أبكى الرضــيع الذى قد غاب أو ذهبا
أم هـل نعـــيت به الإسـلام والعـربا؟
دمعى يســـــيل إذا ما قـلت يا كــبدى

عجزى مخـيف وما أدركـــته ســببا
هل يا ترى بعد هذا الصمت عاصفة

تعـــيد ما كان من حـق لنا اغــتصبا
يرتاح كـل شـهــــيد مــن معــاتبــــة

حـــينا يرى ماردا للـــثأر قـــد وثبـا
لــم يســـترح مــنذ جاء الغزو ينحره

وحــيد مرمى وأفــنى جهـــده عـتبا
لا الأهــل أهــل ولا دنيـــا تناصــره

يا ظلـــــم من كان خوّارا ومرتهـبا
الحـق يذبــح والأطفـــال ندفـــنــــها

لله كـــم من شــيوخ عايشوا الكُــربا
كـــم من نساء وددت اليوم نصرتهم

لكـــن مثلى قصـــير الكف ما غـلبا
كـــم من عــروس عـدو الله يقـتلــها

وما رأيت لها فى القــوم من غضبا
رُدوا لهـا مـن حـيــاة بعـــد مـــيتتها

ردوا الكـــرامة فى شــرق لنا غربا
إن تسـمعــن حــديثى أذن عكــــرمة

أو خالد العـــرْ ب سـيف الله انتصبا
أو قـام عمــرو يردُّ الظلــم منتفــضا

لكان ما كان من عـــز لـنا صُـلـــبا
يا شاعــر العرب هل تجرى متابعة

بعض الخيال الذى ما أصلح العطبا
تجــرى هــروبا مع الأوهام تدفــنها

مأســاة قومـك من هـذا الذى حصبا
كــم مــن جراح لــنا ما نــام حاملـها

ولا رأيــت لــــهــا طـبا ولا طـبـبـا
مغلــــوب أمرى وما غـبنى سينفعه

شــعر يعــيش مع الأوجاع مكـتئبا
يا رب جــئتك والآلام تنـحـــرنـــى

فارحــم لضعفى إلهى واقبل الطلبا
وانزل علــيهم من السجــيل ماطرة

حجارة مــــثلما فـــيل بها ضُـــربا
مُــرْ الصــواعــق أن تنهار فوقهــم

جـــندا لمقـــتدر للنصر قــد وهــبا
والرعــد والبرق يهمى زابدا جرِفا

ســيلا يمــيت بنى صهـيون ملتهبا
يا رب وارســل لهــم مما يدمــرهم

ملائك العــرش ترمى فوقهــم لهبا
والـريـح جـند لــربى يـوم نازلـــــة

فســـلط الريـــح فى صــرٍّ لهم أدبا
كما نصــرت ببــدر قلــّـــة وكـــما

أردت للشــرك فى أحـزابهم وَصَبا
حـقق رجـائى فقــلب الحـرِّ فى ألـم

وما ملكــت قــرارا أرتقى ســحـبا
أنت العلـــيم بحال إذ تـؤرقــــــــنا

مجازر الشرك زادت نارنا حطبا

الشاعر السوداني / حسن إبراهيم حسن الأفندي

المصدر:
http://www.watan.com/200901077643/20...-20-15-46.html