منغصات في رمضان
الشيخ : سعود شريم
اعلموا أيها المسلمون كما أن لشهر رمضان حوافز ومرغبات
، فإن هناك مزعجات ومنغصات
، بدأت جلية ظاهرة
، سببها قصور بعض الناس
، الذي يستثقلون هذا الشهر المبارك
، ويستعظمون مشقته
، فهو كالضيف الثقيل عندهم ،
يرتقبون خروجه بفارغ الصبر
، ويتطلعون إلى انقضائه مشرئبين
، اعتادوا على التوسع في الملذات والشهوات من المآكل والمشارب ،
يأكلون الأرطال ، ويشربون الأسطال
، وينامون النهار ولو طال ، أغرقهم طوفان السعار المادي
، فجعلهم يطلبون ولا يعطون ، ويشتهون ولا يصبرون
، ويحسنون الجمع فيهم روح المبالغة والمقاومة ،
تراهم ذئابًا في الليل ، جيفًا في النهار
، فلا عجب !! ألا يجد هؤلاء من اللذة والراحة بهذا الشهر المبارك ما يجده المؤمنون الصادقون .
ومنغص آخر من منغصات الناس في رمضان
، تلكم الحركة النشطة ، التي تبثها قنوات الأقمار المرئية
، التي تنشر الإثم عاريًا ،
وتحلق الدين قبل أن تحلق العفاف والحياء
، جعلوا من رمضان موسم طرب وسهر
، تبث فيه الأفلام الرخيصة ،
والدعايات المضللة ،
وإن كان للإسلام نصيب في تلك القنوات
، فهو إسلام مشوه الصورة ،
ترى معه القبلات واستجداء اللحظات
، صارت وباء كاملاً
، فاحتلت كل مكان
، وجذبت إليها الرشيد والسفيه ، والقويم والفاسد
، وبذلك تخسر الأمة في كل لحظة مواطنًا صالحًا ، يضل ضلالة ، يغش بها ويخدع
ويسرق ويحتال ، تمتعاً بهذا الترف المرئي ، والداء المستشري ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .
ومنغص ثالث من تلك المنغصات
، المرأة المسلمة ، ما دورها في رمضان ؟
أيكون شغلها الشاغل
، التفنن في المأكل والمشرب ؟
ماذا أدت لخالقها في هذا الشهر ؟
كيف يطيب لها إن تسامت إلى الخير
، أن تختلي بأجنبي دون محرم
، كيف يطيب لها أن تخرج إلى المسجد مع سائقها متعطرة متبرجة ،
قد اصطحبت أطفالها في سذاجة وبلادة
، وكأن المصلي هي وحدها ؟
آذت وأوذيت ، فما صلت ولا صامت ،
تحملت الوزر من حيث أرادت الأجر ،
ربما اعتمرت فطافت وسعت ،
ثم قصرت فحلت احرامها ،
خرجت إلى الأسواق كاشفة عن بعض مفاتنها ،
أثارت كوامن الشهوة بعينيها ،
فعلت بألباب الرجال كما تفعل الخمرة بالعقول
، فهي خراجة ولاجة
، زرعت بتبرجها في دروب الناس ألغامًا
، طافت بالأسواق ، وسعت بين الغادي والرائح
، ثم قصرت عن طاعة الله فحلت حيائها ،
فقارنوا - رحمكم الله - بين هاتين العمرتين .
المفضلات