bsm







ـــــ الصراحة خلق , يوجب على الانسان الافصاح بما في قلبه من غير زيغ و لا مراوغة , فليس العيب من العيب أن يسرد الانسان لأخيه كل ماجريات الحياة بوضوح و جلاء حتى يتضافر معا على الاصلاح , و لكن العيب كل العيب أن يتلوّن المرئ في أحواله و معاملاته و محادثته , و هو يعلم أن للسان سقطات و للوجه علامات و مهما يبطن تظهره الأيام . و لا شك بعدها أن تعرف حقيقة أمره , و تظهر خبيئات نيته و يفتضح سوء تملقه , و لا يلمنّ بعدئذ الا نفسه , حيث ينفض الكل من حوله و يبرأ الجميع من معرفته , و يقول جلّ شأنه
"يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم"


و عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه و سلم انه قال :
من كان له وجهان في الدنيا , كان له يوم القيامة لسنان من نار



.
و قال علي بن ابي طالب كّرم الله وجهه : أعداء الرجل قد يكونون أنفع من اخوانه لأنهم يهدونه الى عيوبه فيجتنبها , و يخاف شماتتهم فيظبط نعمته , و قال أيضا : المرآة التي ينظر الانسان فيها الى أخلاقه هي الناس , لأنه يرى محاسنه من أوليائه منهم و مساوئه من أعدائهفيهم .

و قال سعيد بن عروة : لأن يكون لي نصف وجه و نصف لسان على ما فيها من قبح المنظر , أحب اليّ من أن أكون ذا وجهين و ذا لسنين و ذا قولين مختلفتين .

و قال الاسكندر : انتفعت بأعدائي أكثر مما انتفعت بأصدقائي لأن أعدائي كانوا يعيروني و يكشفون لي عيوبي , و ينبهوني بذلك على الخطأ فأستدركه و كان أصدقائي يزينون لي الخطأ و يشجعونني عليه .



ان الصراحة تدل على الاستقامة و الاعتدال , اذا وجدت في المرئ دلّت على حسن سيرته و كمال عقله . فلماذا لا نتحلى بهذه الصفة الجميلة الرائعة ؟ , كي نرتاح و نريح من حولنا .





العين الساهرة