قد أختير الأصبع الثالث من اليد اليمنى التي نستعملها لأداء القّسم , أي في الأصبع الاقرب الى شريان القلب رمز الحب , كما يرمز خاتم الزواج البسيط كحلقة مستديرة الى العلاقة المتينة .
بين هذا الرأي و الرأي الآخر حقيقة قد تبطل مفعول الاحتمال , فبالرغم أن الأصبع الثالث من اليد اليمنى هو الأقرب الى شريان القلب , الا أن مشاعر الحب التي تختلجنا تشّع و تنتج من الدماغ , فهل هناك أقصر طريق للحب قبل شريان القلب ؟! و هل كل من احتفظ بخاتمه احتفظ بحبه ؟ و لكم مثالين من قصص خاتم الحب و الخيانة و الشقاق .
...أحبت دوراما الرسام بيكاسو بجنون و حنّية , كانت امرأة ذكية ذات ابتسامة نادرة و نظرة قوية , فخورة بنفسها , ذات شخصية و ثقافة عالية . تعرفت على بيكاسو في أحد استديوهات السينما , حيث كانت تشتغل كمصوّرة سينمائية , موهوبة , بادلها بيكاسو الاعجاب , فالحب و توطدت علاقتهما الى حد الانصهار , رسمها في لوحات متعددة كما صورته في وضعيات متنوعة أثناء قيامه بالرسم . بدأ الاختلاف يتسرب تدريجيا الى حياتهما و احتد ذات مرة بسبب خاتم أهداه اليها بيكاسو..فما كان منها الا أن خلعته و ألقت به في مياه السين . لم تدم بعدها علاقتهما طويلا , لينفصلا نتيجة علاقات بيكاسو العاطفية التي لم تحتملها امرأة بشخصية دوراما , و فضلت من بعده الوحدة و العزلة لتعيش بذكرياته مع قطته و الصمت , ماتت و هي مغمورة بلوحاته المعلقة في جدران بيتها و قلبها..لكن وحيدة بلا خاتم !
أما ديكينز مؤلف قصة "أولفر تويست" من أكثر الناس وفاء لمحبوبة الجميع ماري الأخت الصغرى لزوجته , أحبها باخلاص و عمق , حزن لوفاتها المباغت بنوبة قلبية دون أن تظهر عليها أعراض المرض من قبل ,تركت فراغا مهيبا في حياتهما , قام بعد وفاتها ببيع منزله الفخم الذي كانت تقيم معه فيه و الذي أنجز فيه بعض أعماله الرائعة . تألم ديكينز من فراق ماري لآخر رمق من عمره , بل نزع من أصبع يدها خاتما بعد وفاتها ليضعه مباشرة في أصبعه الى أن لحق بها .
في الأخير نقول أن الخاتم الحقيقي هو تلك الرابطة المغلفة بالحب كخاتم لا يمكن كسره أو اختراقه , و قد يتحول الخاتم من الألماس في يد امرأة الى خاتم من نار , و قد يتحول أيضا من اللاخاتم الى خاتم من الالماس وفق قوة الرابطة الزوجية التي تحددها نفسيتهما معا ! .
و إليكم بعض الخواتم الفاخرة
للمقبلين على الزواج
الف مبروك لكم جميعا
المفضلات