بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كان لأحد الملوك وزير حكيم وكان الملك يقربه منه ، ويصطحبه معه في كل
مكان .

وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير لعل في ذلك خير فيهدأ
الملك .وفي إحدى المرات قُطع إصبع الملك فقال له الوزير : لعل في ذلك
خير !!

فغضب الملك غضباً شديداً ، وقال ما الخير في ذلك ؟ !

وأمر بحبس الوزير .

فقال الوزير الحكيم لعل في ذلك خير، ومكث الوزير فترة طويلة في السجن
وفي
يوم خرج الملك للصيد وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته ، فمر على قوم

يعبدون صنم ؛ فقبضوا عليه ليقدموه قرباناً للصنم ولكنهم تركوه بعد أن

اكتشفوا أن قربانهم – الملك – إصبعه مقطوع ، فانطلق الملك فرحاً بعد

أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضر ، وأول ما أمر به

فور وصوله القصر : أن أمر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجن ، واعتذر

له عما صنعه معه ، وقال : إنه قد أدرك الآن الخير في قطع إصبعه
وحمد

الله تعالى على ذلك
ولكنه سأل الوزير : عندما أمرت بسجنك قلت لعل في
ذلك خير فما الخير في ذلك ؟ فأجابه الوزير : أنه لو لم يسجنه ، لصاحبه
في

الصيد فكان سيقدم قرباناً بدلاً من الملك ...

فكان في صنع الله كل الخير .

قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم :
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر
فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له .

". رواه مسلم .


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .