قطرات حبر من ذهب..
ودموع ماسية..
تلك التي كانت تذرف في بعادك
الآهات تتوالى..
والجراح ازدادت لمساتها المؤلمة في قلبي
فتحررت كل العبرات..
وتمردت النبضات..
لتذيقني المرارة مع كل ثانية
كل ذلك وأنت بعيد عني..
كل ذلك .. لأنه قد مضى الوقت ولم أتلفظ حروف اسمك من بين شفاهي
لأن قلقي وخوفي عليك قد طال عنان السماء..
كان لا بد من أن أحارب الدنيا وأتلقى سهامها مع كل خطوة .. لأصل الى بابك
وأرى ان مازال القلب الذي ولد وان حبي به مازال نابضا
كان لابد لي من محاولة الانصياع لرغبات شوقي الجامح مع كل دقيقة تمر في هذا الزمان..
وحينها … أصابني البعد بسهامه
وفرح الهجر بأخذك بعيدا عني..
انتظرتك طويلا …
انتظرت من حبرك قطرة..
ومن شفاهك كلمة..
انتظرت هطول أمطار الشوق على قلبك..
أن تشعر…
أن هناك من يتعذب في بعدك
يقاسي وحيدا برودة الليالي..
فلا يجد قلبك يدفئه..
فيذوب كشمعة في ليلة مظلمة..
انتظرت الخوف أن يتسلل الى قلبك ليدفعك الى فعل أي شيء من أجل حب..
كان قد توسد ملامحك في ليلة ما
ورمى عنك حمل أيام ثقال..
لكن لا جدوى ..
فحبي ذلك .. لم يكن قد ولد من أجلك
أو الأصح
أن حبك لي ما كان سوى غيمة سوداء قد التفت حولك
أمطرتك من قطراتها …
وروت فيك عطش أيام مضت..
وحينما فرغ حملها..
قررت أنت الرحيل
بتفتيت جزيئاتها..
واشعال النار .. لتتبخر..
وتتلاشى عن ناظريك..
مع أنك أنت الوحيد.. من مرت عليه في حياتها
مع أنك انت الوحيد.. من أعطته منها الكثير لتحيا
مع أنك انت الوحيد.. من ضحت بالكثير من أجلك
وبعد كل هذا وذاك … تتخلى عنها
فتبعثر الذكريات التي قد تتالت على خيالك في محض ليله
لألئ تجتمع في يوم من الأيام
تقتلع من عينيك تلك الصورة الملائكية التي كنت قد وصفتها بها
ليحل مكانها صورة مجهولة .. لانسان مجهول
مر في وقت ما على ذاكرتك الخالية
لماذا؟؟.
قد كنت لي ما أملك
وفي يوم واحد .. ولسبب واحد
ذلك الصندوق الذي كنت قد وهبته لك
أرسلته الى ما وراء الشمس
لماذا؟؟؟
أجبني..
فالسؤال أحرق في الأنفاس..
وسرق مني الابتسامة..
نظرات متسائلة..
أطرحها على كل من مر أمامي..
عله يحمل قلبا قاسيا كقلبك..
فيعرف ما يدور بين خلجاتك في هذا الوقت
صدقني..
مع أن عقلي بدأ يلملم ذكرياتك لينثرها في غياهب النسيان
الا أن القلب ما زال يشعر بالشوق … لجنونك..
المفضلات