بسم الله الرحمن الرحيم


جمع المعلم بطرس البستاني أهم أرائه في شأن المرأة في خطابه الذي ألقاه 14 كانون الأول "ديسمبر " 1849 اخترت لكم منها مقطع أظرار جهل النساء .


...أما الاضرار الناتجة من جهل المراة فمن جملتها - فساد ذوقها ,لأنها تستحسن ما يستهجنه الذوق السليم من أمر الملبوس و الزينة و الحركات . فتراها تخترع و سائط شتى لأجل تحسين قدّها أو لونها أو هيئتها , كما تدعي غير مرتضية بما أسبعْه عليها من ذلك بارئ الطبيعة الحكيم . و تبذل جهدها في أن تجعل نفسها بمنزلة لعيبة للفرجة , أو شرك يصطاد به الناس , غير عالمة أن ذالك انما يزيدها شناعة و قبحا و مقتا .


و منها فساد عقيدتها , لأنها تصدق خرافات و تعتقد بتشاؤمات لا يقبلها العقل الصحيح , بل تدل على صغر عقلها و حماقتها . و ذلك كالاصابة بالعين ,و نبيح الكلاب , وعواء الثعلب , وهلمّ جرّا مما اشتهر عنها في كل زمان و مكان . و من أراد الوقوف على ذالك فليطلبه في الكتاب الكبير المنسوب الى النساء الذي لا يوجد منه و لا صفحة واحدة في حوزة المرأة المتمدنة , أو يسأل عنه العجائز اللواتي قرأنه و علّمنه في مدارسهن .


و منها فساد آدبها كما يضهر في كلامها و تصرّفها بين الجمعات , ومعلومكم ان صراخ النساءفي الأعراس و أوقات الفرح , و ولولتهنّ في المأتم و أزمنة الحزن يدل على شدّة جهلهنّ و ابتعادهن عن درجة التمدن و الآداب ابتعادا قاصيا, و منها فقدان المحبة الطبيعية نحو أولادها و مما يثبت ذلك هلاك الألاف الكثيرة في الهند من الأولاد الذين تتلطخ أيادي أمهاتهم بدمائهم كل سنة.


و لا ريب أن الأضرار الحاصلة من المرأة الجاهلة لمن تقدم ذكرهم هي أعظم بغير قياس من الفوائد الناتجة لهم من المرأة المتمدنة كما يظهر عند الاعتبار.


و بالاجمال أقول أن من أراد الوقوف على المضرّات الناجمة من جهل النساء , فلينظر الى المرأة الجاهلة نفسها في كلامها و ملبوسها و تصرفها داخلا و خارجا , و أرائها و أفكارها في الدين والدنيا , وآدبها و ميلها و عواطفها و بيتها و زوجها و أولادها و معارفها , وحين تفرح أو تحزن أو تزف أو توضع على مرتبتها..الى غير ذالك من صفاتها و أعمالها و حركاتها و متعلقاتها .


و من حقّق النظر في ذالك يعذرنا من التفصيل فيه أو التمثيل , و لا يكلفنا بيّنات تثبت أن المرأة دون علم شرّ عظيم في العالم اذا لم تكن أعظم شرّ يمكن تصوّره .