من أنتِ يا مولاتي

يا صاحبة القصر والجواري

يا من تلثمتي بوشاح من حرير أزرق وتمطين الحصانِ

يا من يعلو هامتك درة في تاج ماسي

لا أرى من وجهك إلا عيون قد تنادي

على حرس قد يسفكوا دمائي

وخصلٌ من شعرٍ حرير تتطاير تخالط النسماتِ

ونظرات قد تغزو القلوب كالأسهم الخرقاءِ

من أنت يا مولاتي

أمرتني فتقدمت بخطوات ليست من الثبات

وانحنيت كما تنحني السنابل للرياح

لا أرفع رأسي إلا بأمرٍ من يداكي

ولكني رفعت مقلتاي لأخطف نوعاً من النظراتِ

فجودي عليه بها وجودي عليه بجوابِ

من أنت يا مولاتي

إن كنت محرقةً للقلوب فارحمي جزءاً من فؤادي

وإن كنت نوراً يعتم العيون فاتركي عيناً حتى أراكِ

وإن كنت قاتلة بلا أجر فلا لصيد إحساسي

رحماكِ بعابر سبيل هائم في الأنحاءِ

طليق كطير هاجر من الجنوب إلى الشمالِ

لم أكن يوما بفارس ولكن إسألي عني في الجوارِ

ولم أكن حتى بعالم بل أغلب الظن روحاني

ولا أنا بربرياً برياً ولكني إنساني

فمن أنت يا مولاتي

إذا حلقت الطيور أسراباً أعلم أنكِ تنادي

وإذا أمطرت السماء أمطاراً فياله من غضب جمامِ

وإذا هلت رياح الجنوب أعلم أنك قادمة بإتجاهي

دقت طبول الحرب في وجداني وأجزائي

جُيِّشَت جيوش لمواجهة موجات من حب وجَمالِ

فهل هذا أنت يا مولاتي

إذا كنت أحبك فأنا أرفض مرض عضالِ

وإن ألفت قلوبنا فستأسفين على جفائي

فأنا مفردٌ كالشمس كالقمر لا أميل إلى إزدواجِ

أنا لست أسير حرب قد نزفت في معارك جلائي

وإستباحة دمي ستذوقكِ ألواناً من العذابِ

هاهي عنقي على مقصلة فلن تشعري بارتياحِ

فمري المقصال بضرب عنقٍ لتري أني جادِ

ولكن قبل نحري إخلعي ذاك الوشاحِ

أريد أن أرى وجهاً لعدوٍ يتباهى بالشهداءِ

وإن كان الموت قدري فدعيني أموت بكبريائي

وأجيبيني ...
من أنت يا مولاتي