أثيرت فى الآونة الأخيرة مسألة ولاية المرأة ومساواتها بالرجل وتعالت الصيحات للمطالبة بمنحها حق تولى رئاسة مصر فهل تصلح المرأة لرئاسة الدولة؟

فقد ظلت الرئاسة حلمًا يداعب خيال المرأة فى كل زمان ومكان فالملكة حتشبسوت مثلا ضحت بأنوثتها لكى تتولى الحكم لأن المصريين لم يقبلوا أن تحكمهم امرأة فادعت أنها ابنة الإله ونقشت تفاصيل ولادتها على معبدها بالدير البحرى وارتدت الزى الرجالى واللحية المستعارة واستخدمت ضمير المذكر للإشارة إلى نفسها وأعلنت نفسها فرعونا لمصر.

أما شجرة الدر فقد تولت حكم مصر بعد وفاة زوجها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، عقب مرض شديد ألم به.

وأخفت خبر موته حتى لا تسبب بلبلة بين الجنود والمماليك الذين كانوا يحاربون الصليبيين فى المنصورة، وأدارت الحرب كما لو أن زوجها موجود، بل وانتصرت فيها.

وكان حادثاً فريداً فى التاريخ الإسلامى، أن يجتمع أمراء المماليك البحرية وأعيان الدولة المصرية فى هذه الفترة لمبايعة شجر الدر على مملكة مصر.

ووصل الخبر إلى بغداد فبعث الخليفة المستعصم بالله كتابًا إلى مصر وهو ينكر على الأمراء ويقول لهم: "إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسير إليكم رجلا، أما سمعتم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة".

وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام : "لمّا تولت شجر الدرّ على الديار المصرية، عملت فى ذلك مقامة، وذكرت فيها بماذا ابتلى الله به المسلمين بولاية امرأة عليهم " . (بدائع الزهور فى وقائع الدهور (1 / 286.

وقال المقريزى فى "السلوك فى معرفة دول الملوك " ( 1/ 2/ 368 ) فلمّا بلغ شجر الدرّ ذلك ، جمعت الأمراء والقضاة وخلعت نفسها من السلطنة برضاها، واضطرت إلى أن تتزوج من رئيس عسكرها، أيبك التركمانى وذلك سنة 648 هـ أو 1250 ميلادياً ، وتنازلت له عن العرش بعد أن حكمت قرابة ثمانين يوماً".

ويقول دكتور فؤاد بن عبد الكريم: "لا يجوز للمرأة باتفاق علماء أهل السنة والجماعة أن تتولى منصب الإمامة العظمى". أى رئاسة الدول فإذا كانت المرأة لا يجوز لها أن تتولى عقد النكاح لنفسها أصالة ولا لغيرها وكالة ، فكيف يجوز لها أن تتولى الرئاسة؟

ويقول دكتور أحمد بن عبد العزيز الحمدان: إن الذكورة هى إحدى الشروط التى يجب أن تتوفر فى إمام المسلمين فَلاَ تجوز إِمامة الْمرأَة، وهى إِمامةٌ باطلَة، وَمِن أَدِلَّة هَذَا الإجْمَاع فِى الكتَاب وَالسُّنَّة:
قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: [ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ] .( سورة النساء، الآية 34.)

فَحَصَر اللهُ عز وجل القَوَامَة بِيَدِ الرِّجال عَلَى النِّساء دُونَ عَكْسه ، فَالرجال قَوَّامُون عَلَى النِّساء فِى شُؤُونهِنَّ، وَحفْظهِنَّ، والذَّبِّ عَنْهُنَّ، وَالإِنْفَاق عَلَيْهِنَّ، وَأَمْرهُم نَافِذ عَلَيْهِنَّ. وَ(القَوَّامُ) فِى اللُّغَة القَائِم بِانْتِظَام الأُمُور وَتَدبِير الشؤون ، وَهَذه مَهَمَّة الإِمَام ، وَالقَوَامَة هِى وِلاَيَة .. وَفِى الآيَةِ دَلِيْل عَلَى فَضْلِ الرَّجُلِ عَلَى الْمَرأَةِ فِى صِفَاتِه الْخَلْقِيَّة وَالعَقْلِيَّة ، وَهَذَا أَمْر وَهْبِى مِنَ اللهِ تَعَالَى، لاَ يَدُلُّ عَلَى إِذْلاَلِ الْمَرأَةِ ، وَلاَ هَضْمِ حُقُوقِهَا، وَلَكِنَّهُ دَلِيْل عَلَى حكمَة الْخَبِير سبحانه وتعالى حِين أَعطَى الرَّجُل مَا يُنَاسِبه وَيُنَاسِب مَهَمَّتَه فِى الْحَيَاةِ مِن صِفَات يَتَمَكَّن بِهَا مِنَ القِيَام بِوَاجِبَاتِهِ ، وَأَعطَى سبحانه وتعالى الْمَرأَة مَا يُنَاسِبُها وَيُنَاسِب مَهَمَّتَهَا فى الْحَيَاة مِن صِفَات تَتَمَكَّن بِهَا مِنْ القِيَام بِوَاجِبَاتهَا.

وَقَالَ تَعَالَى:[ وَلاَ تَتَمَنَّواْ مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيْبٌ مِمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيْبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ] .( سورة النساء، الآية 32)
وقال الله تعالى :{ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى.. } . (البقرة :282(.
قال الشوكاني: قال أبو عبيد : معنى تضلّ: تنسى ، والضلال عن الشهادة إنما هو نسيان جزء منها ، وذكر جزء. لأَنهَا تَضِل وَتَنْسَى ، وَتُغَلِّب عَوَاطِفهَا.

فقد أثبتت دراسة حديثة قام بها علماء فى (سيدنى ـ أستراليا) أن : المرأة الحامل تصاب ذاكرتها بالضعف والاضطراب أثناء الحمل وربما تعانى من ضعف الذاكرة لمدة عام كامل أحياناً بعد الولادة وربما أكثر بسبب تناقص فى عدد خلايا الذاكرة ولأسباب غير معروفة حتى الآن.

ولهذا كان الأنبياء كلهم من الرجال لأن طبيعة مهمة النبى هى تحمل المشقة والمعاناة وسخافات وإيذاء قومه له فيونس – عليه السلام - مثلا آذاه قومه وعذبوه فضربوه بالسياط حتى مزقت ثيابه وجلده فسقط مغشيا عليه وكذلك عذبوا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى أدموا قدميه وجعلوا الشوك فى طريقه وقذفوه بالقاذورات، فأراد الله أن يجنب المرأة هذه المشقة والمعاناة التى لا تستطيع رقتها وأنوثتها وجسدها الضعيف تحملها وهذا من باب تكريمها وصيانتها وعدم تعريضها للمهالك.. ولنفس السبب لا تتولى إمامة الصلاة.

فإذا تصورنا أن زيزى قد أصبحت فى يوم من الأيام رئيسة جمهورية ثم حملت ووضعت وأرضعت فكيف تمارس شؤون الدولة ومهامها الصعبة وهى بذلك الوضع؟ وكيف تقابل الرؤساء والملوك وتعقد الاتفاقيات والمعاهدات وتتخذ قرارات الحرب والسلام؟