiوَضّاءُ
الحَقُّ
عاليالرُّكْنِفيهِiiمُظَفَّرٌ
في
المُلكِلايَعلوعَلَيهِلِواءُ
ذُعِرَت
عُروشُالظالِمينَiiفَزُلزِلَت
وَعَلَت
عَلىتيجانِهِمiiأَصداءُ
وَالنارُ
خاوِيَةُالجَوانِبِiiحَولَهُمْ
خَمَدَت
ذَوائِبُهاوَغاضَiiالماءُ
وَالآيُ
تَترىوَالخَوارِقُiiجَمَّةٌ
جِبريلُ
رَوّاحٌبِهاiiغَدّاءُ
نِعمَ
اليَتيمُبَدَتمَخايِلُiiفَضلِهِ
وَاليُتمُ
رِزقٌبَعضُهُiiوَذَكاءُ
في
المَهدِيُستَسقىالحَياiiبِرَجائِهِ
وَبِقَصْدِهِ
تُستَدفَعُالبَأساءُ
بِسِوى
الأَمانَةِفيالصِباوَالصِدقِiiلَم
يَعرِفْهُ
أَهلُالصِدقِiiوَالأُمَناءُ
يا
مَنلَهُالأَخلاقُماتَهوىiiالعُلا
مِنها
وَمايَتَعَشَّقُiiالكُبَراءُ
لَو
لَمتُقِمدينًالَقامَتiiوَحدَها
دينًا
تُضيءُبِنورِهِiiالآناءُ
زانَتكَ
فيالخُلُقِالعَظيمِiiشَمائِلٌ
يُغرى
بِهِنَّوَيولَعُiiالكُرَماءُ
أَمّا
الجَمالُفَأَنتَشَمسُسَمائِهِ
وَمَلاحَةُ
الصِدّيقِمِنكَiiأَياءُ
وَالحُسنُ
مِنكَرَمِالوُجوهِiiوَخَيرُهُ
ما
أوتِيَالقُوّادُوَالزُّعَماءُ
فَإِذا
سَخَوتَبَلَغتَبِالجودِiiالمَدى
وَفَعَلتَ
مالاتَفعَلُiiالأَنواءُ
وَإِذا
عَفَوتَفَقادِرًاiiوَمُقَدَّرًا
لا
يَستَهينُبِعَفوِكَiiالجُهَلاءُ
وَإِذا
رَحِمتَفَأَنتَأُمٌّأَوأَبٌ
هَذانِ
فيالدُنياهُماiiالرُحَماءُ
وَإِذا
غَضِبتَفَإِنَّماهِيَiiغَضبَةٌ
في
الحَقِّلاضِغنٌوَلاiiبَغضاءُ
وَإِذا
رَضيتَفَذاكَفيiiمَرضاتِهِ
وَرِضا
الكَثيرِتَحَلُّمٌوَرِياءُ
وَإِذا
خَطَبتَفَلِلمَنابِرِiiهِزَّةٌ
تَعرو
النَدِيَّوَلِلقُلوبِiiبُكاءُ
وَإِذا
قَضَيتَفَلاارتِيابَiiكَأَنَّما
جاءَ
الخُصومَمِنَالسَّماءِiiقَضاءُ
وَإِذا
حَمَيتَالماءَلَميورَدiiوَلَو
أَنَّ
القَياصِرَوَالمُلوكَiiظِماءُ
وَإِذا
أَجَرتَفَأَنتَبَيتُاللهِiiلَم
يَدخُل
عَلَيهِالمُستَجيرَiiعَداءُ
وَإِذا
مَلَكتَالنَفسَقُمتَiiبِبِرِّها
وَلَوَ
اَنَّمامَلَكَتيَداكَiiالشاءُ
وَإِذا
بَنَيتَفَخَيرُزَوجٍعِشرَةً
وَإِذا
ابتَنَيتَفَدونَكَiiالآباءُ
وَإِذا
صَحِبتَرَأىالوَفاءَiiمُجَسَّمًا
في
بُردِكَالأَصحابُiiوَالخُلَطاءُ
وَإِذا
أَخَذتَالعَهدَأَوiiأَعطَيتَهُ
فَجَميعُ
عَهدِكَذِمَّةٌiiوَوَفاءُ
وَإِذا
مَشَيتَإِلىالعِداiiفَغَضَنفَرٌ
وَإِذا
جَرَيتَفَإِنَّكَiiالنَكباءُ
وَتَمُدُّ
حِلمَكَلِلسَّفيهِiiمُدارِيًا
حَتّى
يَضيقَبِعَرضِكَiiالسُّفَهاءُ
في
كُلِّنَفسٍمِنسُطاكَمَهابَةٌ
وَلِكُلِّ
نَفسٍفينَداكَiiرَجاءُ
وَالرَأيُ
لَميُنضَالمُهَنَّدُiiدونَهُ
كَالسَيفِ
لَمتَضرِببِهِiiالآراءُ
يأَيُّها
الأُمِّيُّحَسبُكَiiرُتبَةً
في
العِلمِأَندانَتبِكَiiالعُلَماءُ
الذِكرُ
آيَةُرَبِّكَالكُبرىiiالَّتي
فيها
لِباغيالمُعجِزاتِiiغَناءُ
صَدرُ
البَيانِلَهُإِذاالتَقَتِiiاللُّغى
وَتَقَدَّمَ
البُلَغاءُiiوَالفُصَحاءُ
نُسِخَت
بِهِالتَوراةُوَهْيَiiوَضيئَةٌ
وَتَخَلَّفَ
الإِنجيلُوَهوَذُكاءُ
لَمّا
تَمَشّىفيالحِجازِiiحَكيمُهُ
فُضَّت
عُكاظُبِهِوَقامَiiحِراءُ
أَزرى
بِمَنطِقِأَهلِهِiiوَبَيانِهِمْ
وَحْيٌ
يُقَصِّرُدُونَهُiiالبُلَغاءُ
حَسَدوا
فَقالواشاعِرٌأَوiiساحِرٌ
وَمِنَ
الحَسودِيَكونُالاستِهزاءُ
قَد
نالَبِالهاديالكَريمِiiوَبِالهُدى
ما
لَمتَنَلمِنسُؤدُدٍiiسيناءُ
أَمسى
كَأَنَّكَمِنجَلالِكَأُمَّةٌ
وَكَأَنَّهُ
مِنأُنسِهِiiبَيداءُ
يوحى
إِلَيكَالفَوزُفيظُلُماتِهِ
مُتَتابِعًا
تُجلىبِهِiiالظَلماءُ
دينٌ
يُشَيَّدُآيَةًفيiiآيَةٍ
لَبِناتُهُ
السوراتُiiوَالأَدواءُ
الحَقُّ
فيهِهُوَالأَساسُوَكَيفَiiلا
وَاللهُ
جَلَّجَلالُهُالبَنّاءُ
أَمّا
حَديثُكَفيالعُقولِiiفَمَشرَعٌ
وَالعِلمُ
وَالحِكَمُالغَواليiiالماءُ
هُوَ
صِبغَةُالفُرقانِنَفحَةُقُدسِهِ
وَالسينُ
مِنسَوراتِهِiiوَالراءُ
جَرَتِ
الفَصاحَةُمِنيَنابيعِiiالنُّهى
مِن
دَوحِهِوَتَفَجَّرَiiالإِنشاءُ
في
بَحرِهِلِلسابِحينَبِهِiiعَلى
أَدَبِ
الحَياةِوَعِلمِهاiiإِرساءُ
أَتَتِ
الدُهورُعَلىسُلافَتِهِiiوَلَم
تَفنَ
السُّلافُوَلاسَلاiiالنُدَماءُ
بِكَ
يابنَعَبدِاللهِقامَتiiسَمحَةٌ
بِالحَقِّ
مِنمَلَلِالهُدىغَرّاءُ
بُنِيَت
عَلىالتَوحيدِوَهيَiiحَقيقَةٌ
نادى
بِهاسُقراطُiiوَالقُدَماءُ
وَجَدَ
الزُّعافَمِنَالسُّمومِiiلِأَجلِها
كَالشَّهدِ
ثُمَّتَتابَعَiiالشُّهَداءُ
وَمَشى
عَلىوَجهِالزَمانِiiبِنورِها
كُهّانُ
واديالنيلِiiوَالعُرَفاءُ
إيزيسُ
ذاتُالمُلكِحينَiiتَوَحَّدَت
أَخَذَت
قِوامَأُمورِهاiiالأَشياءُ
لَمّا
دَعَوتَالناسَلَبّىiiعاقِلٌ
وَأَصَمَّ
مِنكَالجاهِلينَنِداءُ
أَبَوا
الخُروجَإِلَيكَمِنiiأَوهامِهِمْ
وَالنَّاسُ
فيأَوهامِهِمْiiسُجَناءُ
وَمِنَ
العُقولِجَداوِلٌiiوَجَلامِدٌ
وَمِنَ
النُّفوسِحَرائِرٌiiوَإِماءُ
داءُ
الجَماعَةِمِنأَرِسطاليسَلَم
يُوصَفْ
لَهُحَتّىأَتَيتَiiدَواءُ
فَرَسَمتَ
بَعدَكَلِلعِبادِiiحُكومَةً
لا
سوقَةٌفيهاوَلاiiأُمَراءُ
اللهُ
فَوقَالخَلقِفيهاiiوَحدَهُ
وَالناسُ
تَحتَلِوائِهاأَكفاءُ
وَالدينُ
يُسرٌوَالخِلافَةُiiبَيعَةٌ
وَالأَمرُ
شورىوَالحُقوقُقَضاءُ
الإِشتِراكِيّونَ
أَنتَإِمامُهُمْ
لَولا
دَعاوىالقَومِوَالغُلَواءُ
داوَيتَ
مُتَّئِدًاوَداوَواiiظَفرَةً
وَأَخَفُّ
مِنبَعضِالدَواءِiiالداءُ
الحَربُ
فيحَقٍّلَدَيكَشَريعَةٌ
وَمِنَ
السُّمومِالناقِعاتِiiدَواءُ
وَالبِرُّ
عِندَكَذِمَّةٌiiوَفَريضَةٌ
لا
مِنَّةٌمَمنونَةٌiiوَجَباءُ
جاءَت
فَوَحَّدَتِالزَكاةُiiسَبيلَهُ
حَتّى
التَقىالكُرَماءُوَالبُخَلاءُ
أَنصَفَت
أَهلَالفَقرِمِنأَهلِiiالغِنى
فَالكُلُّ
فيحَقِّالحَياةِiiسَواءُ
فَلَوَ
اَنَّإِنسانًاتَخَيَّرَiiمِلَّةً
ما
اختارَإِلّادينَكَiiالفُقَراءُ
يأَيُّها
المُسرىبِهِشَرَفًاإِلى
ما
لاتَنالُالشَمسُiiوَالجَوزاءُ
يَتَساءَلونَ
وَأَنتَأَطهَرُiiهَيكَلٍ
بِالروحِ
أَمبِالهَيكَلِiiالإِسراءُ
بِهِما
سَمَوتَمُطَهَّرَينِiiكِلاهُما
نورٌ
وَرَيحانِيَّةٌiiوَبَهاءُ
فَضلٌ
عَلَيكَلِذيالجَلالِiiوَمِنَّةٌ
وَاللهُ
يَفعَلُمايَرىiiوَيَشاءُ
تَغشى
الغُيوبَمِنَالعَوالِمِiiكُلَّما
طُوِيَت
سَماءٌقُلِّدَتكَiiسَماءُ
في
كُلِّمِنطَقَةٍحَواشيiiنورُها
نونٌ
وَأَنتَالنُقطَةُiiالزَّهراءُ
أَنتَ
الجَمالُبِهاوَأَنتَالمُجتَلى
وَالكَفُّ
وَالمِرآةُiiوَالحَسناءُ
اللهُ
هَيَّأَمِنحَظيرَةِiiقُدسِهِ
نَزُلًا
لِذاتِكَلَميَجُزهُiiعَلاءُ
العَرشُ
تَحتَكَسُدَّةًiiوَقَوائِمًا
وَمَناكِبُ
الروحِالأَمينِوِطاءُ
وَالرُسلُ
دونَالعَرشِلَميُؤذَنiiلَهُمْ
حاشا
لِغَيرِكَمَوعِدٌوَلِقاءُ
الخَيلُ
تَأبىغَيرَأَحمَدَiiحامِيًا
وَبِها
إِذاذُكِرَاسمُهُiiخُيَلاءُ
شَيخُ
الفَوارِسِيَعلَمونَiiمَكانَهُ
إِن
هَيَّجَتآسادَهاiiالهَيجاءُ
وَإِذا
تَصَدّىلِلظُّباiiفَمُهَنَّدٌ
أَو
لِلرِماحِفَصَعدَةٌiiسَمراءُ
وَإِذا
رَمىعَنقَوسِهِiiفَيَمينُهُ
قَدَرٌ
وَماتُرمىاليَمينُiiقَضاءُ
مِن
كُلِّداعيالحَقِّهِمَّةُiiسَيفِهِ
فَلِسَيفِهِ
فيالرَّاسِياتِiiمَضاءُ
ساقي
الجَريحِوَمُطعِمُالأَسرىiiوَمَن
أَمِنَت
سَنابِكَخَيلِهِiiالأَشلاءُ
إِنَّ
الشَجاعَةَفيالرِجالِiiغَلاظَةٌ
ما
لَمتَزِنهارَأفَةٌiiوَسَخاءُ
وَالحَربُ
مِنشَرَفِالشُّعوبِفَإِنبَغَوا
فَالمَجدُ
مِمّايَدَّعونَiiبَراءُ
وَالحَربُ
يَبعَثُهاالقَوِيُّتَجَبُّرًا
وَيَنوءُ
تَحتَبَلائِهاiiالضُعَفاءُ
كَم
مِنغَزَاةٍلِلرَسولِiiكَريمَةٍ
فيها
رِضًىلِلحَقِّأَوiiإِعلاءُ
كانَت
لِجُندِاللهِفيهاiiشِدَّةٌ
في
إِثرِهالِلعالَمينَiiرَخاءُ
ضَرَبوا
الضَلالَةَضَربَةٌذَهَبَتiiبِها
فَعَلى
الجَهالَةِوَالضَلالِiiعَفاءُ
دَعَموا
عَلىالحَربِالسَّلامَiiوَطالَما
حَقَنَت
دِماءًفيالزَمانِiiدِماءُ
الحَقُّ
عِرضُاللهِكلُّiiأَبِيَّةٍ
بَينَ
النُّفوسِحِمىًلَهُiiوَوِقاءُ
هَل
كانَحَولَمُحَمَّدٍمِنقَومِهِ
إِلا
صَبِيٌّواحِدٌiiوَنِساءُ
فَدَعا
فَلَبّىفيالقَبائِلِiiعُصبَةٌ
مُستَضعَفونَ
قَلائِلٌأَنضاءُ
رَدّوا
بِبَأسِالعَزمِعَنهُمِنَiiالأَذى
ما
لاتَرُدُّالصَخرَةُiiالصَمّاءُ
وَالحَقُّ
وَالإيمانُإِنصُبّاiiعَلى
بُردٍ
فَفيهِكَتيبَةٌخَرساءُ
نَسَفوا
بِناءَالشِركِفَهوَخَرائِبٌ
وَاستَأصَلوا
الأَصنامَفَهيَiiهَباءُ
يَمشونَ
تُغضيالأَرضُمِنهُمْiiهَيبَةً
وَبِهِمْ
حِيالَنَعيمِهاiiإِغضاءُ
حَتّى
إِذافُتِحَتلَهُمْiiأَطرافُها
لَم
يُطغِهِمْتَرَفٌوَلانَعماءُ
يا
مَنلَهُعِزُّالشَفاعَةِiiوَحدَهُ
وَهوَ
المُنَزَّهُمالَهُiiشُفَعاءُ
عَرشُ
القِيامَةِأَنتَتَحتَiiلِوائِهِ
وَالحَوضُ
أَنتَحِيالَهُiiالسَّقاءُ
تَروي
وَتَسقيالصالِحينَiiثَوابَهُمْ
وَالصالِحاتُ
ذَخائِرٌiiوَجَزاءُ
أَلِمِثلِ
هَذاذُقتَفيالدُنياiiالطوى
وَانشَقَّ
مِنخَلَقٍعَلَيكَiiرِداءُ
لي
فيمَديحِكَيارَسولُعَرائِسٌ
تُيِّمنَ
فيكَوَشاقَهُنَّiiجَلاءُ
هُنَّ
الحِسانُفَإِنقَبِلتَiiتَكَرُّمًا
فَمُهورُهُنَّ
شَفاعَةٌiiحَسناءُ
أَنتَ
الَّذينَظَمَالبَرِيَّةَiiدينُهُ
ماذا
يَقولُوَيَنظِمُالشُّعَراءُ
المُصلِحونَ
أَصابِعٌجُمِعَتيَدًا
هِيَ
أَنتَبَلأَنتَاليَدُiiالبَيضاءُ
ما
جِئتُبابَكَمادِحًابَلiiداعِيًا
وَمِنَ
المَديحِتَضَرُّعٌiiوَدُعاءُ
أَدعوكَ
عَنقَوميالضِّعافِiiلِأَزمَةٍ
في
مِثلِهايُلقىعَلَيكَiiرَجاءُ
أَدرى
رَسولُاللهِأَنَّiiنُفوسَهُمْ
رَكِبَت
هَواهاوَالقُلوبُiiهَواءُ
مُتَفَكِّكونَ
فَماتَضُمُّiiنُفوسَهُمْ
ثِقَةٌ
وَلاجَمَعَالقُلوبَiiصَفاءُ
رَقَدوا
وَغَرَّهُمُنَعيمٌiiباطِلٌ
وَنَعيمُ
قَومٍفيالقُيودِiiبَلاءُ
ظَلَموا
شَريعَتَكَالَّتينِلناiiبِها
ما
لَميَنَلفيرومَةَiiالفُقَهاءُ
مَشَتِ
الحَضارَةُفيسَناهاiiوَاهتَدى
في
الدينِوَالدُّنيابِهاiiالسُعَداءُ
صَلّى
عَلَيكَاللهُماصَحِبَiiالدُّجى
حادٍ
وَحَنَّتبِالفَلاiiوَجناءُ
وَاستَقبَلَ
الرِضوانَفيiiغُرُفاتِهِمْ
بِجِنانِ
عَدنٍآلُكَiiالسُمَحاءُ
خَيرُ
الوَسائِلِمَنيَقَعْمِنهُمiiعَلى
سَبَبٍ
إِلَيكَفَحَسبِيَiiالزَهراءُ

إفادة في محكمة الشعر
شعر/ نزار قباني
مرحبًا
ياعراقُ،جئتُiiأغنّيكَ
وبعضٌ
منالغناءِiiبكاءُ
مرحباً،
مرحباً.. أتعرفُiiوجهاً
حفرتهُ
الأيّامُiiوالأنواءُ؟
أكلَ
الحبُّمنحشاشةِiiقلبي
والبقايا
تقاسمتهاiiالنساءُ
كلُّ
أحبابيَالقدامىiiنسَوني
لا
نُوارٌتُجيبُأوiiعفراءُ
فالشفاهُ
المطيّباتُiiرمادٌ
وخيامُ
الهوىرماهاiiالهواءُ
سكنَ
الحزنُكالعصافيرِiiقلبي
فالأسى
خمرةٌوقلبيiiالإناءُ
أنا
جرحٌيمشيعلىiiقدميهِ
وخيولي
قدهدَّهاiiالإعياءُ
فجراحُ
الحسينِبعضُiiجراحي
وبصدري
منالأسىiiكربلاءُ
وأنا
الحزنُمنزمانٍiiصديقي
وقليلٌ
فيعصرناiiالأصدقاءُ
مرحباً
ياعراقُ،كيفَiiالعباءاتُ
وكيفَ
المها.. وكيفَiiالظباءُ؟
مرحباً
ياعراقُ.. هلiiنسيَتني
بعدَ
طولِالسنينِسامرّاءُ؟
مرحبًا
ياجسورُيانخلُياiiنهرُ
وأهلاً
ياعشبُ...ياأفياءُ
كيفَ
أحبابُناعلىضفةِالنهرِ
وكيفَ
البساطُiiوالندماءُ؟
كان
عنديهناأميرةُiiحبٍّ
ثم
ضاعتأميرتيiiالحسناءُ
أينَ
وجهٌفيالأعظميّةِiiحلوٌ
لو
رأتهُتغارُمنهُiiالسماءُ؟
إنني
السندبادُ.. مزّقهُiiالبحرُ
و
عيناحبيبتيالميناءُ
مضغَ
الموجُمركبي.. iiوجبيني
ثقبتهُ
العواصفُiiالهوجاءُ
إنَّ
فيداخليعصوراًمنiiالحزنِ
فهل
ليإلىالعراقِiiالتجاءُ؟
وأنا
العاشقُالكبيرُ.. iiولكن
ليس
تكفيدفاتريiiالزرقاءُ
يا
حزيرانُ. ماالذيفعلَiiالشعرُ؟
وما
الذيأعطىلناiiالشعراءُ؟
الدواوينُ
فييديناiiطروحٌ
والتعابيرُ
كلُّهاإنشاءُ
كلُّ
عامٍنأتيلسوقِiiعكاظٍ
وعلينا
العمائمُالخضراءُ
ونهزُّ
الرؤوسَمثلiiالدراويشِ

...
وبالنارتكتويiiسيناءُ
كلُّ
عامٍنأتي.. فهذاiiجريرٌ
يتغنّى
.. وهذهِiiالخنساءُ
لم
نزَل،لمنزَلنمصمصُقشرًا
وفلسطينُ
خضّبتهاiiالدماءُ
يا
حزيرانُ.. أنتَأكبرُiiمنّا
وأبٌ
أنتَمالهُiiأبناءُ
لو
ملكنابقيّةًمنiiإباءٍ
لانتخينا
.. لكنناiiجبناءُ
يا
عصورَالمعلّقاتِiiملَلنا
ومن
الجسمِقديملُّiiالرداءُ
نصفُ
أشعارنانقوشٌiiوماذا
ينفعُ
النقشُحينيهويالبناءُ؟
المقاماتُ
iiلعبةٌ...والحريريُّ
حشيشٌ
.. والغولُiiوالعنقاءُ
ذبحتنا
الفسيفساءُiiعصورًا
والدُّمى
والزخارفُiiالبلهاءُ
نرفضُ
الشعرَكيمياءًiiوسحرًا
قتلتنا
القصيدةُiiالكيمياءُ
نرفضُ
الشعرَمسرحًاiiملكيًّا
من
كراسيهِيحرمُiiالبسطاءُ
نرفضُ
الشعرَأنيكونَiiحصانًا
يمتطيهِ
الطغاةُiiوالأقوياءُ
نرفضُ
الشعرَعتمةًiiورموزًا
كيف
تستطيعُأنترىiiالظلماءُ؟
نرفضُ
الشعرَأرنباًiiخشبيًّا
لا
طموحٌلهُولاiiأهواءُ
نرفضُ
الشِّعرَفيقهوةِiiالشعر..

دخانٌ
iiأيّامهم..وارتخاءُ
شعرُنا
اليومَيحفرُالشمسَiiحفرًا
بيديهِ
.. فكلُّشيءٍiiمُضاءُ
شعرنا
اليومَهجمةٌiiواكتشافٌ
لا
خطوطٌكوفيّةٌ،iiوحداءُ
كلُّ
شعرٍمعاصرٍليسَفيهِ
غَضَبُ
العصرِنملةٌiiعرجاءُ
ما
هوَالشعرُإنغداiiبهلوانًا
يتسلّى
برقصهِالخُلفاءُ
ما
هوالشعرُ.. حينَيصبحُiiفأرًا
كِسرةُ
الخبزِiiهَمُّهُ-والغِذاءُ
وإذا
أصبحَالمفكِّرُiiبُوقًا
يستوي
الفكرُعندهاiiوالحذاءُ
يُصلبُ
الأنبياءُمنأجلرأيٍ
فلماذا
لايصلبُiiالشعراءُ؟
الفدائيُّ
وحدهُ.. يكتبُiiالشعرَ
و
كلُّالذيكتبناiiهراءُ
إنّهُ
الكاتبُالحقيقيُّiiللعصرِ
ونحنُ
الحُجَّابُiiوالأجراءُ
عندما
تبدأُالبنادقُiiبالعزفِ
تموتُ
القصائدُالعصماءُ
ما
لنا؟مالنانلومُiiحزيرانَ
و
فيالإثمِكلُّناiiشركاءُ؟
من
همالأبرياءُ؟نحنُiiجميعًا
حاملو
عارهِولاiiاستثناءُ
عقلُنا،
فكرُنا،هزالُiiأغانينا
رؤانا،
أقوالُناiiالجوفاءُ
نثرُنا،
شعرُنا،جرائدُناiiالصفراءُ
والحبرُ
والحروفُiiالإماءُ
البطولاتُ
موقفٌiiمسرحيٌّ
ووجوهُ
الممثلينَiiطلاءُ
وفلسطينُ
بينهمiiكمزادٍ
كلُّ
شارٍيزيدُحينiiيشاءُ
وحدويّون
! والبلادُiiشظايا
كلُّ
جزءٍمنلحمهاأجزاءُ
ماركسيّونَ
! والجماهيرُiiتشقى
فلماذا
لايشبعُiiالفقراءُ؟
قرشيّونَ
! لورأتهمiiقريشٌ
لاستجارت
منرملِهاالبيداءُ
لا
يمينٌيجيرُناأوiiيسارٌ
تحتَ
حدِّالسكينِنحنُسواءُ
لو
قرأناالتاريخَماضاعتِالقدسُ
وضاعت
منقبلهاii"الحمراءُ"..

يا
فلسطينُ،لاتزالينَiiعطشى
وعلى
الزيتِنامتِiiالصحراءُ
العباءاتُ
.. كلُّهامنحريرٍ
والليالي
رخيصةٌiiحمراءُ
يا
فلسطينُ،لاتناديعليهم
قد
تساوىالأمواتُوالأحياءُ
قتلَ
النفطُمابهممنسجايا
ولقد
يقتلُالثريَّالثراءُ
يا
فلسطينُ،لاتناديiiقريشًا
فقريشٌ
ماتتبهاالخيَلاءُ
لا
تناديالرجالَمنعبدِiiشمسٍ
لا
تنادي.. لميبقَإلاالنساءُ
ذروةُ
الموتِأنتموتَiiالمروءاتُ
ويمشي
إلىالوراءِالوراءُ
مرَّ
عامانِوالغزاةُمقيمونَ
و
تاريخُأمتي... iiأشلاءُ
مرَّ
عامانِ.. والمسيحُiiأسيرٌ
في
يديهم.. ومريمُالعذراءُ
مرَّ
عامانِ.. والمآذنُتبكي
و
النواقيسُكلُّهاخرساءُ
أيُّها
الراكعونَفيمعبدِiiالحرفِ
كفانا
الدُّوارُiiوالإغماءُ
مزِّقوا
جُبَّةَالدراويشِiiعنكم
واخلعوا
الصوفَأيُّهاiiالأتقياءُ
اتركوا
أولياءَناiiبسلامٍ
أيُّ
أرضٍأعادهاiiالأولياءُ؟
في
فميياعراقُ.. ماءٌiiكثيرٌ
كيفَ
يشكومنكانَفيفيهِiiماءُ؟
زعموا
أننيطعنتُبلادي
وأنا
الحبُّكلُّهُiiوالوفاءُ
أيريدونَ
أنأمُصَّiiنزيفي؟
لا
جدارٌأناولاiiببغاءُ!

أنا
حريَّتي... فإنiiسرقوها
تسقط
الأرضُكلُّهاiiوالسماءُ
ما
احترفتُالنِّفاقَيومًاiiوشعري
ما
اشتراهُالملوكُiiوالأمراءُ
كلُّ
حرفٍكتبتهُكانَiiسيفًا
عربيًّا
يشعُّمنهُiiالضياءُ
وقليلٌ
منالكلامِiiنقيٌّ
وكثيرٌ
منالكلامِiiبغاءُ
كم
أُعانيمماكتبتُiiعذابًا
ويعاني
فيشرقناiiالشرفاءُ
وجعُ
الحرفِرائعٌ..أوَiiتشكو
للبساتينِ
وردةٌiiحمراءُ؟
كلُّ
منقاتلوابحرفٍiiشجاعٍ
ثم
ماتوا.. فإنهمiiشهداءُ
لا
تعاقبياربِّمنiiرجموني
واعفُ
عنهملأنّهمiiجهلاءُ
إن
حبّيللأرضِحبٌّiiبصيرٌ
وهواهم
عواطفٌiiعمياءُ
إن
أكُنقدكويتُلحمَبلادي
فمن
الكيِّقديجيءُالشفاءُ
من
بحارِالأسى،وليلِiiاليتامى
تطلعُ
الآنَزهرةٌiiبيضاءُ
ويطلُّ
الفداءُشمسًاiiعلينا
ما
عسانانكونُ.. لولاiiالفداءُ
من
جراحِالمناضلينَ.. iiوُلدنا
ومنَ
الجرحِتولدُiiالكبرياءُ
قبلَهُم،
لميكنهنالكَiiقبلٌ
ابتداءُ
التاريخِمنيومِiiجاؤوا
هبطوا
فوقَأرضناiiأنبياءً
بعد
أنماتَعندناالأنبياءُ
أنقذوا
ماءَوجهنايومَiiلاحوا
فأضاءت
وجوهُناiiالسوداءُ
منحونا
إلىالحياةِiiجوازًا
لم
تكُنقبلَهملناiiأسماءُ
أصدقاءُ
الحروفِلاiiتعذلوني
إن
تفجّرتُأيُّهاiiالأصدقاءُ
إنني
أخزنُالرعودَiiبصدري
مثلما
يخزنُالرعودَiiالشتاءُ
أنا
ماجئتُكيأكونَiiخطيبًا
فبلادي
أضاعَهاiiالخُطباءُ
إنني
رافضٌزمانيiiوعصري
ومن
الرفضِتولدُiiالأشياءُ
أصدقائي
.. حكيتُماليسَiiيُحكى
و
شفيعي... طفولتيوالنقاءُ
إنني
قادمٌإليكم.. iiوقلبي
فوقَ
كفّيحمامةٌiiبيضاءُ
افهموني
.. فماأناغيرُiiطفلٍ
فوقَ
عينيهِيستحمُّiiالمساءُ
أنا
لاأعرفُازدواجيّةَiiالفكرِ
فنفسي
.. بحيرةٌiiزرقاءُ
لبلادي
شعري.. ولستُأبالي
رفصتهُ
أمباركتهُiiالسماءُ..


سلوا قلبي
شعر / أحمد شوقي
في مدح الرسول الكريم
سَلوا
قَلبيغَداةَسَلاiiوَثابا
لَعَلَّ
عَلىالجَمالِلَهُiiعِتابا
وَيُسأَلُ
فيالحَوادِثِذوصَوابٍ
فَهَل
تَرَكَالجَمالُلَهُiiصَوابا
وَكُنتُ
إِذاسَأَلتُالقَلبَيَومًا
تَوَلّى
الدَمعُعَنقَلبيiiالجَوابا
وَلي
بَينَالضُلوعِدَمٌوَلَحمٌ
هُما
الواهيالَّذيثَكِلَiiالشَبابا
تَسَرَّبَ
فيالدُموعِiiفَقُلتُ:وَلّى
وَصَفَّقَ
فيالضُلوعِفَقُلتُ: iiثابا
وَلَو
خُلِقَتْقُلوبٌمِنiiحَديدٍ
لَما
حَمَلَتْكَماحَمَلَالعَذابا
وَأَحبابٍ
سُقيتُبِهِمْiiسُلافًا
وَكانَ
الوَصلُمِنقِصَرٍiiحَبابا
وَنادَمْنَا
الشَبابَعَلىبِساطٍ
مِنَ
اللَذاتِمُختَلِفٍiiشَرابا
وَكُلُّ
بِساطِعَيشٍسَوفَiiيُطوى
وَإِن
طالَالزَّمانُبِهِوَطابا
كَأَنَّ
القَلبَبَعدَهُمُغَريبٌ
إِذا
عادَتهُذِكرىالأَهلِiiذابا
وَلا
يُنبيكَعَنخُلُقِiiاللَّيالي
كَمَن
فَقَدَالأَحِبَّةَiiوَالصِّحابا
أَخا
الدُّنياأَرىدُنياكَأَفعى
تُبَدِّلُ
كُلَّآوِنَةٍiiإِهابا
وَأَنَّ
الرُّقطَأَيقَظُiiهاجِعاتٍ
وَأَترَعُ
فيظِلالِالسِّلمِiiنابا
وَمِن
عَجَبٍتُشَيِّبُiiعاشِقيها
وَتُفنيهِمْ
وَمابَرِحَتْiiكَعابا
فَمَن
يَغتَرُّبِالدُنياiiفَإِنّي
لَبِستُ
بِهافَأَبلَيتُالثِّيابا
لَها
ضَحِكُالقِيانِإِلىغَبِيٍّ
وَلي
ضَحِكُاللَّبيبِإِذاiiتَغابى
جَنَيتُ
بِرَوضِهاوَردًاوَشَوكًا
وَذُقتُ
بِكَأسِهاشَهدًاiiوَصابا
فَلَم
أَرَغَيرَحُكمِاللهِiiحُكمًا
وَلَم
أَرَدونَبابِاللَهِiiبابا
وَلا
عَظَّمتُفيالأَشياءِiiإِلا
صَحيحَ
العِلمِوَالأَدَبَiiاللُبابا
وَلا
كَرَّمتُإِلاوَجهَiiحُرٍّ
يُقَلِّدُ
قَومَهُالمِنَنَالرِّغابا
وَلَم
أَرَمِثلَجَمعِالمالِiiداءً
وَلا
مِثلَالبَخيلِبِهِiiمُصابا
فَلا
تَقتُلكَشَهوَتُهُiiوَزِنها
كَما
تَزِنُالطَّعامَأَوِiiالشَّرابا
وَخُذ
لِبَنيكَوَالأَيّامِiiذُخرًا
وَأَعطِ
اللهَحِصَّتَهُاحتِسابا
فَلَو
طالَعتَأَحداثَiiاللَيالي
وَجَدتَ
الفَقرَأَقرَبَهاiiانتِيابا
وَأَنَّ
البِرَّخَيرٌفيiiحَياةٍ
وَأَبقى
بَعدَصاحِبِهِiiثَوابا
وَأَنَّ
الشَرَّيَصدَعُiiفاعِليهِ
وَلَم
أَرَخَيِّرًابِالشَرِّآبا
فَرِفقًا
بِالبَنينَإِذاiiاللَّيالي
عَلى
الأَعقابِأَوقَعَتِiiالعِقابا
وَلَم
يَتَقَلَّدواشُكرَiiاليَتامى
وَلا
ادَّرَعواالدُّعاءَiiالمُستَجابا
عَجِبتُ
لِمَعشَرٍصَلّواiiوَصاموا
عَواهِرَ
خِشيَةًوَتُقىiiكِذابا
وَتُلفيهِمْ
حِيالَالمالِiiصُمًّا
إِذا
داعيالزَكاةِبِهِمْiiأَهابا
لَقَد
كَتَموانَصيبَاللهِiiمِنهُ
كَأَنَّ
اللهَلَميُحصِiiالنِّصابا
وَمَن
يَعدِلبِحُبِّاللهِiiشَيئًا
كَحُبِّ
المالِضَلَّهَوًىiiوَخابا
أَرادَ
اللَهُبِالفُقَراءِiiبِرًّا
وَبِالأَيتامِ
حُبًّاiiوَارتِبابا
فَرُبَّ
صَغيرِقَومٍiiعَلَّموهُ
سَما
وَحَمىالمُسَوَّمَةَالعِرابا
وَكانَ
لِقَومِهِنَفعًاوَفَخرًا
وَلَو
تَرَكوهُكانَأَذًىiiوَعابا
فَعَلِّمْ
مااستَطَعتَلَعَلَّiiجيلاً
سَيَأتي
يُحدِثُالعَجَبَالعُجابا
وَلا
تُرهِقْشَبابَالحَيِّiiيَأسًا
فَإِنَّ
اليَأسَيَختَرِمُالشَبابا
يُريدُ
الخالِقُالرِزقَiiاشتِراكًا
وَإِن
يَكُخَصَّأَقوامًاiiوَحابى
فَما
حَرَمَالمُجِدَّجَنىiiيَدَيهِ
وَلا
نَسِيَالشَقِيَّوَلاiiالمُصابا
وَلَولا
البُخلُلَميَهلِكْiiفَريقٌ
عَلى
الأَقدارِتَلقاهُمْغِضابا
تَعِبتُ
بِأَهلِهِلَومًاiiوَقَبلي
دُعاةُ
البِرِّقَدسَئِمواiiالخِطابا
وَلَو
أَنّيخَطَبتُعَلىiiجَمادٍ
فَجَرْتُ
بِهِاليَنابيعَiiالعِذابا
أَلَم
تَرَلِلهَواءِجَرىفَأَفضى
إِلى
الأَكواخِوَاختَرَقَالقِبابا
وَأَنَّ
الشَمسَفيالآفاقِiiتَغشى
حِمى
كِسرىكَماتَغشىiiاليَبابا
وَأَنَّ
الماءَتُروىالأُسدُiiمِنهُ
وَيَشفي
مِنتَلَعلُعِهاالكِلابا
وَسَوّى
اللهُبَينَكُمُiiالمَنايا
وَوَسَّدَكُمْ
مَعَالرُّسلِiiالتُّرابا
وَأَرسَلَ
عائِلاًمِنكُمْiiيَتيمًا
دَنا
مِنذيالجَلالِفَكانَiiقابا
نَبِيُّ
البِرِّبَيَّنَهُiiسَبيلاً
وَسَنَّ
خِلالَهُوَهَدىiiالشِّعابا
تَفَرَّقَ
بَعدَعيسىالناسُiiفيهِ
فَلَمّا
جاءَكانَلَهُمْمَتابا
وَشافي
النَّفسِمِننَزَعاتِiiشَرٍّ
كَشافٍ
مِنطَبائِعِهاiiالذِّئابا
وَكانَ
بَيانُهُلِلهَدْيِiiسُبلاً
وَكانَت
خَيلُهُلِلحَقِّiiغابا
وَعَلَّمَنا
بِناءَالمَجدِحَتّى
أَخَذنا
إِمرَةَالأَرضِiiاغتِصابا
وَما
نَيلُالمَطالِبِiiبِالتَمَنّي
وَلَكِن
تُؤخَذُالدُّنياiiغِلابا
وَما
استَعصىعَلىقَومٍiiمَنالٌ
إِذا
الإِقدامُكانَلَهُمْiiرِكابا
تَجَلّى
مَولِدُالهاديiiوَعَمَّتْ
بَشائِرُهُ
البَواديiiوَالقِصَابا
وَأَسدَتْ
لِلبَرِيَّةِبِنتُiiوَهبٍ
يَدًا
بَيضاءَطَوَّقَتِiiالرِّقابا
لَقَد
وَضَعَتهُوَهّاجًامُنيرًا
كَما
تَلِدُالسَماواتُiiالشِّهابا
فَقامَ
عَلىسَماءِالبَيتِiiنورًا
يُضيءُ
جِبالَمَكَّةَوَالنِّقابا
وَضاعَت
يَثرِبُالفَيحاءُمِسكًا
وَفاحَ
القاعُأَرجاءًiiوَطابا
أَبا
الزَهراءِقَدجاوَزتُiiقَدري
بِمَدحِكَ
بَيدَأَنَّلِيَiiانتِسابا
فَما
عَرَفَالبَلاغَةَذوبَيانٍ
إِذا
لَميَتَّخِذْكَلَهُiiكِتابا
مَدَحتُ
المالِكينَفَزِدتُiiقَدرًا
فَحينَ
مَدَحتُكَاقتَدتُiiالسَّحابا
سَأَلتُ
اللهَفيأَبناءِديني
فَإِن
تَكُنِالوَسيلَةَليiiأَجابا
وَما
لِلمُسلِمينَسِواكَiiحِصنٌ
إِذا
ماالضَرُّمَسَّهُمُiiوَنابا
كَأَنَّ
النَحسَحينَجَرىiiعَلَيهِمْ
أَطارَ
بِكُلِّمَملَكَةٍiiغُرابا
وَلَو
حَفَظواسَبيلَكَكانiiنورًا
وَكانَ
مِنَالنُّحوسِلَهُمْiiحِجابا
بَنَيتَ
لَهُمْمِنَالأَخلاقِiiرُكنًا
فَخانوا
الرُّكنَفَانهَدَمَiiاضطِرابا
وَكانَ
جَنابُهُمْفيهاiiمَهيبًا
وَلَلأَخلاقِ
أَجدَرُأَنتُهابا
فَلَولاها
لَساوىاللَيثُذِئبًا
وَساوى
الصَّارِمُالماضيiiقِرابا
فَإِن
قُرِنَتمَكارِمُهاiiبِعِلمٍ
تَذَلَّلَتِ
العُلابِهِماiiصِعابا
وَفي
هَذاالزَمانِمَسيحُiiعِلمٍ
يَرُدُّ
عَلىبَنيالأُمَمِالشَّبابا

الشهيد

شعر / عبد الرحيم محمود

سأحمل
روحيعلىراحتي
وألقي
بهافيمهاويiiالردى
فإمّا
حياةتسرّiiالصديق
وإمّا
مماتٌيغيظiiالعدى
ونفسُ
الشريفلهاiiغايتان
ورود
المناياونيلُiiالمنى
وما
العيشُ؟لاعشتُإنلمأكن
مخوف
الجنابحرامiiالحمى
إذا
قلتُأصغىليَiiالعالمون
ودوّى
مقاليبينiiالورى
لعمرك
إنّيأرىمصرعي
ولكن
أغذّإليهiiالخطى
أرى
مصرعيدونحقّيالسليب
ودون
بلاديهوiiالمبتغى
يلذّ
لأذنيسماعiiالصليل
ويبهجُ
نفسيمسيلiiالدما
وجسمٌ
تجدلفيiiالصحصحان
تناوشُهُ
جارحاتُiiالفلا
فمنه
نصيبٌلأسدiiالسماء
ومنه
نصيبٌلأسدiiالشّرى
كسا
دمهالأرضiiبالأرجوان
وأثقل
بالعطرريحiiالصّبا
وعفّر
منهبهيَّالجبين
ولكن
عُفارًايزيدiiالبها
وبان
علىشفتيهابتسامٌ
معانيه
هزءٌبهذيiiالدّنا
ونام
ليحلم َ حلمiiالخلود
ويهنأ
فيهبأحلىiiالرؤى
لعمرك
هذامماتُiiالرجال
ومن
رامموتًاشريفًاiiفذا
فكيف
اصطباريلكيدiiالحقود
وكيف
احتماليلسومiiالأذى
أخوفًا
وعنديتهونُiiالحياة
وذُلاّ
وإنّيلربّiiالإبا
بقلبي
سأرميوجوهiiالعداة
فقلبي
حديدٌوناريiiلظى
وأحمي
حياضيبحدّiiالحسام
فيعلم
قوميَأنّيiiالفتى


الضجيج العذب
شعر / عمر بهاء الدين الأميري
أولادنا هم الجنة التي منحنا الله إياها على الأرض، ولنا أن نتخيل شاعرا فارقته جنته ، يا ترى كيف يعبر عن هذا الفراق؟
!
بين يديكم القصيدة الرائعة للشاعر الكبير عمر بهاء الدين الأميري التي قالها عندما ابتعد أولاده عنه إثر سفرهم
.
أين
الضجيجالعذبiiوالشغبُ"
"
أينالتدارسشابهاللعبُ؟
أين
الطفولةفيiiتوقدها"
"
أينالدمىفيالأرضiiوالكتبُ؟
اين
التشاكسدونماiiغرض"
"
أينالتشاكيمالهiiسببُ؟
أين
التباكيوالتضاحكiiفي"
"
وقتمعا،والحزنiiوالطربُ؟
أين
التسابقفيiiمجاورتي"
"
شغفاإذاأكلواوإنiiشربوا؟
يتزاحمون
علىiiمجالستي"
"
والقربمنيحيثماiiانقلبوا؟
يتوجهون
بسوقiiفطرتهم"
"
نحويإذارهبواوإنiiرغبوا
فنشيدهم
: (بابا) إذاiiفرحوا"
"
ووعيدهم: (بابا) إذاiiغضبوا
وهتافهم
: (بابا) إذاiiابتعدوا"
"
ونجيهم: (بابا) إذاiiاقتربوا
بالأمس
كانواملءمنزلنا"
"
واليوم،ويحاليومقدiiذهبوا
وكأنما
الصمتالذيiiهبطت"
"
أثقالهفيالدارإذiiغربوا
إغفاءة
المحمومiiهدأتها"
"
فيهايشيعالهمiiوالتعبُ
ذهبوا
،أجلذهبواii،ومسكنهم"
"
فيالقلب،ماشطواوماقربوا
إني
أراهمأينماالتفتت"
"
نفسيوقدسكنوا،وقدiiوثبوا
وأحس
فيخلديiiتلاعبهم"
"
فيالدارليسينالهمiiنصبُ
وبريق
أعينهم،إذاiiظفروا"
"
ودموعحرقتهمإذاiiغلبوا
في
كلركنمنهمiiأثر"
"
وبكلزاويةلهمiiصخبُ
في
النافذاتزجاجهاiiحطموا"
"
فيالحائطالمدهونقدiiثقبوا
في
البابقدكسرواiiمزالجه"
"
وعليهقدرسمواوقدiiكتبوا
في
الصحنفيهبعضماأكلوا"
"
فيعلبةالحلوىالتيiiنهبوا
في
الشطرمنتفاحةiiقضموا"
"
فيفضلةالماءالتيiiسكبوا
إني
أراهمحيثماiiاتجهت"
"
عينيكأسرابالقطاسربوا
بالأمس
في (قرنايل) iiنزلوا"
"
واليومقدضمتهم (iiحلبُ)

دمعي
الذيكتمتهiiجلدا"
"
لماتباكواعندماiiركبوا
حتى
إذاسارواوقدiiنزعوا"
"
منأضلعيقلبابهمiiيجبُ
ألفيتني
كالطفلiiعاطفة"
"
فإذابهكالغيثiiينسكبُ
قد
يعجبالعذالمنiiرجل"
"
يبكي،ولولمأبكiiفالعجبُ
هيهات
ماكلالبكاiiخور"
"
إنيوبيعزمالرجالiiأبُ

الصحو في الثمالة
شعر / أحمد مطر
أكادُ لِشدَّةِ القهرِ
أظنُّ القَهْرَ في أوطانِنا
يشكو من القهرِ
!
َولي عُذْري
لأنّي أتّقي خَيْري
لكي أنجو مِنَ الشَّرِّ

فأنكر خالق الناس
ليأمن خانِقُ الناسِ
ولا يرتاب في أمري
لأنَّ الكُفْرَ في أوطاننا
لا يُورث الإعدامَ كالفِكْرِ
!
أحيِّي ميْتَ إحساسي
بأقْداحٍ من الخمرِ

فألعن كلَّ دسّاسٍ وَوَسْوَاسٍ وخنَّاسِ
ولا أخشى على نَحْري
من النحرِ

لأنَّ الذنبَ مُغْتَفَرٌ
وأنتَ بحالةِ السُّكْرِ
!
* * *

ومن حِذْري

أُمارسُ دائمًا حُرَّيةَ التعبيرِ
في سرِّي

وأخشى أنْ يبوحَ السِّرُّ

بالسِّـرِّ
أَشُكُّ بِحَرِّ أنفاسي
فلا أُدنيهِ من ثَغري
أَشُكُّ بصمتِ كُرَّاسِي
أَشُكُّ بنقطةِ الحِبْرِ
وكلِّ مساحةٍ بيضاءَ
بينَ السَّطْرِ والسَّطْرِ

ولستُ أُعَدُّ مجنونًا
بعصرِ السَّحْقِ والعَصْرِ

إذا أصبحتُ في يومٍ
أَشُكُّ بأنّني غيري

وأنّي هاربٌ مِنّي
وأنّي أقتفي أثري ..

ولا أدري

* * *

إذا ما عُدّت الأعمارُ
بالنُّـعْمى وباليُسْرِ

فعُمري ليس من عُمري !
لأنّي شاعرٌ حُرٌّ
وفي أوطاننا
يمتَدُّ عُمرُ الشاعرِ الحرِّ

إلى أقصاهُ بين الرَّحْمِ والقبرِ
على بيتٍ من الشِّعْرِ
!