القلم
القلم منبع العلم و الحلم و الحكمة , و هو الرسول بين الملوك و الأُمراء , و الصادق الأمين بين الأحبة و الأصدقاء , و قرة أعين الأدباء و الظرفاء , و جليسا للعلماء و الحكماء , فهو اليد و الساعد و العضد المساعد , يترجم عما في الجنان , بأفصح بيان , و يفهم الحاضر و الغائب و تأثيره أشد من تأثير الجيوش و الكتائب .
قوم اذا خافوا عداوة امرئ
سفكوا الدما بأسنة الأقلام
و حق من علم بالقلم , أن فضله أشهر من نار على علم , و كفاه فخرا أن الله أقسم به في محكم كتابه فقال
( ن و القلم و ما يسطرون )
بالقلم - ( علم الانسان ما لم يعلم ) , و به أدركنا أحوال من سبقنا من الأمم , و به كتبت كتب الله المقدسة , و به خرج الانسان من دائرة الهمجية الى عالم الترقى و الحضارة و المدنية , به سطرت جميع العلوم و الفنون , و هو للملوك عين العيون , ومنار الدين و الدنيا , ونظام الشرف و العليا .
قال بعض الأدباء : القلم هو أحد اللسانين , و هو المخاطب للغيوب بسرائر القلوب , على لغات مختلفة , من معان معقولة بحروف معلومة , متبينات الصوّر , مختلفات الجهات , لقاحها التفكير نتاجها التدبير .
الحسام
و السيف ألة قاطعة مفرقة للأجزاء , به تفتح البلدان , و تنشر ألاديان , و سلاح القوة الحاكمة و متعتها و شرفها , لولاه ما انتظم العمران , و لا نشرت راية الراحة و الأمان , و لا استتب الأمن و الإطمئنان في جميع الأمصار و البلدان .
و لكن لا يخفى على المتأمل أن حرب الأقلام أشد تأثيرا في النفوس من حرب الحسام - و التاريخ أعدل شاهد , كما حصل في واقعة الملك "دارا" ملك الفرس مع مملكة "التتار" حيث تغلبت هذه الأخيرة على مملكة الفرس و هزمت جيشها بالحيلة بدون أن تشهر عليها سلاحا - و هذه دولة انجلترا في الشرق , و كثيرا من المماليك و الشرائع قد فتحت و تأسست بغير السيف الذي لا يحمل الا على الشمال , بخلاف القلم الذي يحمل على الرأس و يجلس على اليمين فلا اختلاف أنه جليل القدر , و هو أحق بأن يقول : أنا سيد السيف و لا فخر .
و لـــي قلم في أنملــي ان هززته
فـــما ضـــرني ألا أهــــز المــهنـدا
إذا صال فوق الطرس و قع صريـره
فـــان صـــليل المشرف له صــــــدا
تحياتي للجميييع
المفضلات